الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » من حكم طرفي إذ يكون مريبا

عدد الابيات : 45

طباعة

من حُكْمِ طَرفي إذ يكونُ مُريبا

ألاّ أعُدَّ على الوشاةِ ذُنوبا

الدّمعُ منه فلِمْ أُعاتبُ واشياً

والمَنْعُ منك فلِمْ ألومُ رقيبا

يا عاشقاً لعِبَ البكاءُ بعَيْنِه

واشتاق لو يَصلُ المَشوقُ حبيبا

أعْياهُ ما تَطْوى الضُّلوعُ من الهوَى

فأسالَ ما تذري الجفون غروبا

إن كنت تبعث بالحنين تحية

أو كنت تأمُرُ مُقلةً لتَصوبا

فإلى الخيالِ إذا تأوَّب طيْفُه

وعلى النّسيمِ إذا استقَلَّ هبوبا

الطّارِقَينِ على البعادِ مُتيَّماً

والمُسعِدَينِ على الغرامِ كئيبا

وخواطراً مَرحَتْ إليك صبابةً

وجوانحاً مُلئتْ عليك نُدوبا

يا بَرْقُ لم يَقدَحْ زِنادُك مَوْهِناً

إلا ليُوقِعَ في حشايَ لهيبا

عَندي من العَبَراتِ ما تَسقي بها

للعامريّه أجرَعا وكَثيبا

دِمنَاً وقَفْتُ على رسومِ عِراصِها

سمعِي المَلومَ ودمعيَ المَسكوبا

فلقد عَهِدتُ بها الطُلول مَغانياً

ولقد عَهِدْتُ بها النّوارَ ربيبا

وصحِبتُ أيامَ الوِصالِ قصيرةً

ولَبِستُ رَيْعانَ الشّبابِ قَشيبا

وبمُهْجتَي سكَنٌ أجَدَّ مع النّوى

عَتْباًوساق مَع الرِكابِ قلوبا

فغدا بقلبي في الظّعائن مَرْكَبا

وبكُلِّ قَلبٍ غيره مجنوبا

كُلُّ الخطوبِ من الزّمانِ حَسِبْتُها

وفِراقُ قَلبي لم يكنْ مَحْسوبا

مَرَّتْ على رأسي ضُروب شدائدٍ

لو أنّهُنّ ظهَرن كُنَّ مشيبا

وطلَبْتُ بالأدبِ الغنَى فحُرِمتُه

فعَلِمْتُ ما كُلُّ السّديدِ مُصيبا

ما عابَني لا الحياءُ إليهمُ

حَسبُ المحاسنِ أن تكون عُيوبا

لا تُكثِرنَّ من الزَّمانِ تَعجُّباً

ليس العجيبُ من الزّمانِ عَجيبا

وقصِدْ أبا العباسِ تَلق ببابه

الوجهَ طلقاًوالفناءَ رحيبا

أبتِ النّجيبةُ أن تزورَ بصاحبي

إلاّ أغرَّ من الكرامِ نجيبا

مازال بي طرَب إليه يهزَّني

ولِمثْله خلقَ الفُؤادُ طَروبا

لاتَعدَمِ الآفاقُ منه مكارماً

نَقَل الركائبُ ذكرَها المجلوبا

ومخائلاً موقوقةً وفضائلاً

ملأتْ قلوبَ الحاسدِين وجيبا

نَدْبُ يسُرُّ جليسَهُ بلقائه

أخلاقُ صدقٍ هُذّبَتتْ تَهذيبا

يَبْغي الكريمُ بها العلاءَويجتَبي

أملُ الفقير نوالَهُ المَوهوبا

فكأنّه صَرْفُ الزمانِ إذا سعَى

يوماً لراجٍ لم يَكُنْ ليَخيبا

وكأنّه الظّفر الهَنيءُ بُلوغُه

يَلْتَذُّهُ مَن كان منه قَريبا

تَتداولُ الأملاكُ من آرائه

شُهُباً تُصيبُ بها الظُنونُ غيوبا

فكأنّها الأيّامُ وهي مُضيئةٌ

مَن ساعَدْتُه لم يكُنْ مَغْلوبا

يا ماجداً ما لاح بارِقُ بِشرِه

إلا بوابلِ جُودِه مَصحوبا

آوى الوفاءَ إلى كريمِ جَنابه

إذ كان في هذا الزّمان غَريبا

ما زلتَ تُخجِلُ بالكتابِ كتائباً

أبداً وتُفصِلَ بالخطابِ خُطوبا

حتى لقد غارتْ أنابيبُ القنا

وحَسَدْن مَسَّك ذلكَ الأُنبوبا

فلوِ استطعْن تَشبُّهاً بقُدودهِ

لدنَوْن منه وانتَشرنَ كُعوبا

ولذاك كلُّ مُثقفٍ يومَ الوغى

يَبْكي دماً يَدعُ السّنان خَصيبا

يا أحمدُ بنَ عليٍّ القرمُ الذّي

ما زال للدّاعي الصريخِ مُجيبا

والمُستعانُ على العَلاء بجاهه

والمُستثابُ فلا يَزالُ مُثيبا

مَن كان مَطْلَبُه بساحَتك الغنى

فالمَجدُ أقصى ما أكونُ طَلوبا

وهُو الوزيرُ فإنْ بلَغْتَ فطالما

بلَغ الفتى بك مَجْدَه المكْتوبا

فاعْقِدْ به سَبَبي ودُونَك فارتَهنْ

شُكْراً يُعيرُ صَبا الأصائلِ طيبا

إني أُدِلُّ على عُلاك بهمّةٍ

بلَغَتْ بوُدِّك مَطْمَحاً مَطْلوبا

وأمُتّ بالقُربى إليك فطالما

جُعل الأديبُ من الأديبِ نَسيبا

مَن شاء أن يَصِلَ امرأاً فبمَوْقعٍ

والمجدُ أن يَصلَ الأديبُ أديبا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة