الديوان » العصر العباسي » صردر » صبحها الدمع ومساها الأرق

عدد الابيات : 45

طباعة

صبَّحها الدمعُ ومسَّاها الأرقْ

هل بين هذين بقاءٌ للحَدَقْ

لا متعةً بالظبى عَنَّ غاديا

ولا خِداعا بالخيال إن طَرَقْ

إن ضحِك البرقُ من الحَزْنِ رنا

أو فاحت الريحُ من الغَور نشِقْ

كم ذا على التعليل تحيا مهجةٌ

بمُديتَىْ بينٍ وهجرٍ تُعتَرقْ

ليت الذي عَذّبَ إذ لم يُعفِه

من مسَّه بالضُّرِّ وانَى ورَفَقْ

ميّالةَ الأعطافِ ما فاتكِ من

غصونِ بانات الحمى إلا الورَقْ

لو ثبتَ السهمُ الذي أرسلتِه

في القلبِ وافقتُكِ لكن قد مرَقْ

جمعتم السرَّاءَ والضرّاءَ لي

فأنتمُ كالماءِ رَىٌّ وشَرَقْ

كان اتفاقا ولَعى بِسربكم

وشرُّ أحداثِ الليالي ما اتفقْ

لم أدرِ أنّ من حُداة ظُعْنِكم

أو سائقيهنّ غرابا قد نغقْ

هبْ أنَّ طَرفى أسرتَه بينكم

حبائلٌ فانظر عُيَيْناتِ الخَرِقْ

وخُذْ لمن عَنَيْتُ منّى سِمةً

لألأةَ البدر إذا البدرُ اتسقْ

ولا تَعَرَّضَ لعلاجي إنما

يَشفِى من الحبِّ الذي يَشفِى الوَلَقْ

علَّ الغرامَ نازلٌ عن صهوتي

إن لمِتَّى الدهماءُ شِيبت بالبَلَقْ

يصنَعُ لونُ الشَّيبِ بالشباب ما

يصنع بالجلدةِ توليعُ البَهَقْ

قلتُ ظلامٌ طلعتْ أنجمُهُ

فما اعتذارى إن بدا ضوءُ الفَلَقْ

أليس بَردُ اليأسِ لو وَسعتُه

أطفأَ من تسويف آمالى حُرَقْ

مهلا فما دون الأمانى هَضبةٌ

نزداد بالحِرص ارتفاعا وزَلَقْ

لو جُلتَ حولَ الفلَك الدّوّار لم

يزددْ نَقيرا فوق ما اللهُ رزَقْ

عش بطفيفِ القوتِ سَدّ جَوعةً

والقطرةِ الكدراء والثوبِ المِزَقْ

وساوِ ربَّ التاج في سلطانهِ

من يُعِتق الأطماعَ منهنّ عَتَقْ

وعاشر الناسَ بلا تصنُّع

لا جفوة الهَجرِ ولا زُور المَلَقَ

وادعُ زعيمَ الرؤساء يستِجبْ

أروعْ نهّاضٌ بما جلَّ ودقْ

لا تطمع الأنفال أن تؤوده

والدر في اللجة لا يخشى الغرق

أضحت صروفُ الدهر في سطوتهِ

ملزوزةً لزَّ البِطان بالحِلَقْ

معتدل الشيمة حتى إبْلُه

سِيرتُها بين الرسيم والعَنَقْ

لا شَيبة الحلمِ كسته وَنيةً

ولا شبابُ السنّ أعطاه النَزَقْ

قُضِى له بالسبق في وِلاده

والمهرُ بالعِتق يُرعى فيه السبَقْ

رقىَ المعالى رتبةً فرتبةً

كالعِقد يعلو نظمه على نسقْ

يبسِم بِشرا مازجتْه هيبةٌ

تطلُّعَ النَّصلِ من الغِمد الخَلَقْ

لم تُمطر السحبُ ولكن خجِلتْ

من جوده حتى نضحن بالعَرقْ

وأينَ منها راحةٌ مَصيفُها

مثلُ الشتاء يهمُر الماءَ الغدِقْ

كالخمر للشارب كيف شاءها

تصرَّفت مصطبَحا ومغتَبق

ما زال يُفنى الحمدَ باَبيتاعه

حتى غلا في كلّ سوقٍ ونفَقْ

وكلّما أسرف في صِفاته

مادحُه قالت معاليه صدَقْ

شمائلٌ وبهجةٌ موموقةٌ

والحسنُ بالأخلاقِ ثم بالخِلَقْ

نصرا أبا القاسم قد تبرَّجَتْ

أمُّ اللُّهَيْم حاملا بنتَ طَبَقْ

في مثلها رأيُك أذكَى زَنَدهُ

أو تنجلى عنها دُجُنّات الغَسَقْ

سهلٌ على رأيك وهو ساحرٌ

تقويمُ ما اعوجَّ ورتقُ ما انفتقْ

قد أمكنتك فانتهزها فرصةٌ

بالشكر والشكرُ لذيذُ لبمعتَنْق

بنى جَهيرٍ أنتمُ دِرعى إذا

رمىَ الزمانُ بدواهيه رشَقْ

رميتُ من دون الأنام مِقودى

إليكمُ طوعا وقطَّعتُ العُلَقْ

فلا أكون بينكم عُطاردا

لقربه من كُره الشمس احترقْ

لا رعَت الأحداثُ في حِماكُمُ

ولا رأت نجومُها ذاك الأفُقْ

إن حزتم العلياء عن آخرها

بسعيكم فهو دُوينَ المستحقّ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صردر

avatar

صردر حساب موثق

العصر العباسي

poet-Sardar@

130

قصيدة

1

الاقتباسات

122

متابعين

علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي، أبو منصور. شاعر مجيد، من الكتاب. كان يقال لأبيه (صرّ بَعْر) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت (صر ...

المزيد عن صردر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة