الديوان » العصر العثماني » العُشاري » هوى قمر الزوراء من أفق المجد

عدد الابيات : 52

طباعة

هَوى قَمر الزَوراء مِن أُفق المَجد

فَيا وَيح عَين لا تَفيض عَلى الخَد

وَأعيى جَواد السَبق إِذ حانَ حينه

وَيا طالَما فاقَ السَوابق للقصد

نَعم وَنبا السَيف اليَماني إِذ رَأى

سُيوف العُلى رَدت فَرد إِلى الغَمد

مَصائب سود وافت الناس بغتة

فَضلوا وَلَم يَدروا الظلال مِن الرشد

وَخَطب جَليل أدهش العَقل رزؤه

أَتانا عَلى كره وَجاءَ بِلا وَعد

أَلا فابك يا جفن الوجود بعبرة

عَلى ماجد قَد راح في طرق المجد

وَباللَه لا تَبك سواه فإِنه

هُو السَيد المَدعو بالعلم الفَرد

وَهَيهات لا يَأتي الزَمان بِمثله

وَكَيف يُقاس التبر بِالحجر الصَلد

لَقَد أظلمت دار السَلام لِفقده

وَأَصبح مِنها الشَمل مُنتَثر العقد

فَتى كانَ بَينَ الناس للخلق رحمة

أَنامله تروي وَأَفعاله تهدي

كَريم المَساعي طاهر الذيل واسع

المَكارم بسام النَواجذ للوفد

وَصيب جود قَد أَفاض عَلى الوَرى

سَحائب بر في الخَليقة ممتد

وَعَمهم بِالفَضل مِنهُ فَأَصبحوا

بِأَفضاله قَد طوقتهم يَد الرفد

سَأبكيك عَبد اللَه عبرة فاقد

مِن السمط أَغلاه وَواسطه العقد

لَهُ قَدم سام وَذكر مخلد

يَعيش بِهِ في حلية المَدح وَالحَمد

سَأَبكي عَلى تِلكَ المَحاسن إنَّها

عَلى خاطِري وَاللَه أَحلى مِن الشَهد

سَأَبكي عَلى أَخلاقك الغُر وَالوَرى

مَعي وَسَواد العَين أمحقه وَحدي

وَهَيهات أَن أَصبو لِغَيرك في الدنا

وَأَنتَ ضيا عيني وَموري سَنا زندي

أَجفني جودا بِالدُموع عَلى فَتى

حَوى شَرف الدُنيا فَراح إِلى الخُلد

وَلا تَنظرا شَخصاً سواه فَإِنَّه

هُوَ النور للأحداق وَالأَعين الرمد

وَلا تَلحَظا غَيثاً سِواه فَإِنُّه

هُوَ البَحر يروي مَن أَتاه وَلا يَردي

أَجفني جودا بِالدُموع لواحد

أَنامله تَنهل بِالجود وَالرفَد

ولا ترمقا فرداً سواه فإنه

هو الوابل الوسمي من سالف العهد

أجفني جودا بالدموع فإنها

مصائب قد وافت على الحر والعبد

ولا تريا هذا الوجد فشمسه

توارت عن الأبصار في ظلمة اللحد

أجفني جودا بالدموع فإنها

حشاشة قلبي فرقتها يد الوجد

وَلا تبصرا في الكَون رَطبا وَيابِسا

فَشَأنكما شَأني وَوردكما وَردي

فَلا قدس الرَحمن دَهراً أَصابه

وَسَهماً رَماه بِالمَنية عَن عَمد

إِلا مبلغا عَني أَكارم أَهله

وَأَولاده حَياهم اللَه مِن ولد

سُليمان عَين المَجد بَل مُقلة العُلى

خَليفة ذاكَ الوَالد الأسد الوَرد

وَسُلطان حامي ود كُل حَفيظة

نَعم وَحَبيب القَلب في القُرب وَالبُعد

وَمَولاي تاج الأَذكياء مُحَمداً

وَعَبد العَزيز المجتني ثمر الحَمد

وَأَصغرهم عَبد الغَني وَأَحمد ال

كَريم المَساعي طَيب الأَب وَالجد

وَحَقكم لَو يَلتقي البَين بِالظبا

وَسمر القَنا الخَطي وَالصارم الهندي

شَدَدنا عَلَيه شدة حميرية

تَذوب لَها صم الجَنادل بِالوَقد

وَلَكنما الأَقدار تَمضي لِشَأنها

فَصَبراً لحُكم الواحد الأَحَد الفَرد

رحلتم وَسارَ الصَبر غب مَسيركُم

نَعم وَعمت مِن بَعدكم مقلة المَجد

وَغابَت شُموس الفَضل حَتّى تَبَدَلت

بِثَوب مِن الأَكدار وَالحُزن مسود

سَلام عَلى تِلكَ الوُجوه فَإنها

مَصابيح فَضل بَل مَطالع مِن سَعد

سَلام عَلى تِلكَ المَحافل إنَّها

رِياض العُلى يا صاح بَل جنة الخُلد

أَننساهم لا وَالَّذي أخرجَ الحَيا

وَأَنزَلَ ماء الغَيث بِالبَرق وَالرَعد

إِلى أَن يَعود الشَمل صاف غَديره

وَيخصب ذاكَ الحَي بِالعُشب وَالوَرد

وَتَظهر شَمس الفَضل بَعدَ غُروبها

عَلى صَفحات الأَرض بِالنَشر وَالمَد

فَحينئذ أَرنو الوُجود بِمُقلَتي

وَأَغسل مِن آماقها صَدأ السُهد

وَأرغم أَنف الكاشحين بِوَطأتي

وَأسحب في مشيي عَلى رغمِهم بردي

سَتجمَعُنا الأَيام وَاللَهُ قادر

يعيد الَّذي يَختاره مثلما يبدي

وَما هَذِه الدُنيا بِدار مخلد

وَلَكنها الآجال تَرسُم بِالحَد

فَصَبراً فَأَنتُم أَهل كُل فَضيلة

وَبَيت براه اللَه مِن طينة الرُشد

لَئن غابَ مِنكُم كَوكَب فَلأنتُم

كَواكب فَضل في مَواكب مِن مَجد

وَما ماتَ مَن كانَت بَقاياه مثلكُم

وَما غابَ نَجم أَنتُم نوره المهدي

فَلا فَرق الرَحمن يا قَوم شَملَكُم

وَلا ذكرت ما بَينكُم شقة البُعد

وَلا خلت الزَوراء مِنكُم فَإِنَّها

بِأَنواركُم في ظُلمة اللَيل تَستهدي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العُشاري

avatar

العُشاري حساب موثق

العصر العثماني

poet-aloshari@

191

قصيدة

33

متابعين

حسين بن عليّ بن حسن بن محمد العشاري. فقيه أصولي، له شعر. من أهل بغداد. نسبته إلى العشارة (بلدة على الخابور) ولد وتعلم في بغداد. وغلب عليه الفقه حتى كان ...

المزيد عن العُشاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة