الديوان » العصر العباسي » مهيار الديلمي » خاطر بها إما ردى أو مراد

عدد الابيات : 85

طباعة

خاطرْ بها إمّا ردىً أو مُرادْ

ورِدْ لها أين وجدتَ المَرادْ

ولا تُماطلْها بجمّاتِها

معلِّلاً أَظماءَها بالثِّمادْ

باعدْ عزيزاً بين أسفارها

فعزّةُ النجم السُّرى والبعادْ

للّهِ رامٍ بلُبَانَاتِهِ

طولَ الليالي وعروضَ البلادْ

يُقدِمُ إما مبلغاً نفسَه

معذرةً أو بالغاً ما أرادْ

يحفِزهُ الضيمُ فتنبو به

مضاجعُ الغيدِ ولينُ المِهادْ

إذا أحسَّ الهُونَ صاختْ به

نخوتُه أو طارَن أو قيلَ كادْ

يَعجُمُ منه الدهرُ إن رابهُ

جَلْدَ العصا صُلبَ حصاةِ الفؤادْ

سمتْ به الهمّةُ حتى نجا

منفرداً من بين هذا السوادْ

مولِّياً آخِرَ حاجاتهِ

خزائمَ العيس ولُجْمَ الجيادْ

أَقسمَ مهما اكتحلتْ عينُه

بمثلِهِ لا اكتحلتْ بالرقادْ

وبات مغمورَ العلا شاكراً

ميسورَه يقنَعُ بالإقتصادْ

يرضَى من الحظّ بما جاءه

عفواً وما الحظّ سوى الاجتهادْ

ينام للضيم على ظهره

مُراوَحَ الخدّ وثيرَ الوسادِ

إن راعه من يومه رائعٌ

قال عُدُوّاً فَرسُ الذلّ عادْ

ما أكثرَ المُنحِي على مجده

لبُلغةٍ تُرجَى ورزقٍ يُفادْ

ومؤثَر المالِ على عرضهِ

مجتهداً ينقُصُ من حيث زادْ

عَدِّ عن الدنيا وأبنائها

وبعْ مودّاتهم بالبعادْ

ما هذه الدهماءُ إلا دَبىً

ينشُرهُ في الأرض حُبُّ الفسادْ

إلاَّ فتىً يأنف من عيشةٍ

لغيره فيها عليه اعتدادْ

ودولةٍ تخطُبُ راياتُها

باسم سواه في رءوس الصِّعادْ

مثل أبي القاسم غيران يس

تفيد من عزّته ما استفادْ

يجود بالنفس كما جاد أو

يسود بالواجب من حيث سادْ

هيهات قامت معجزاتُ العلا

فيه وبانت آية الإنفرادْ

لا تلدُ الأرضُ له من أخٍ

أعقَمها من بعدِ طولِ الوِلادْ

شاد به اللّهُ بُنَى مجدِهِ

راسيةً واللّهُ ما شاء شادْ

بانَ من الناس فما عابه

شيءٌ سوى تشبيهه بالعبادْ

أبلجُ في كلّ دُجَى فحمةٍ

عمياءَ لا يقدَحُ فيها اَلزنادْ

يصيبُ بالأوّل من ظنِّه

فليس يُستثنَآ ولا يُستعادْ

تهفو قُوَى الحلم وغضباتُه

تأوِي إلى مستحصِفاتٍ شِدادْ

أرهفَ من آرائه ذُبَّلاً

ترودُ للطعن أمامَ الطرادْ

وقاد للأَعداء رقَّاصةً

تعزِفُ لولا يدهُ أن تُقادْ

معرِّقاتٍ كان أُماتُها

ربائطاً ما بين أبياتِ عادْ

يشكُمُها إن خلعتْ لُجمْهَا

ما جرَّ من فضلِ ناصي الأعادْ

خضَّبها الطعنُ بماء الطُّلَى

فشُبْهبهُا في شَعَراتِ الوِرادْ

يحالفُ الصبرَ عليها فتىً

ما بدأَ الكرَّة إلا أعادْ

يبذُلُ في حفظ العلا مهجةً

تكبُرُ أن تَفديِهَا نفسُ فادْ

يَرَى طلابَ العزّ أو بَردَهُ

في حرّ ما يَشرَبُ يومَ الجِلادْ

شجاعةٌ سبَّبها جودُه

إن الفتى يشجعُ من حيث جادْ

يا راكبَ الدهماء لم يُحفِها

سَيْرٌ ولا حنَّتْ لتغريدِ حادْ

حدَّدها الطالي فما عابها

على بياضِ الجسم لُبْسُ الحِدادْ

لا تلتوي من ظمأ والثرى

مُكْدٍ وأكبادُ المطايا صَوادْ

يَحفِزها من مثله سائقٌ

يَضِلُّ خِرّيتُ الفلا وهو هادْ

راكبُها وهو على ظهرها

موطَّأَ الجنبِ قليلُ السهادْ

يَكرعُ في صافٍ قليلِ القذى

عدبٍ ورعَى أبداص بطنَ وادْ

بلّغ بلغتَ الخيرَ خيرَ امرىء

شُدَّتْ عليه حَبَوات البوادْ

قل للوزير اعترقَتْ بعدكم

عظمي نيوبُ الأزَماتِ الحِدادْ

وارتجع البخلُ وأبناؤه

ما أَسارتْ عندِيَ كفُّ الجوادْ

غاض الندَى بعدك يا بحرَهُ

وبانَ مذ بِنتَ بفضلِ السّدادْ

واغبرّ جوٌّ كنتَ خضَّرتَهُ

فشَمطتْ فيه الرُّبَا والوِهادْ

دِينٌ من العدل عفا رسمُه

شَرَعَتهُ للناس بعدَ ارتدادْ

وسُنّةٌ في المجد قد قُوّضتْ

أقمتَ من أطنابها والعمادْ

ومهملٌ من كلمٍ نادرٍ

نفَّقَهُ مدحُك بعدَ الكسادْ

عاد يُوَفَّى أجرَهُ كاملاً

عندك حيّاً قبلَ يومِ المَعادْ

عَرَفْتَهُ والناسُ مِن حاسدٍ

أو جاهلٍ بالقولِ والإنتقادْ

أوحشتَ بالبعد فلا أُوحِشتْ

منك مغاني الكرم المستفادْ

وشُلَّ سَرْحُ الأمر من قبضة ال

راعي فأمسَى هَجمةً لا تذادْ

معطَّلَ المجلسِ والمنبرِ ال

مركوبِ عاري السرجِ رخوَ البِدادْ

تعلَّقَ الممسكُ أطرافَه

منه برُسغَيْ قاطع لا يصادْ

كأنما صاحَ غرابُ النوى

بدادِ فيه بعدَ جمعٍ بدادْ

قد أسِفَ الرأسُ على تاجه

وأنكرَ العاتقُ فقْدَ النّجادْ

ووَجْهُ بغدادَ على حسنه

أسفعُ مكسوفٌ عليه اربدادْ

كانت حريماً بك ممنوعةَ ال

ظهر فعادت وهي دارُ الجهادْ

في كلّ بيتٍ من أذىً عَوْلةٌ

تُبْدَا ومن خوفٍ أنينٌ يُعادْ

وكيف لا يُنكَرُ عهدُ الحمى

يفوتُه العامُ بصوبِ العِهادْ

يا مبدىء الإحسان فينا أعدْ

فالبدر إن مرّ مع الشهر عادْ

قم فأثْرِها عزمةً لم تنمْ

ضُعفاً ولم تنقُصْ لغير ازديادْ

عاجلْ بها جَدْعَ أنوفٍ طغتْ

وأرؤسٍ قد أينعتْ للحَصادْ

يحسبها الأعداء قد أُخمِدتْ

وإنما جمرُك تحتَ الرَّمادْ

لا تأخذِ الدهرَ بزلاَّتهِ

وسَعْهُ بالعفو وبالإعتمادْ

ولا تُكشِّفْ عن صدورٍ خبتْ

أضغانُها من قاتلٍ أو مُضادْ

فكلّما تُبصره صالحاً

فإنما يصلحُ بعد الفسادْ

أنا الذي ردّ زماني يدي

من بعد شدِّي بكم واعتضادْ

وطمِعتْ فيّ ذئابُ العدا

حتى حلا مضغٌ لها وازدرادْ

وفُتَّ في حالي وفي عيشتي

بطلبي ظِلَّكُمُ وافتقادْ

لا نَسِيَ اللّهُ لكم والعلا

ما زدتُمُ في عُدّتي أو عَتادْ

ونعمة أثقلتُمُ كاهلي

بحملها وهي يدٌ من أَيادْ

كم ناخسٍ ظهري على شكركم

وحاسدٍ في مدحكم أو مُعادْ

ومنكِرٍ حفظي لكم يرتمي

مَقاتلي من خطأٍ واعتمادْ

وليس للخابطِ إلا العَشَا

مِنّي وللخارطِ إلا القَتادْ

وناشطاتٍ أبداً نحوكم

من عُقَلِ الفِكر ليانِ المَقادْ

سوافر عن غُرَرٍ وُضَّح

ينصَعُ منهنّ سوادُ المِدادْ

يَخلِطنَ فرضَ الحقّ في مدحكم

بخالص الحبِّ وصفوِ الودادْ

حافظة فيكم عهودَ الندَى

حفظَ الرُّبَا عهدَ السواري الغوادْ

وقلّما يرعى أياديكُمُ

في القرب مَنْ لم يَرْعَها في البعادْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مهيار الديلمي

avatar

مهيار الديلمي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mihyar-al-daylami@

388

قصيدة

2

الاقتباسات

133

متابعين

مهيار بن مرزويه؛ أبو الحسن (أو أبو الحسين) الديلمي". شاعر كبير؛ في معانيه ابتكار. وفي أسلوبه قوة. قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم. وقال الزبيدي: شاعر ...

المزيد عن مهيار الديلمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة