الديوان » العصر العثماني » العُشاري » بني الحرب والهيجاء والشرف الضخم

عدد الابيات : 41

طباعة

بَني الحَرب وَالهَيجاء وَالشَرف الضَخم

وَمَن جَعلوا للناس أَهدى مِن النجم

طَفأتم بِماء الهِنداوني غلة

يحركها في الصَدر نائرة العَزم

علوتم على البيض الشوازب فَاِنثَنَت

مِن الزرد المَحبوك في صورة الدهم

وَرحتُم عَلى الجرد العتاق لأَنَّها

إِذا ما جَرَت البيد كانَت مِن الرقم

وَطلتم بريقها بِأَسياف خال

شُعاعاً وَفي إفرندها هَيئة الرقم

يَمانية قَد رقق القين أحدها

وَلَكنها في الضَرب مِن جُملة العجم

تَحلمتم للناكثين وَبَعد ذا

غَضبتم وَبَعض الغيظ أولى مِن الحلم

فَسرتم كَما سارَ القَطا في فجاجها

وَلَم يَدر مِنكُم غَير قَعقعة اللجم

أنوف علاها العجب حَتّى تَجدعت

برغم وَكَم أنف تجدع بِالرغم

نَثَرتُم بسحر الخَط نَظم جُيوشهم

وَمن عجبي أن يحسن النَثر في النَظم

وَخَطت حُدود البيض رَسم ديارهم

وَمثلكم من عرف الحَد بِالرَسم

لَقَد جَهلوا شَر اللقا وَتَوَهموا

لُحوم البزاة الصيد مِن سائر اللحم

وَقَد علموا أن الرياح قَصيرة

وَما هُوَ إِلا الجَهل في صُورة العلم

لعمرك إن النقع يَعلو بِنفسه

وَلَكنه لا يَستَطيع إِلى النَجم

فيا لشبيب هاكم الخَيل ضحوة

علت في هضاب المَجد بِالفارس القرم

وَذا عمر المقدام ذو العَدل في الوَرى

وَلَكنه في حَربه جائر الحكم

عفو عَن الزَلات لَكن سَيفه

نَسي حينَ خاضَ الحَرب ما كانَ بِالسلم

وَقَد كانَ ظام للحروب حسامه

فَقَد صار في الهَيجاء كَالوابل الوَسمي

مدير رحاة الحَرب قطب مدارها

وَصاعقة في كل ناحية تصمي

جُيوش عراها الخَوف لَما أراعها

بِساعده الأَعلى وَكلكله الضَخم

فَوَلت عَلى الأَعقاب هَزمي كَأَنَّهُم

شَياطين تَرميها الكَواكب بِالرجم

تَأَبط شَراً شَيخهم ثُم لَم يَزَل

إِلى أَن رَماه الشَر سَهماً عَلى سَهم

وَما عرفوا طَعم اللِقاء وَإِنَّما

بهِ علموا فاستبطنوا الدو بالعلم

ألا هَكَذا فعل الرِجال هبلتم

هلموا إلى المران للقرع والصدم

فَيا أمهم أولادك الصيد البسوا

قَبائح لا تَنفك قبحت مِن أم

كَأَن فلاة خاضها في جُنوده

سماء وَبَدر في كَتائب مِن نجم

وَاسيفاً هَوى مِن كَفه في عدوه

شهاب هَوى يَرمي بِهِ اللَه من يَرمي

فَيا أَيُّها البَحر الَّذي زَخرت بِه

طَوافح عَزم في جَداول مِن حلم

فَأغرق أَقواماً وَنَجى سواهم

وَجازاهم بِالعَدل في الخَط وَالسَهم

مَلَكت وَلَكن قَد عَفَوت وَهَكَذا

سَجايا مُلوك العَدل في العَفو وَالحكم

وَعَفو الفَتى حتم إِذا تابَ عَبده

فَإِن عَق كانَ العَفو مِن جُملة الظُلم

وَيا قسوراً في كَفه المَوت وَالغِنى

فَأنمله تغني وَأظفاره تدمي

فَيا رب قرن جدلته عَلى الثَرى

وَميت نحاها فاستفاقَ مِن السقم

تَهن بِهَذا النَصر إِذ كُنت خَتمه

فَقَد طابَ مِنهُ مَبدأَ الفَتح وَالخَتم

وَقُم في سَرابيل الوزارة رافلاً

بِثَوب العُلى سام عَلى كُل ذي اسم

وَعش بِالتَهاني كُل يَوم وَساعة

برفع موال لَو بِنَصر عَلى خصم

وَكرر قَصيدي مَرة بَعد مَرة

لِتنشق وَرداً قَد تفتح مِن كم

فَأَبيات أَشعاري عَلي رَضية

وَلَكن أَبياتي شَكَتني مِن العدم

فَخُذها أَبا الخَطاب بكراً خَريدة

وَأوفر بِها حَظي وَأجزل بِها قَسمي

وَنور بِنور مِنك مصباح ظلمة

كَأَني بِها أَعمى وَفي لُغة أعمي

فَلا زلت مَنصوراً بِقَوم شِعارهم

بني الحرب وَالهَيجاء وِالشَرف الضَخم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العُشاري

avatar

العُشاري حساب موثق

العصر العثماني

poet-aloshari@

191

قصيدة

33

متابعين

حسين بن عليّ بن حسن بن محمد العشاري. فقيه أصولي، له شعر. من أهل بغداد. نسبته إلى العشارة (بلدة على الخابور) ولد وتعلم في بغداد. وغلب عليه الفقه حتى كان ...

المزيد عن العُشاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة