الديوان » العصر العثماني » العُشاري » أنجم بدا في الأفق أم طلعة البدر

عدد الابيات : 60

طباعة

أَنجم بَدا في الأُفق أَم طَلعة البَدر

وَهَذا ضِياء الشَمس أَم غُرة الفَجر

وَما هَذِهِ الأَنوار هَل هِيَ طَلعة

تَصعد مِنها الضوء مِن داخل الستر

نَعم قمر الفَخري لاحَ عَلى الوَرى

فَفاقَ عَلى المصباح وَالكَوكَب الدري

تَلألأ عَنهُ النور غب مَجيئه

تلألؤ عَين الشَمس في قصب التبر

بَدا فَرأَينا السَعد بِان بِوجهه

وَشمنا وَميض الفَتح مِن أُفق الفَخر

وَحفت بِهِ الأَملاك في حال وَضعه

كَما فَعَلت بِالجد في أَول الأَمر

وَظلله الرَحمَن في ظل عَرشه

كَتَظليل خَير الخَلق مِن وَصب الحر

وَقَد صانهُ الرَحمَن مِن كُلِّ حاسد

كَما صين ذاكَ الجد مِن فِئَة الكُفر

وَأَصبَح مَحروساً مِن الشَر وَالأَذى

كَما عصم الجد الكَريم مِن الشَر

وَمَن كانَ مِن أَصل النَبيين أَصله

فَبَشره إِن اللطف في ذاتِهِ يَسري

وَمن قَومه الأَخيار مِن آل أحمد

فَلَم يَخشَ مِن سوء عَلَيهِ وَلا ضر

أَئِمة فَضل طهر اللَه أَصلَهُم

وَشرَفهُ فازداد طهراً عَلى طهر

فَجئني بِجد كَالنَبي مُحَمَّد

وَأُم كَبنت المُصطَفى صاحب الذكر

هُناكَ جُدود وَالجُدود كَثيرة

وَشتان ما بَينَ الهجين إِلى المهر

وَثمة أمات كَثير وَنسوَة

وَأَينَ اخضِرار السَيف مِن صَدأ الصفر

هِيَ الدَوحة الفَيحاء قَد فاحَ نَشرها

فَعطر هَذا الكَون مِن ذَلِكَ النَشر

رَسَت في تخوم المَجد كُل عُروقها

وَلَكنها طالَت عَلى قُبة النسر

رَوَت مِن عباب الدين فَاِشتَد ساقها

وَأَغصانها مُدت إِلى مُنتَهى البَحر

بَواسق جادَت بِالثمار فَأَينَعَت

ثِمار الهُدى وَالعلم وَالفَضل لا التَمر

عُلوم وَعرفان حلوم وَحكمة

وَسر قَديم لا يُقاس عَلى سر

مَناقب لا تحصي الدفاتر بَعضها

وَلَو أَمعَنَت فيها إِلى آخر العُمر

وَهَل تكتب النساخ إِلا الَّذي رَوَت

وَما الخبر المَنقول يا صاح كَالخبر

فَإِنَّ قَصر الشعر البَليغ بِوَصفِهم

فَإِن قُصور الشعر مِن قلة الشعر

على أنَّني أَبغي القَريض هَدية

عَلى قَدر المهدي هَديته تَجري

فَزَينت أَشعاري وَكُل قَصائِدي

بِمَولاي عَبد اللَه ذي المَجد وَالفَخر

كَريم المُحيا ضاحك الثغر باسم

عَظيم الحجى بادي الحَيا واسع الصَّدر

تَقي سَخي عارف القَلب عامل

إِمام همام عالم علم حبر

لَهُ الخطة العَلياء وَالرُتبة الَّتي

بحار الهُدى وَالعلم مِن تَحتِها تَجري

بَصير رَأى عَن ساحة اللؤم قَد ناى

وَفا من وَأى بِالعرف مِن حَيث لا يَدري

سَليل العبا زهر الرُبى وافر النَبا

كَثير الحبا ماضي الشَبا وافر النَصر

بِحَيث مَتى عات عَتا نَصره أَتى

يَمير إِذا جاءَ الشتا كُل ذي عُسر

إِذا ما حثا مِن ماله أَوسَع الحشى

فَصارَ الغثا مِن كَفه ماؤه يَجري

مُنير الدمى عالي الحجى مركب النجا

وَباب الرجا لِلناس في العُسرِ وَاليُسر

وَمَولى مَحا شَمس الضُحى كُل مَن نَجا

إِلَيهِ صَحا من غمرة الجَهل وَالسُكر

وَكنز السخا مِن كَفه الجود وَالرخا

بحب الاخا في اللَه مستجمع الأَمر

بعيد المدى يتم العِدى نير الهُدى

مميت الرَدى بحر الجدى واسع البر

نَقي الغذا عاري الأَذى سَيد إِذا

أَلَم الأَذى يَأتيك كَالوابل المثري

رَفيع الذرى يجدي الوَرى حَيثما سَرى

قوي العرى لَيث الشَرى واحد العصر

جَميل الجَزا في مالهِ الجَم قَد غَزا

فَصارَ الرزا في جحفل المال وَالوفر

عَلا وَرَسا لَما اكتَسى حلية الكسا

فَصارَ المسا مِن نور جَدواه كَالفَجر

سَليم الحشا نور نَشا فَضله فَشا

كَوتر العشا في الناس أَو ليلة القَدر

تَقي عَصى من كانَ لِلّه قَد عَصى

فَفاقَ الحَصى جَدواه بِالعد وَالحَصر

سَليل الرضا وَالمُرتَضى حبه رضا

كَنار الغَضا في حدة الذهن وَالفكر

بَعيد الخطى لَيث سَطا كُلما وَطا

يَبث العَطا حَتّى أَنافَ عَلى البَحر

سَعيد حَظا حَتّى غَدا عِندهُ الحَظى

كَنار لَظى وَالبخل مِن جُملة الكُفر

إِذا ما رَعى عَبداً دَعا نَحوه سَعى

يَرد الوعا يَهتز بِالبيض وَالصُفر

فَتى ما بَغى لا وَالَّذي يسمَع الرغا

يَخوض الوَغى بِالبيض وَالضمر الشقر

وَنَهر الشفا وَابن الصَفا وَالَّذي كَفى

فَزالَ الجَفا وَالحيف عَن كُل ذي ضر

واصل التُقى وابن النقا وَالَّذي رَقا

فَحازَ اللقا وَالفَوز في أَول العُمر

وَشَخص زَكا حَتّى حَكى النار في الذكا

لَهُ المُشتَكى يا صاح مِن سَطوة الدَهر

عَظيم الوَلا راقي العلى واحد الملا

مَليح الحلى يروي الكلى مِنهُ بِالنزر

سمي السَما مجلي العَمى منهل الظَما

مَنيع الحِمى غَيث السَما مَذهب الفَقر

عَظيم السَنا عالي البَنا غاية المُنى

مُبيد العَنا بَحر الغِنى كامل القَدر

رَفيع اللوا مَولى حَوى كَل ما اِنطَوى

وَفاقَ طوى لَما اِستَوى هامة النسر

رَحيب السها فاقَ السُها واسع اللُهى

لِمَن قَد وَهى حَتّى اِنتَهى في جَوى الجَمر

كَثير الحَيا عالي الضيا يشبه الحَيا

تدفن ذاكَ الكَف في ساعة العسر

أَتيت يَسيراً مِن كَثير وَإِنَّني

وَحَقك واهي البال وَالذهن وَالفكر

فَخُذها فَقَد جاءَت تهنيك سَيدي

بِمولودك المَشمول بِالفَتح وَالنَصر

كَريم وَسيم جاءَ بِاليمن وَالهَنا

شَريف المحيا طَيب الأَصل وَالنَجر

عَلا شَرَفاً دونَ العِباد وَأَرخوا

عَلى الهُدى باهي الحجى وَلد الفَخر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العُشاري

avatar

العُشاري حساب موثق

العصر العثماني

poet-aloshari@

191

قصيدة

33

متابعين

حسين بن عليّ بن حسن بن محمد العشاري. فقيه أصولي، له شعر. من أهل بغداد. نسبته إلى العشارة (بلدة على الخابور) ولد وتعلم في بغداد. وغلب عليه الفقه حتى كان ...

المزيد عن العُشاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة