الديوان » العصر العباسي » صردر » هو منزل النجوى بخالي الأعصر

عدد الابيات : 66

طباعة

هو منزلُ النجوَى بخالي الأعصرِ

فمتى تجاوزْهُ الركائبُ تُعقَرِ

أشتاقُ دارَهُمُ وليس يشوقنى

إلا مجاورةُ الغزال الأحورِ

وأفضِّل الطيفَ المُلمَّ لأنهم

هَجروا وأن طُيوفَهم لم تَهجُرِ

أرضَى بوعدٍ منهُمُ لم يُنتظَرُ

ومن الخيال بزَورةٍ لم تَعبُرِ

لا ماؤهم للمشتكى ظماً ولا

نيرانُهم للقابس المتنوّرِ

أثرَوْا ولم يقضُوا ديونَ غريمهم

واللُّؤمُ كلُّ اللُّوْم مطلُ الموسِرِ

هل ترعون بأنَّةٍ من مدنفٍ

أو تسمحون لمطلبٍ من مُقترِ

أو تتركون من الدموع بقيَّةً

يلقى بها يومَ التفرُّق مَحْجِرى

ما اجتاز بعضكُمُ بأسرابِ المها

إلا اعترفن عليه مقلةَ جُؤذُرِ

يا من تبلَّد بين آثار الحِمَى

يقفو مَعالِمها بعينَىْ مُنِكرِ

أُنشدْ قضيبَ البان بين مُروطهِم

واطلب كثيبَ الرمل تحت المئزرِ

وإذا أردتَ البدرَ فابعث نظرةً

لمطالع بين اللِّوى فمُحَجَّرِ

أتردُّ يا روضَ العقيق ظُلامةً

رُفِعتْ إليك من القِلاصِ الضُّمَّرِ

إياك أن تطأَ اللَّعاع بمَنسمِ

منها وأن ترعَى الجحيمَ بمَشفَرِ

لولا النجاءُ من الرواقِص بالفلا

لم يُفجَع النجدىُّ بالمتغوّرِ

فصَمِمْنَ حتى لاوعت أسماعُها

تَصهالَ رعدٍ في حَبِىٍّ ممطِرِ

وعمِين حتى لا رأت أبصارُها

بَرقا كناصيةِ الحِصان الأشقرِ

إن كنتَ تنظرُ ما أرى فانظر إلى

بانٍ على أكتادِ نَخلٍ موقَرِ

وكأنما رفعوا قبابَهُمُ على

شجرٍ بربَّات الهوادج مثمِر

أممتِّعى وحشَ الفلا بجمالهم

ما ذنْب طرف الهائم المستهترِ

خلَّفتُمُ خِلَّ الصفاء وراءكم

كالميْتِ إلا أنّه لم يُقبرِ

بمدامع لمَّا تَغِضْ ومَكاسرٍ

لم تَنجبر وجرائحٍ لم تُسبَرِ

وإذا العواذلُ أطفأت صبوَاتِه

شبَّت لظاها زفرةُ المتذكِّرِ

اِحذرْ عذارك والعذارُ مغلِّس

فإذا بدا صبحُ المشيبِ فأقصرِ

وَضَحٌ تَجَنَّبَهُ الغوانى خِيفةَ ال

عَدوَى فإن يقرُبْ إليها تنِفُرِ

ما كنت أحسبُ أنَّ سيفَ ذؤابتى

ينبو بترديد الصّقال الأزهرِ

صدأُ النُّصول من الشعور أدلُّ من

لونِ الجلاء على كريم الجوهرِ

أأسير في الليل البهيم فأهتدى

وأَضِلُّ في إدلاجِ ليلٍ مقمرِ

ومدحتَ لي صِبْغَ المشيبِ بأنه

كافورةٌ ونسيتَ صِبْغَ العنبرِ

وإذا الثناءُ على الوزير قَرَنته

بهما أقراَّ للذكىِّ الأعطرِ

فلذى السعادات ابنِ جعفرَ شيمةٌ

من قَرقفٍ صِرفٍ ومِسك أذفرِ

في الأرض سبعةُ أبحرٍ ويمينُه

وشِمالُه تجرى بعشرةِ أبحرِ

وهما سحائبُ ماؤهنّ لُجينُه

وبروقُهن من النضار ألأحمرِ

قسمت أناملُه المواهبَ في الورى

فكأنهم زَجَروا قداحَ الميسرِ

وإذا عِشارُ المال عُذنَ بكفّهِ

فلقد عقَلن نفوسَهنَّ بمَنحَرِ

ومعذَّلٍ أعيَا على عُذَّاله

في الجود قَصُّ جناحِ ريحٍ صرصرِ

وهو السخىُّ وإنما حسدوا اسمَهُ

فدعَوْه فيما بينهم بمبذِّرِ

طلبوا الذي أجرِى إليه فخُيِّبوا

ومن العناء طِلابُ ما لم يُقدَرِ

والأكرمون حَكَوه في أفعاله

فعُزُوا إلى كرمٍ مزوَّرِ

ما زال يبحث عن سرائر وفده

حتى أجاب إلى اسلؤال المضمَرِ

يغزو إليه المقُتِرونَ لعلمهم

أنَّ النوالَ لديه غيرُ مخَفَّرِ

في كلّ يومٍ يُلجِمون لغارةٍ

فسِنُوه غير محرَّماتِ الأشهرِ

مستنشق عِطرَ الثناء بسمعه

ما كلّ طيِّبة تُشَمُّ بمنَخِرِ

متيقِّظٌ فمتى تُصِبه نَفثةٌ

للشكر في عُقَدِ المطامعِ يُسحَرِ

يسعَى ويكدحُ ثم يُتلفُ ما حوى

عاداتُ أروعَ للأنام مسخَّرِ

بالله نُقسمُ أنه لا خيرَ في

حسبٍ ولا نسبٍ لمن لم يُشكَرِ

لو كان مجهولَ المغارس أخبرت

عنه شمائُله بطِيب العُنصُرِ

قد زان مَخبَره بأجملِ مَنظرٍ

وأعان مَنظرَه بأحسن مخَبرِ

ما مَن تتوّج أو تمنطقَ عسجداً

كمطوَّق بالمكرماتِ مسوَّرِ

تحكى أنابيبُ اليراع بكفّه

فعلَ الرماح تخاطرت في سَمهرِ

وكأنها الخطباءُ فوقَ بنانهِ

لكن بلاغُتها كلامُ المنبرِ

لا تَبعدنْ هِممٌ له أُودِعت

عند الكواكب لادّعاها المشترى

وعزائمٌ يَلحُمْن مثلومَ الظُّبا

ويُقِمنَ أصلابَ القنا المتأطِّرِ

إطراقهُ يُخشىَ ويُرهَبُ صَمتُه

والسيفُ محذورٌ وإن لم يُشهَرِ

لولاك ما انتبه الثرىَ بمَناسمٍ

خُلطتْ بطونُ صعيده بالأظهرِ

وسواهمٍ لبنات نعشٍ لحظُها

وخِفافُها تفلى بناتِ الأَوْبرِ

فأتتك أمثالَ السَّعالَىِ زُوّجتْ

أشباحَ رُكبانٍ كجِنَّةِ عَبقَرِ

غصبَوا النجومَ على السُّرَى وتعلَّموا

خوضَ الظلام ومن المطىِّ الزُّوَّرِ

لا ينظرون وِصابَهم وشحوبَهم

إلا بمِرآة الصباح المُسفرِ

لم يلبسوا الأدراع إلا رِيبةً

لا خيفةً من أبيضٍ أو أسمرِ

إن لم يُنيخوا في ذَراك فإننى

لكفيلُ كلِّ مهنّىءٍ ومبشِّرِ

جدِّدْ بنوروز الأعاجم رتبةً

سَمْتَ المجرة أو فويقَ الأنسُرِ

واسَرحْ سَوامَك في رياضِ سعادةٍ

وعميمِ عُشْبٍ بالعلاء منوِّرِ

فإذا ورَدت فماء أعذبِ مَوْرِد

وإذا صدَرتَ فرَوْح أفسحِ مَصدَرِ

أهديتُ من كلِمِى إليك تحيَّةً

غراءَ تسترعى حنينَ المِزهَرِ

ولو ادخرتُ المالَ أو أبقيتُه

يوما أثبتُ بأبيضٍ وبأصفرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صردر

avatar

صردر حساب موثق

العصر العباسي

poet-Sardar@

130

قصيدة

1

الاقتباسات

122

متابعين

علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي، أبو منصور. شاعر مجيد، من الكتاب. كان يقال لأبيه (صرّ بَعْر) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت (صر ...

المزيد عن صردر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة