الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » بالله ما سرت الجنوب نسيما

عدد الابيات : 36

طباعة

باللّه ما سرت الجنوبُ نسيما

إلّا وأهدَت من سعاد شَميما

أَو لاحَ برقٌ مِن تهامةَ خافق

إلّا وفجّر مَدمعيّ حَميما

خود إِذا ما لاحظَتني أوسعت

بينَ الأضالعِ كالكلومِ كلوما

وَتَبيت سالية الهَوى وأبيتُ في

ليلي لمتّقد الغرامِ غَريما

كَم بتُّ في ليلي لعقربِ صدغها

وَلأرقمها السليمِ سليما

عِندي لَها عهدٌ عَلى طولِ النوى

وَالبينِ لَم يكُ شأنهُ مَذموما

تَهتزُّ في سكرِ الشبابِ قوامها

فَتراهُ كالغصنِ القويمِ قويما

حور مَدامِعها وسقم جفونها

وَمنَ الملاحةِ أَن يكونَ سقيما

مَكحولةٌ بِالحسنِ تخجل إِن رنت

بِلِحاظِها الريم الأغنّ الريما

هيفاء إِن نهَضت يجاذبُ خصرها

ردفٌ حكى الدعص الركيم ركيما

ساغَت مجاجة رشفها في ريقها

فَحَكت رحيقاً طيّباً مختوما

يا هذهِ والحبُّ داءٌ للفتى

ما ضرَّ قلبك أَن يكون رحيما

لَم يبقِ مِن جسمي هواكَ ولم يدع

إلّا عظاماً خشّعاً وأديما

ما بتُّ مُذ أزمعتَ هجري ليلةً

إلّا أكابدُ حسرةً وهموما

وَأراك يا ظميا الحَشا غادرت في

قلبي لجمرِ الوجدِ منك وشوما

وَأقمت لي في روض حبّك جنّةً

وَمنَ التجافي والصدودِ جَحيما

أَما وثغر منك أشنب يَحتوي

شهداً يسوغُ ولؤلؤاً مَنظوما

إنّي على ما تعهدينَ منَ الهوى

لا حلت عنهُ ولن أزالَ مُقيما

أمهيّج الأشواقِ لي ومذكّري

عهداً جديداً للهِوى وقديما

لا ترث لي مِن بعدِ سفح غيرة

سفحاً ولا بعدَ الغميمِ غميما

رسمان في سوداءِ قلبي غادَرا

للظاعنين وللرسومِ رُسوما

كَم فيهما جرّرتُ ذيلَ شَبيبتي

وَكرعت حوضاً للهَوى مفعوما

أيّام لَم أكُ في الهَوى مستنتجاً

فيما أحاولُ مِن هواهُ عَقيما

وَمفازة مجهولة ما أثّرت

فيها الرَواسمُ مسلكاً مَرسوما

جاوَزتُها بجلالةٍ تطوي الفلا

عوجاء تخلطُ بالوشيجِ رَسيما

مفتولة الضبعينِ تَحسبُها إذا

خاضَت بِراكبها السراب رَسيما

مُتوجّهاً تاجَ المفاخرِ حمير

مُستسقياً مِن راحتيهِ غيوما

ملكٌ إِذا لاحَت كواكبُ فخرهِ

كشفت بنورِ ضياءِها اليَحموما

وَفتىً سَمت شرفاً سماءُ فخارهِ

فَوقَ السماءِ أهلّةً ونُجوما

عمّت سياستهُ ودولةُ عدلهِ

مِن ملكهِ المخصوصِ والمعموما

لا يَشتكي عبءَ الزمانِ ولا يرى

مِن شأنهِ الخطر العظيم عَظيما

لا العسرُ في وقتِ المغارمِ عندهُ

عسرٌ ولا الخطب الجسيم جسيما

لكَ يا اِبن يشجب في الأعادي سطوة

وسياسة تذرُ السفيه حَليما

وَعزائم ما من رجيم زارَها

إلّا وأتبعت الرجيمَ رجوما

أَولاك ربُّ العرشِ مِن دونِ الورى

في مُلكك التأخيرَ وَالتقديما

وَعدت أقاليم الممالكِ كلّها

إِقليمها بك يحسد الإقليما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة