الديوان » العصر الأندلسي » عبد الغفار الأخرس » ليهنك ما بلغت من الأماني

عدد الابيات : 31

طباعة

لِيَهْنِك ما بَلَغْتَ من الأماني

فَلَمْ تَبْرَح بأيَّام التَّهاني

تُسَرُّ وقد تَسُرُّ الناس طرًّا

ببيضِ فعالك الغرّ الحسان

وفيما قدْ فَعَلْتَ جُزيتَ خيراً

وهل تجزى سوى خلد الجنان

فَعَلْتَ الواجبَ المأمور فيه

وما سنّ النَّبيُّ من الختان

وأولَمْتَ الوَلائم فاستَلَذَّتْ

لها الفقراءُ من قاصٍ ودانِ

وأكثَرْتَ الطعام بهنّ حتَّى

لقَدْ ضاق الطعام عن الجفان

وجاء الناس أفواجاً إليها

فلمْ يعرف فلان من فلان

شرابُهم شرابٌ سُكَّريٌّ

وممّا يشتهون لحوم ضان

لقد قيل الطعام فلم تدان

وقد قيل السماع فلم تدان

بذكر الله إنَّك قبل هذا

قد استغنيتَ عن كلّ الأغاني

وما تلهو عن السَّبْع المثاني

بأصواتِ المثالثِ والمثاني

خَتَنْتَ بَنيك في أيّام سَعْدٍ

بمعتَدِل الفصولِ من الزمان

وأربعمائة خُتِنَتْ وكانت

يَتامى لم تُسَنَّنْ بالختان

كسَوتَهم الملابسَ فاخراتٍ

فراحوا مثلَ روض الأقحوان

فمن خضرٍ ومن صُفرٍ وحُمرٍ

كأمثال الشقيق الأرجواني

كأزهار الرَّبيع لها ابتهاجٌ

وقد سُقيَت حيا المزن الهتان

أتيت بها من الصَدقات بكراً

وما كانت لعمرك بالعوان

أرَدْتَ بذاكَ وجْهَ الله لا ما

يقالُ ويستفاض من اللسان

أُحِبُّكَ لا لمالٍ أقْتَنيه

ولا طمعٌ بجود وامتنان

ولا أثني عليكَ الخيرَ إلاَّ اعت

قاداً باللّسان وبالجَنان

وكيفَ وأنتَ للإسلام ركنٌ

تُشاد به القواعدُ والمباني

أعَزَّ الله فيك الدينَ عِزًّا

ولم يَكُ قبلَ ذلك بالمُهان

فكنتَ الرَّوح والمعنى المعالي

فقلْ ما شئت عن روح المعاني

تقولُ الحقَّ لا تخشى ملاماً

ولست عن المقالة بالجبان

ولا داريتَ أو ماريتَ قوماً

برفعة منصبٍ وعلوِ شان

ولم تحكمْ على أمرِ بشيءٍ

إلى أنْ يستبينَ إلى العيان

فتدرك ما تحاول بالتأني

وإنْ رمتَ الجميل فلا توان

محمّد الأمين أمِنْتَ مما

تحاذِرُه وإنَّك في أمان

كفاك الله ألسِنَةً حداداً

لها وخزٌ ولا وخزُ السنان

ولم أسمَعْ مقالاً فيك إلاَّ

مقالَ الخير آناً بعد آن

بَقيتَ لنا وللدنيا جميعاً

وكلٌّ غيرُ وجهِ الله فانِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الغفار الأخرس

avatar

عبد الغفار الأخرس حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Abdul-Ghafar-al-Akhras@

378

قصيدة

98

متابعين

عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب. شاعر من فحول المتأخرين. ولد في الموصل، ونشأ ببغداد، وتوفى في البصرة. ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره. ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه. له ...

المزيد عن عبد الغفار الأخرس

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة