الديوان » لبنان » سليمان البستاني » لك يا ابن فيلا الباسل احتشدا

عدد الابيات : 323

طباعة

لك يا ابن فيلا الباسل احتشدا

حوليك قومك ينظم العددا

أنتم إزاء الفلك قابلكم

فوق الهضاب يعج جيش عدى

وثميس زفس دعا فأنفذها

تدعو ذويه لمجلس عقدا

طارت من الأولمب جائبة

كل الورى تستقدم العمدا

لبوا وغير الأوفيانس لا نهرٌ

تخلف بل جروا عجلا

لم يبق من حوريةٍ سكنت

نبعاً جرى أو جدولاً جدلا

أو غابةً أو روضةً نضرت

إلا سعت فوراً لتمتثلا

فإذا بهم والصرح غص بهم

من حول زفس بمحفلٍ حشدا

جلسوا على سددٍ تفيض سنا

لأبيه هيفست النبيل بنى

ومزعزع الأرضين من لجج ال

أعماق هب ملبياً علنا

ثم انبرى إذ قر وسطهم

مستفسراً عما دعاه هنا

يا ذا الذي يرمي الصواعق ما

أفضى لحشد بني العلى وبدا

أبذينك القومين تفتكر

والحرب بينهم ستستعر

فأجاب ركام الغيوم نعم

أدركت ما علقت به الفكر

ما زلت دوماً عانياً بهم

حتى ولو هلكوا ولو دمروا

فأنا أسرح ناظري جذلاً

فوق الألمب إذا اللظى اتقدا

وجميعكم بين السرى انقسموا

وبسلك أي شئتم انتضموا

ما خلت طرواداً تطيق لقا

آخيل لو فذّاً بدا لهم

مرآه راعهم فكيف وقد

أضحى على فطرقل يحتدم

لا بدع إن دك الحصون وإن

قصد القضاء خلاف ما قصدا

فبهم أوار الفتنة التهبا

وتطايروا كلٌّ كما رغبا

للفلك هيرا أسرعت وكذا

فالأس ثمة فوسذٌ ذهبا

وكذلك القوام هرمس وال

جبار هيفست القوى عقبا

يجري ويجمع لا تطيق له

ساقاه حملاً إن جرى وعدا

وأريس رب القونس القلق

أم الطرواد بادي الحنق

مع أرطميسٍ في كنانتها

مع عفرذيت المبسم الطلق

وكذاك لاطونا وزنث جرى

من ضفتيه جري مندفق

وكذاك فيبوسٌ من انسدلت

تزهو غدائره لكل مدى

وقبيل ما آل العلى انحدروا

كرت سرى الإغريق تفتخر

آخيل عاد عقيب عزلته

ولهول رؤيته العدى صغروا

ألفوه مشتدّاً بشكته

كأريس هول الإنس يستعر

وبنو العلى بالناس ما اشتبكوا

حتى غمام الفتنة التبدا

فالاس بين الثغر والحفر

صاحت تشدد جملة الزمر

وأريس هب هبوب عاصفةٍ

يغري طرواده على الأثر

بهضاب سيموسٍ يهد وفي

قلل المعاقل وأري الشرر

فكذلك الأرباب فتنتهم

صدعت وزفس من العلى رعدا

فتنوا سرى الجيش فاصطدما

وفسيذ هز الأرض محتدما

فارتج أيذا من دعائمه

حتى أماد بميده القمما

وتزعزت طروادةٌ وغدا

بالفلك وجه اليم ملتطما

حتى بجوف الأرض آذس عن

عرش الجحيم اهتز مرتعدا

بالويل صاح وهاله الخبر

يخشى فجاج الأرض تنفجر

ومنازل الظلمات ظاهرةً

تبدو يراها الجن والبشر

تلك الوهاد اللاء مخبرها

حتى بنو العليا له ذعروا

ولذاك زلزال العوالم إن

بسرى العلى عادي الشقاق عدا

لفسيذ ملك الهول مذ ظهرا

فيبوس بين سهامه صدرا

ولهرمسٍ لاطونةٌ برزت

وإلى أثينا آرس انحدرا

ولزوج زفس بدت شقيقة من

في القاصيات سهامه نشرا

هي أرطميس تميد ساطعةً

قوس النضار بكفها ميدا

وعلى هفست انقض مصطفقاً

ذيالك الهر الذي اندفقا

في الخلد زنث جرى اسمه وكسا

بالإسكمندر في الورى انطلقا

هذي هي الأرباب فتتهم

وأخيل ظل يؤج محترقا

للقاء هكطورٍ وخرقٍ سرى

تلك الكتائب صبره نفدا

يذكو ليروي في تحدمه

رب الوغى السفاك من دمه

لكن فيبوساً أثار له

أنياس يعصم بأس معصمه

في شكل ليقاوون خاطبه

أنياس أين صلى تعظمه

آليت للطرواد مرتشفاً

لتلاقين أخيلا منفردا

قال ابن فريامٍ علام على

رغمي إليه تسوقني عجلا

ليست بأول مرةٍ ثبتت

قدمي لديه فسامني فشلا

في إيذةٍ من وجه صعدته

وليت قبلاً هالعاً وجلا

لما استباح صوارنا ورمى

لرنيسةً وفداس ومضطهدا

لكن زفس مشدِّداً ركبي

وقواي أنقذني من العطب

أو لا فكان أبادني عجلاً

وأمامه فالاس في الحجب

توليه نصرتها ليقتضب ال

لميليغ والطرواد بالقضب

ما كان إنسيٌّ له كفؤاً

وبنو العلى كانوا له عضدا

إن يرم صانوه وحيث رمى

طارت مناصله تسيل دما

فلو أنهم ما بيننا عدلوا

ما سلمني ذلّاً كما زعما

حتى ولو صلبت مفاصله

مثل النحاس وصال واقتحما

فأجاب فيبوس ادع أنت إذاً

رهطاً بأكناف العلى خلدا

فلعفرذيتٍ ساقه النسب

ولبنت شيخ البحر ينتسب

فإذاً لك الرجحان عن ثقةٍ

حسباً وزفس لعفرذيت أب

فهلم بادره بنصلك لا

يأخذك من نعراته الرعب

من ثم أفرغ فيه قدرته

فانقضَّ لا يرتد مبتعدا

فرأته هيراً بارزاً يثب

من جيشه لأخيل يقترب

فدعت إليها من بطانتها

من نصرة الأرغوسة اطلبوا

قالت أثينا فوسذ انتبها

لمآل حربٍ دونها الحرب

أنياس رام أخيل مدرعاً

بأساً على فيبوس معتمدا

فيبوس فلندفع بلا مهل

أو بعضنا فوراً أخيل يلي

ويخولنه فوق شدته

بأساً ويعصمه من الوجل

فيرى عيناً صيد أسرتنا

أولوه ودّاً جل عن مثل

وجميع أحلاف الطراود ما

هالوا وعنا يقصرون يدا

أفما انحدرنا للكفاح هنا

لنقي أخيل اليوم كل عنا

فإذا كمنا الأمر ثم بدا

في وجهه ربٌّ عتا جبنا

فمناظر الأرباب مرعبةٌ

ولأي إنسيٍّ بدت وهنا

من ثم فليرد الحمام كما

غزل القضاء سنيه مذ وجدا

فأجاب فوسيذٌ دعي الشططا

ما كان شأنك أعهد الغلطا

ما رمت إذ كنا أشد قوىً

حرب العباد نلي فننخرطا

للإنس خلي الحرب نرقبها

من فوق ذاك التل طي غطا

وإذا أريس وفيبس اعتديا

فوراً عمدنا مثلما عمدا

وأخيل إن ردا وإن ردعا

فناك بأس أكفنا صدعا

وهناك ظني للعلى هلعاً

نلقاهما لسرى العلى رجعا

من ثم قوسيذٌ بأسرته

هرعوا إلى السور الذي ارتقعا

سورٌ لأجل هرقل قبل بنت

فالاس والطرواد مذ جهدا

من وجه وحش البحر فيه لجا

لما عليه هاجماً خرجا

فهناك فوسيذٌ بمن معه

في طي حجب غمامةٍ ولجا

وإلى رياض هضاب سيميسٍ

فيبوس مال وآرسٌ عرجا

بجميع أنصار الطرواد من

حوليهما فوق الرقى قعدا

وكذا من الصوبين قائمةً

لبثت سرى الأرباب ناقمةً

ظلت هناك بظل عزلتها

عن ساحة الهيجاء واجمة

لكن زفس بعرش عزته

قاض بأن تنقض هاجمة

وصفائح الجيشين ساطعة

أجت ونقع خطاهما صعدا

والأرض تحت الرجل والعجل

مادت لوطأة هاته الملل

من كل جيش زف مقتحما

بطلٌ تحدم أيما بطل

أنياس رب البأس قابله

آخيل رب البيض والأسل

هز القناة مبرزاً وعدا

أنياس في الميدان منجردا

في رأسه أعراف خوذته

قد هاج يرفع صلد جنته

فانقض آخيلٌ كليث شرى

نهض الجموع لكسر شوكته

فزعت لهم كل البلاد فلم

يعبأ وظل على سكينته

حتى رماه بهم حنقاً تقدم فاغراً فمه

يصلى بمهجته تضرمه

أسنانه صرت ومقلته

بشرارها تذكي تحدمه

ولذيله في صفحتيه غدا

قرعٌ يروع من توسمه

فيهب منقضاً ليهلك أو

ليبيد من أبطالهم عددا

فلذاك آخيلٌ تحرقه

للقاء أنياس يشوقه

حتى إذا ضاق المجال أتا

ه مخاطباً بالعنف يرمقه

وأنياس جيشك لم أراك كذا

برزت عنه إلي تسبقه

أزعمت فرياماً يشاطرك ال

أحكام في طروادة أبدا

كلّا فلن يجزيك ذاك فما

هو قاصرٌ حكماً بما حكما

كلّا وإن ما بي ضفرت هنا

فلديه أبناءٌ سموا عظما

ولعله إن بي فتكت إذاً

من أرضه لك يجزل الكرما

بقعاً زهت كرماً ومزرعها

خصبٌ فتحشد كل ما حصدا

هيهات تدرك ها هنا الأربا

أفما لواك مثقفي هربا

أفما ادكرت اليوم يوم على

إيذا فررت لدي مضطربا

إذ عن سوامك قد قصلتك لم

تنفت فردت وراءك الهضبا

فلجأت في لرنيسةٍ وأنا

هدمت من لرنيسة العمدا

زفسٌ وآثينا

بعونهما إذ واصلاني عدت مغتنما

وسبيت منها الغيد مستلباً

حريةً متعنها قدما

لكن زفس وآله حفظوا

أنياس حتى ناجياً سلما

وآخالهم ذا الحين ما عبئوا

فيه فصانوه كما اعتقدوا

فارجع نصحتك بين قومك لا

تتصد لي فتسام شر بلا

فالغر ليس بذاعنٍ ابداً

إلّا إذا بهوانه اتصلا

قال ابن فيلا لست أعجز عن

فظ الكلام فذلك ابتذلا

أزعمت إرعابي بقولك ذا

أو خلت تلقى ها هنا ولدا

إن غاب عن أبصارنا الأثر

ما غاب عنا العلم والخبر

فلقد روى الراوون قبل لنا

آثار أسلافٍ لنا اشتهروا

لأياك إما كنت متصلاً

وكذا لثيتيسٍ كما ذكروا

للزهرة الغراء منتسبي

والشهم أنخيسٌ أبي عهدا

لا بد إحدى الأسرتين ترى

ذا اليوم نادبةً فتىً قهرا

ما كان لغو القول فاصلنا

عن موقف الطعن الذي استعرا

ولئن ترم تحقيق نسبتنا

وفقاً لما قد ذاع وانتشرا

فاعلم فدردانوس وهو فتى

زفسٍ بنى دردانيا بلدا

إليون في ذيالك الزمن

في عرض هذا السهل لم تكن

والناس قد كانت منازلهم

في سفح إيذا الشامخ القنن

من ثم دردانوس منه نشا ال

مولى إرخثونٌ فتى الفطن

أثرى الورى طرّاً مسارحه

مرحت بهن خيوله رغدا

ألفٌ وألفا حجرةٍ سرحت

من خلفها أفلاءها مرحت

برياس هام ببعضها فحكى

مهراً نواصيه لقد سبحت

فعلقن باثني عشر ما سحقت

قمم السنابل حيثما رمحت

وإذا هببن على البحار فمن

فوق المياه وثبن مطردا

هذا إرخثونٌ ومنه نما

أطروس من طروادةً حكما

إيلوس عسا زاقسٌ وكذا

غانيمذٌ أبناؤه العظما

غانيمذٌ لجمال طلعته

رفعته أبناء العلى قسما

ليكون ساقي زفس بينهم

فلذاك في أولمبهم سعدا

إيلوس كان للومذون أبا

وللومذون طثونٌ انتسبا

وكذاك فريامٌ قليطيسٌ

هيقيطوون ولمبس النجبا

وبنجل عساراقسٍ عرفوا

قافيس جدي من علا رتبا

فأبى ابنه أنخيس كان كما

فريام هكطورٌ فتاه غدا

هذا فخاري نسبتي ودمي

ولزفس ذلك قيم الأمم

إن شاء أعلى همةً وإذا

ما شاء أوهن عالي الهمم

فهنا مجال الطعن ليس لنا

كالولد فيه ساقط الكلم

فلسان كل فتىً بقيه يرى

ذلفاً ومهما يبتغي سردا

ميدان هذا اللغو متسع

وسبابهم من أسمعوا سمعوا

إن نبغ يشحن لغونا فلكاً

مئةٌ أردمه ولا يسع

فعلام كامرأتين أشربتا

سفهاً بموقع حطةٍ نقع

شتماً تقاذفتها بقارعةٍ

كذباً على صدقٍ بغير هدى

كلّا فلست برائعي جزعا

أقبل نجل صم النصال معا

من ثم أرسل رمحه فمضى

وعلى المجن سنانه وقعا

فعليه صل وفوق هامته

آخيل صلد مجنه رفعا

قد خاف أن الرمح يخرقه

لكنما ذا الخوف كان سدى

هيهات عجز الإنس يعمل في

ما أولت الأرباب من تحف

وقف السنان على النضار فلم

ينفذ ولولا ذاك لم يقف

خمسٌ طباق الترس طرقها

هيفست تدفع آفة التلف

نضد اثنتين من الفلز على

ظهر المجن ونعم ما نضدا

وعليهما لوحٌ من الذهب

ومن النحاس صفيحتا عجب

خرق النحاس النصل يرجع عن

لوح النضار رجوع مضطرب

فرمى أخيل سنانه فمضى

في جوب أنياسٍ ولم يخب

في صفحةٍ حيث النحاس علي

ه والسبت رق وطائراً صردا

متلملماً أنياس مستترا

مد المجن أمامه حذرا

فقناة قليونٍ به نفذت

والجوب ماد يصل منكسرا

والنصل أنياسٌ رآه إلى

وجه الثرى عن وجهه صدرا

فلق الحضيض يغل مرتعشاً

فيه وكاد يفلق الكتدا

فنجا ولكن صدره انتفضا

وأخيل صاح ودونه اعترضا

سل الحسام وفي حزازته

أنياس هائل صخرةٍ قبضا

بطلين تجهض في زمانك ذا

فبها بغير تكلفٍ نهضا

ومزعزع الأرضين بأسهما

من حيث قر مراقباً شهدا

لولاه أنياسٌ بحدته

لرمى أخيل بصلد صخرته

ولكان صان أخيل مجوبه

أو خوذةٌ لمعت بجبهته

ولكان سيف أخيل في يده

أنياس أدنى من منيته

لكن فوسيذاً بأسرته

في الحال صاح ينيله المددا

أنياس آخيلٌ سيقتله

أسفاً ونحو أذيس يرسله

فيبوس أغواه فدان له

جهلاً وذا فيبوس يغفله

فعلام وهو البر تدهمه

نوب الأنام ونحن نهمله

ما قط عن بث الفروض لها

بين العباد لكل من عبدا

لا شك زفس يغاظ إن سفكا

دمه أخيلٌ فاتقوا الملكا

يأبي القضاء له الهلاك هنا

وسليل دردانوس ما هلكا

أو كيف دردانوس أسرته

طرّاً تبيد وتألف الدركا

وهو الذي من نسل زفس له

في الإنس عهد الود قد عقدا

فعلى بني فريام قد غضبا

زفسٌ وأنياس اجتبى وحبا

فلذاك سوف يسود محتكماً

بين الطرواد كيفما رغبا

وبنوه ثم بنوهم وكذا

من بعدهم من ولدهم نجبا

قالت له هيرا برأيك رم

أو نجوةً أو كشفةً وردى

لكنما فالاس أقسمت

ولكم أنا أقسمت من جهتي

أن لا نعين بني الطرواد لو

إليون بالنيران ألهبت

فانقض فوسيذٌ لمشتجر ال

أرماح حيث الصم صلصلت

حيث ابن أنخيس بصرخته

وحسامه آخيل قد جردا

فلدى أخيل غمامةً نشرا

غشيت نواظره فما نظرا

ومن المجن اجتر زانته

وأمامه ألقى بها وجرى

وبوثبةٍ فوق الرجال ومن

فوق العجال بندره عبرا

فإذا به طرف الكتائب حي

ث معسكر القفقونة انتضدا

قال ابن أنخيس وأي سري

أعماك فاستهدفت للخطر

آخيل آل الخلد تؤثره

ولقد عداك فكن عن حذر

أولا فدار أيس تبلغها

بالقسر عما خط في القدر

وسواه في الإغريق لا بطلٌ

تلقى إذا لا قيته الشددا

وإذا القضاء أباده فجل

صدر الكتائب باطشاً وصل

من ثم غادره بموقفه

وخلاف هذا القول لم يقل

وأنار حول أخيل فانقشعت

تلك الغياهب عنه في العجل

فرأى وصعد حر زفرته

لهفاً يناجي النفس والخلدا

رباه أي عجيبةٍ رمقا

طرفي فذا رمحي الذي انطلقا

لا أبصر القرم الذي طعنت

كفي أروم هلاكه حمقاً

قد خلت أنياس انتمى خطا

لبني العلى فإذا به صدقا

إن ينج حيناً حسبه فرجٌ

أبداً فهذا الورد لن يردا

ولأدفعن كتائبي وأنا

لي عنه في بهم العداة غنى

ومضى يجوب صفوف فيلقه

علناً يمنيهم بنيل منى

هلا رأيت بني أخاي هنا

كل امرئٍ منهم فتىً طعنا

ما كان لي ما صلت منفرداً

أردي وأحطم جحفلاً أجدا

لا آرسٌ ذا الجمع إن هجموا

أو نفس فالاسٍ تصدهم

سأكر ما ثبتت قوى قدمي

ويدري أصول بهم ولا أجم

وأخوض كل سرى كتائبهم

في همةٍ من دونها الهمم

ما خلت من يلقى ظبي أسلي

هذا اللقاء هنيهةً حمدا

فهنا أخيل يحث عصبته

وهناك هكطورٌ بطانته

نبلاءَ طروادٍ أخيل فلا

تخشوا تبجحه وصولته

وأنا أطيق كذا عن حمقٍ

رهط الخلود أهين حرمته

لكن إذا بدت القنا علناً

بات الهمام أمامهم خردا

إن قال بعض القول ثم وفى

فباسائر الأقوال قد هرقا

فلأبرزن له لو التهبت

كالنار كفاه كما وصفا

كالنار لو كفاه ألهبتا

أو كالحديد الصلب لو وقفا

فارتدت الطرواد مسبلةً

سمر القنا مشتدةً جلدا

وتكثفوا وعلا هديدهم

لكن جرى فيبوس بينهم

قال ابن فريامٍ أخيل على

حدةٍ هنا إياك تقتحم

قابله في قلب السرى أبداً

إذا غص بالدراع حشدهم

أو لا فإن فاتتك صعدته

ما عنك حد حسامه شردا

فارتاع هكطورٌ لما سمعا

وانصاع بين جنوده هلعا

وأخيل صاح تروع هدته

وبعزمه بين العدى اندفعا

بسليل أطرنتٍ إفيتينٍ

من خير صيد جنودهم شرعا

في سفح إيمولٍ بهيذة ذا

ت الخصب من حورةٍ ولدا

لاقاه آخيلٌ بكرته

بالرمح يفلق صلب هامته

فهوى يصل سلاحه وعدا

آخيل مفتخراً بنصرته

يا أشجع الأبطال أنت هنا

ميتٌ نأى عن أرض نشأته

عن بحر غيغس حيث هيلس وال

هدار هرمس قد سقى الجددا

غشى ظلام الموت مقلته

والمركبات ترض جثته

وأخيل ذيمول بن انطنر

ذا الباس أورده منيته

في الصدغ وارى رمحه فمضى

للعظم مخترقاً تريكته

قض الدماغ فقضه بطلاً

وارى العزيمة باسلاً نجدا

وهفودماس رماه مذ وثبا

عن خيله متملصاً هربا

في ظهره فأكب يزأر مث

ل الثور قيد لفوسذٍ قرب

ومزعزع الأرضين يجذل في

هيليقةٍ لعجيجه طربا

وكذا عج هفودماس إلى

أن فارقت أنفاسه الجسدا

من ثم آخيل انثنى وسعى

وفليذر ابن ملكهم صرعا

من ولد فريامٍ وأحدثهم

سنّاً وأعداهم إذا طلعا

وأحبهم طرّاً إليه لذا

منع الوغى عنه فما امتنعا

فجرى بصدر الجيش مفتخرا

في عدوه حمقاً وما رشدا

آخيل وافاه بعدوته

في الظهر ينفذ حد صعدته

حيث النجاد هناك يكنفه

حلق النضار ووصل لأمته

نفذ السنان إزاء سرته

فأكب يشهق فوق كربته

أمعاؤه اندلعت فأمسكها

بأكفه للأرض مستندا

فرآه هكطور فهاج أسى

فورا وعينيه الظلام كسا

فانقض مثل النار يؤلمه

أن ظل من آخيل محترسا

بشحيذ منصله انبرى ومضى

يجري أخيل وباللقا أنسا

قال اطمئني نفس هاك بدا

من قد أذاب حشاشتي كمدا

ذا قاتل الخل الحبيب دنا

فعسى هنا فصل الخطاب لنا

ما بعد هذا القرب من فرجٍ

بلياذنا بالجيش يفصلنا

من ثم أحدق ثم صاح به

هي ادن فالموت الزؤام هنا

فأجابه من غير ما جزعٍ

أفخلت تلقى ها هنا ولدا

لن تجزعني هاته الكلم

لن يعجزني شتم من شتموا

لن أبخسنك طول باعك لا

إذ فقتني والبهم كلهم

لكنما الأرباب عصمتنا

يؤتون من شاؤوا ولاءهم

ولعل ذا النصل الشحيذ إذا

وافاك في أحشائك اطردا

ورمى القناة وفي الخفا وقفت

فالآس تنفخ حينما حذفت

رجعت لدى قدميه ساقطةً

وعن ابن فيلافي الهوى انحرقت

فعدا أخيلٌ ثائراً حنقاً

في هدةٍ بين السرى قصفت

لكن فيبوساً بقدورته

وولائه هكطوراً افتقدا

بغمامةٍ دهماء حجبه

وأخيل منقضاً تعقبه

فعدا ثلاثاً ضارباً حنقاً

بطن الغمام يضيع مضربه

ثم انبرى كالرب رابعةً

بهديده يوري تلهبه

ذي نجوةٌ أخرى وذاك جدا

فيبوس ياكباً وأي جدا

ما خضت نقع الحرب مزدلفا

إلا لجأت لعونه سلفا

فلئن أنل نصر الأولى نصروا

ما عدت إلا منك منتصفا

والآن لي بسواك عنك غنى

في كل من بلغت يدي وكفي

وبجيد ذريوفٍ مثقفه

وأرى فأهوى يكدم الثأدا

وسليل فيليتورٍ البطلا

ذيموخساً وافى وقد قفلا

في طعنةً نفذت بركبته

فرمته ثم بسيفه حملا

وعليه أجهز ثم كر على

ولدي بياسٍ عمدة النبلا

ألقرم دردانوس يصحبه

لوغوس من لوفوده فئدا

فكلاهما كانا بمركبة

وكلاهما خرا بصلصلة

هذا براه بالحسام وذا

بمثقفٍ للموت منصلت

وغدا فلا فتى ألسطرأط

بروسٌ لديه بقلب معمعة

فلركبتي آخيل مرتمياً

أحنى ومنهد القوى سجدا

قال اعف وارفق بالصبا كرما

مذ كنت تربك واحقنن دما

واجهله قد فاته حمقاً

أن ابن فيلا قط ما رحما

لندائه ما رق يسمع بل

بحسامه ذاك الندا حسما

في طعنةٍ فهقت بسيلٍ دمٍ

واستخرجت من جوفه الكبدا

من ثم من موليس اقتربا

وبصعدةٍ ذاك الفتى ضربا

خرقته من أذنٍ إلى أذنٍ

فأكب فوق الأرض منقلبا

وتلاه إيخكلوس آغنرٍ

بمهندٍ في رأسه نشبا

والسيف حتى كعب مقبضه

بدم القتيل بكفه ومدا

وبزند ذوقليونٍ البطل

وأرى السنان بمجمع العضل

فأميل ساعده بثقلته

فثوى يراقب وافد الأجل

بحسامه آخيل هامته

أنأى بخوذته ولم يمل

متناثراً طار الدماغ ومن

ه الجسم ظل هناك منجردا

وتلاه رغموس بن فيرس من

كانت له إثراق خير وطن

فسنانه آخيل أنفذ في

رئتيه لما بالسنان طعن

فارتاع آريثوس سائقه

فلوى العنان وللفرار ركن

في ظهره آخيل بادره

فأكب والخيل انثنت زؤدا

هذا أخيل وتلك سطوته

كالرب صال تروع صولته

حيث انبرى أجرى سيول دمٍ

واجتاحت الأعداء كرته

مثل اللهيب بقنةٍ كسيت

أجماً بها تشتد هبته

حيث الرياح جرت به التهم ال

أشجار يحطم كيفما وقدا

وكأنما في بيدرٍ طرقا

ثوران فوق السنبل انطلقا

بسط الشعير لديهما فغدا

بخطاهما يندق منسحقا

داس وعجّا تحت نيرهما

ومن السنابل حبهما اندفقا

وكذا بمركبةٍ أخيل جرى

فمضت تدوس البهم والزردا

ومن المحالات النجيع غدا

ومن الحوافر طائراً أمدا

متفجراً سيلاً يخضب ذا

ك الجذع تحت الخيل والعددا

وأخيل للشرف الرفيع وللعز

ز المنيع به المرام حدا

وبراحته وقد تخضبتا

نقع العجاج على الدما جمدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان البستاني

avatar

سليمان البستاني حساب موثق

لبنان

poet-Suleyman-al-Boustani@

139

قصيدة

86

متابعين

سليمان بن خطار بن سلوم البستاني. كاتب وزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت. وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى ...

المزيد عن سليمان البستاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة