الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » طلعت علينا من سماء المكارم

عدد الابيات : 22

طباعة

طَلَعتَ عَلَينا مِن سَماءِ المَكارِمِ

وَأَهدَيتَ أَنوارَ الأَيادي الجَسائِمِ

وَأَولَيتَنا يا ابنَ الكِرامِ كَرامَةً

وَهَل يُكرِمُ الأَضيافَ غَيرُ الأَكارِمِ

وَقُلتَ المَطايا قَد أَتَتنا بِقادِمٍ

فَقُلتُ أَلا لا بَل أَتَتكَ بِخادِمِ

قَديمِ عُهودِ الوُدِّ مُصفٍ وَلاءَهُ

وَما الفَضلُ إِلّا لِلعُهودِ القَدائِمِ

دَعَتهُ عَلى نَأيِ الدِيارِ صَبابَةٌ

فَأَوقَدَ نارَ الشَوقِ بَينَ الحَيازِمِ

وَحَنَّ إِلى وَصلٍ يُجَدِّدُ رَسمَهُ

فَأَعمَلَ مِن بُعدٍ نَجاءَ الرَواسِمِ

وَلَو كُنتُ لَمّا اِشتَقتُ أَصبَحتُ مالِكاً

عِنانَ اِختِياري في زَمانِ المَراغِمِ

إِذَن لَخَطواتُ الأَرضِ نَحوَكَ واسِماً

بِأَجفانِ عَيني لا بِوَقعِ المَناسِمِ

وَوَاللَهِ ما كانَ اِنتِزاحِيَ عَن قِلىً

وَلا طاعَةٍ مِنّي لِلَومَةِ لائِمِ

وَلا كُنتُ إِلّا غائِباً مِثلَ شاهِدٍ

وَإِن كانَ صَرفُ الدَهرِ يَثني عَزائِمي

تُمَثِّلُكَ الذِكرى إِذا شَطَّتِ النَوى

لِعَيني فَأَغدو كَالقَريبِ المُلازِمِ

وَما كانَ تَركي لِلمُكاتَبَةِ الَّتي

بِها تَشتَفي قِدماً نُفوسُ الأَقاوِمِ

سِوى غَيرَةٍ بي مِن رَسولِيَ أَن يُرى

لَهُ السَبقُ قَلبي نَحوَ هَذيِ المَعالِمِ

وَمِن قَلَمٍ يَسعى إِلَيكَ بِرَأسِهِ

فَيَقضي مِنَ المَفروضِ ما هُوَ لازِمي

لَعَمري لَقَد آنَستَني بِبَديعَةٍ

مِنَ القَولِ بِكرٍ أَشبَهَت عِقدَ ناظِمِ

وَإِن تَفتَتِح طَولاً فَما زِلتَ سابِقاً

إِلى كُلِّ غاياتِ العُلا وَالمَكارِمِ

أَرى لَكَ في جَوِّ المَعالي لَوامِعاً

وَقَد نَبَذَت عَينايَ نَظرَةَ شائِمِ

وَما اَنتَ إِلّا السَيفُ وَالدَهرُ غِمدُهُ

وَلا بُدَّ يَوماً مِن عَزيمَةِ شائِمِ

وَهَل شائِمٌ إِلّا يَدُ اللَهِ حَدُّهُ

لِإِعداءِ مَظلومٍ وَإِراداءِ ظالِمِ

كَأَنّي بِذاكَ اليَومَ أَبرَزُ لِلوَرى

بِسَعدٍ بُروزَ السِرِّ مِن صَدرِ كاتِمِ

فَقُل لِبَني الآدابِ إِذ ذاكَ أَبشِروا

بِكَشرَةِ ما تَحوونَهُ مِن مَغانِمِ

بَقيتَ فَكَم أَبقَيتَ مِن ذِكرِ سُؤدُدٍ

تَهاداهُ أَفواهُ الوَرى في المَواسِمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة