الديوان » العصر العباسي » الصنوبري » بما أشربت تلك الجفون من السحر

عدد الابيات : 37

طباعة

بما أُشْرِبَتْ تلك الجفونُ من السَّحْرِ

وجالَ على تلكَ الثَّنايا من الخمرِ

وما ضاع ذاك الخدُّ مِنْ زهرِهِ الذي

إِذا ما لحظناهُ سَلَوْنَا عن الزهر

سلِ الحِبَّ هل حاولتُ عنه تَغَيُّراً

لحبٍّ سِواهُ أو عزمتُ على الصَّبر

وهل أحلتِ الآماقَ حليةُ وَجْنتي

ونحريَ من كُمْتٍ تَسَابَقُ أم شُقر

إذا الليل ردَّاني رداءَ ظلامِهِ

توهمتُ أنَّ الليلَ ليلٌ بلا فجر

خطبتُ لنفسي حسرةً منكَ ما لها

على كلِّ حالٍ غيرُ نفسيَ مِنْ مَهْر

فوجديَ بالوَصْلِ الذي هُوَ مُسْعِفي

بحظّيَ منه مثلُ وجديَ بالهجر

ألينُ ويقسو مثلَ ما لنتُ كُلَّما

قَسَتْ عن قبولِ الماءِ مَلْمُومَةُ الصَّخْر

فإِن لم نصلْ جيداً بجيدٍ ولم تكنْ

لياليَنا في ضمِّ نحرٍ إلى نَحْر

ولَم نتَّفِقْ أفواهُنا وقلوبُنا

على طُرُقِ الأهواءِ في السرِّ والجهر

ولم نُلْبِسِ الأَيامَ لُبْسَ أميرنا

حُليَّ العلى والجودِ والمجدِ والفخر

أميرٌ إِذا استعدى نداهُ ابن نكبةٍ

على الدَّهْرِ ألفاهُ أميراً على الدهر

وإما نردُّ الطرفَ عن نورِ وجهه

كأنّا نردُّ الطرفَ في الشمسِ والبدر

وقورُ النواحي لم يَرَ الناسُ قَبْلَهُ

قلوبَ جميع الناس جُمِّعْنَ في صدر

كأَنَّ الورى يستقبلونَ بوجهه

شِهابَيْنِ في مستقبل النهيِ والأمْر

يَهَشُّ إلى الحربِ العوانِ كأنما

يَهَشُّ إلى الخودِ العوانِ أو البكر

همامٌ يفوت السيفَ حدّاً ورونقاً

كما فاتَ نَجْرَ السِّيفِ من كَرَمِ النَّجر

إذا زَلَّتِ الأقدامُ أثبت وَطْأهُ

على موطئٍ ما إِن عدا مَوْطِئَ الحرّ

مليٌّ بردِّ الشُّهْبِ كُمْتاً لدى الوغَى

بما تَكْتَسي من كُسْوَةِ الوخضِ والبَتر

وَمُوفٍ على الفرسانِ حتى كأَنَّه

سنا الشمس إِذا أوْفَتْ على الأَنجمِ الزُّهْر

تموتُ صُروفُ الدَّهْر من سَطَواتِهِ

إذا ما سطا موتَ البُغَاثِ من الصَّقْر

صفا لبني الآمالِ حتى كأَنَّهُ

حياةٌ بلا موتٍ وصفوٌ بلا كَدْر

أبا الحسنِ الحالي من الحِلْمِ والحجى

كما أَنَّه الحالي من الجاهِ والقدر

سجاياهُ ريحانُ الحلولِ بدارهمْ

فإن سافروا كانوا هدايا مع السَّفْر

ثَوَتْ معكم في ظِلّكمْ وهي جَنَّةٌ

نروحُ ونغدو في رَفَارِفها الخُضْر

حميتمْ حماها فاطمأنتْ إليكمُ

عصائبُ قد كادتْ تطيرُ من الذُّعْر

وسربلتُم أقطارها بجحافلٍ

مسربلةِ الأقطارِ بالبِيضِ والسُّمْر

وفضلكمْ وِرْدٌ لعانٍ وَمُطْلَقٍ

وعدلكمُ سِتْرٌ على البَدْوِ والحَضْر

رعاك إِلاهي أيُّ راعي رعيّةٍ

له شيمةٌ تكفيهمُ شيمةَ القَطْر

ألَسْتَ الأميرَ ابنَ الأميرِ الذي غدا

به اليُسْرُ مأموناً عليه من العُسْر

أميرٌ يَظَلُّ المدركون مُناهُم

لديه كأنْ قد أدركوا ليلةَ القَدْر

علوتَ أساليبَ المديحِ فلم تُنَلْ

بحالٍ بنظمٍ في المديحِ ولا نَثْر

فأعطيتَ ربَّ الحمدِ حُكْمَهُ

لِعِلمكَ أَنَّ الحمدَ من أوفرِ الشكر

فما خاب محتاجٌ رجاكَ بحاجةٍ

وما باتَ موتورٌ دعاك إلى وِتْر

مناقبُ هُنَّ الوشيُ حُسْناً وبهجةً

إذا نُشِرَتْ كانت مُمَسَّكَة النَّشْر

سأَشكرُ ما أَسلفتَ من يدِكَ التي

أطَلْتَ بها مستعبدَ الشكرِ والشعر

ولو بلغَ الشكرُ السماءَ برأسِهِ

لَغَرَّقْتَهُ في غَمْرِ إِحسانكَ الغَمْر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الصنوبري

avatar

الصنوبري حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsanubri@

693

قصيدة

1

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي، أبو بكر، المعروف بالصنوبري. شاعر اقتصر أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة. تنقل بين ...

المزيد عن الصنوبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة