الديوان » لبنان » سليمان البستاني » تجاوزت الطرواد حد الخنادق

عدد الابيات : 421

طباعة

تجاوزت الطرواد حد الخنادق

يصلمهم فيها حسام الأغارق

وحول العجال استوقفوا وتألقوا

برعدة مذعورٍ وصفرة خافق

ومن طور إيذاهب زفس ودونه

صفيته هيرا فهاج ظنونه

وألقت والإغريق أبصر عقبوا

عداهم وفوسيذٌ ببطن الفيالق

وأبصر هكطوراً به القوم أحدقا

ومن فيه سيال النجيع تدفقا

على الترب ملقىً خامد الحس خافقاً

وما صرعته كف أضرع خالفق

فهزت أبا الأرباب والناس رأفه

ولاحت لهيرا منه بالغيظ نظره

وقال نعم هكطور مكراً أبنته

عن الحرب فارتاعوا لقرع المخافق

تحدثني نفسي أهيل عقوبتي

فتجنين قبل القوم عقبى الخديعة

أفاتك أن علقت قبل مهانةً

بلب رفيع الجو بين البوارق

وغلت بصلد القيد عن عسجد القدم

يداك وسندانان في أخمص القدم

وآل العلى حوليك ذلوا وأشفقوا

وهل كان من يوليك نصرة شافق

ولوا فعلوا ألقيت أيهم اجترا

من السدة العليا صريعاً إلى الثرى

وما كان هذا خافضاً غضبي لما

أنلت هرقلاً في السنين السوابق

به رمت سوءاً ثم أهببت شمألا

تقاذفه الأنواء فيها منكلا

وأحللته قوصاً ومنها أعدته

لأرعوس ممنوا بأدهى البواثق

ألا أدكري تلك الشؤون وجانبي

مخاتلتي فيما ابتغيت بجانبي

برحت مقام الخلد تشجينني جوىً

فليس بمغنٍ عنك مكر المنافق

أجابته هيرا تقشعر تظلما

يميناً علي الأرض تشهد والسما

وحتهما إستكس يشهد يمه

يمينٌ لنا لم يأتها غير صادق

ورأسك والعقد الذي بيننا ولم

يكن قسمي إلا إذا أثقل القسم

لئن سام فوسيذ الطراود ذلةً

فما كان مبعوثي ولا كان لاحقي

وما ساقه إلا فؤادٌ تقطرا

لجيشٍ لدى أسطوله قد تذعرا

فمرني فأمضي بالبلاغ فينثني

لحيث قضى زفسٌ مثير الصواعق

فهش لها زفسٌ وقال بمنتدى

بني الخلد لو رأيي ارتأيت مؤبدا

ففوسيذ مهما كان من نزعاته

لأذعن وانقاد انقياد الموافق

فإن كنت أخلصت المقال فبادري

لمؤتمر الأرباب ألقي أوامري

فتحضر إيريس الرشيقة عاجلاً

وفيبوس هيال النبال الذوالق

فأنفذ إيريساً لفوسيذ مبلغا

إلى يمه يأوي ويطرح الوغى

وفيبوس هكطوراً يسكن روعه

ويوليه حزماً لاختراق الحزائق

فيكتسح الإغريق يكساهم إلى

أساطيل آخيل فيشفق للبلا

ويرسل فطرفلاً فيفتك فيهم

ويدمي ويصمي في لباب الغرائق

ويجتاح سرفيدون فرعي ويقحم

ويبطش للأسوار يصمي ويهزم

فيطعنه هكطور طعنة قاتلٍ

فينهض آخيلٌ بهبة حانق

إلى حين أثينا تتيح بحذقها

لهم فتح إليونٍ بحكمة حاذق

على أنني ما دام آخيل لم ينل

مناه فلن أولي الأغارقة الأمل

ولست براضٍ أن يقوم برفدهم

من الخلد قوامٌ بتلك المضايق

بذلك قد عاهدت ثيتيس عندما

ترامت ومست ركبتي تظلما

لإعزاز آخيلٍ دعتني ترفقاً

فأومأت بالإيجاب إيماء رافق

فلبته هيرا واستطارت بلحظة

إلى قمة الأولمب من طورٍ إيذة

كفكرٍ يجوب الشرق والغرب طارقاً

بلاداً وفيه ذكر تلك المطارق

وأمنت سراة الخلد في منتداهم

بمربع زفسٍ في سمو علاهم

فمذ أبصروها جملةً نهضوا لها

وقاراً وحيوا بالكؤوس الدوافق

أبت رشف هاتيك الكؤوس وإنما

لكأس ثميسالحسن مالت تكرما

فتلك إليها سارعت مستقصةً

أرى جئتنا في غصة المتضايق

فلا غير زفسٍ راعك اليوم غاضبا

فقالت دعي عنك التحري جانبا

عرفت عتوّاً وصلابةً

فعودي إلى بسط الطعام الشوائق

وفي أدبة الأرباب مجداً تصدري

أبثكم من خبره شر مخبر

أمورٌ قضاها أزعجت كل آدبٍ

من الإنس والجن الكرام المعارق

ومن ثم حلت عرشها ولفيفهم

تألم من زفسٍ وزفس مخيفهم

فهشت ولكن عن جبين مقطبٍ

على سود أجفانٍ بحمر الحمالق

وقالت وجمر الغيظ ميزها فوا

حماقتنا في كبح زفس وما نوى

وأحمق منه زعمنا خفض جأشه

بمأزق بأس أو بقول مماذق

ولكنه في عز عزلته ولا

يبالي ادعاءً أنه فوقنا علا

وأن له بالبطش فيكم سوابقاً

فذوقوا نكالاً عاديات اللواحق

فهذا أريسٌ قيم الحرب نابه

مصابٌ وما أدراكم ما أصابه

أعز البرايا عسقلاف سليله

صريعٌ وما أغناه ظهر اليلامق

فهب أريسٌ ثائر الجأش لاطما

بكفيه فخذيه يولول ناقما

أيا معشر الأولمب لا تلحونني

إذا ما لثأر ابني أثرت مرافقي

سأنزل لو صم الصواعق تنزل

وفوق خضيب الترب صعقاً أجندل

وأوعز للهول العظيم ورعدةٍ

بإعداد هاتيك الخيول العتائق

وشك ببراق السلاح ولو مضى

لأرعد زفسٌ في الألمب وأومضا

ولكن أثينا من على عرشها انبرت

إليه تلاقي هول تلك الطوارق

وهبت إلى تلك التريكة تقتلع

عن الرأس والجوب المحدب تنتزع

وعامله الجياذ من صلد كفه

أماطت تريه شر تلك المزالق

تعست وما أغواك هل فاتك الندا

وأصممت واخترت الهلاك المؤبدا

أغادرك الحس المنبه والحيا

وأصدق نطق قاله خير ناطق

ألم تفقه الأنباء هيرا بها أتت

ومنذ يسيرٍ زفس بالنس غادرت

أشاقك أن تمضي وقد هدك البلا

وترجع موقوذ الخطوب النواعق

وتدفع زفساً للألمب ممعضا

وعن جملة القومين أغضى وأعرضا

فيحطمنا حطماً وما هو بيننا

إذا ما اقترفنا أو برئنا بفارق

فجأشك خفض واكظمن فكم بطل

من ابنك خيرٌ جندلته ظبا الأسل

وهل من سبيلٍ دافعٍ غصص الردى

عن الخلق ما امتدت حياة الخلائق

فأجلس مرغوماً وهيرا بحقة

من المجلس انسابت لموقف عزلة

ونادت أفلوناً وإيريس خارجاً

وقالت ألا سيرا بحقة بارق

وزفساً بأعلى إيذة الآن وافيا

يلقنكما الأمر الذي كان خافيا

وعادت وحلت عرشها فتسابقا

لإيذة في جهد الكدود المسابق

فما لبثا أن أدركاه بأنور

ذرى غرغروسٍ في غمامٍ معنبر

وما غيظ أن جاءاه إذ لبيا ندا

صفيته هيرا بإذعان واثق

فقال إيريس الرشيقة فاسبقي

لفوسيذ بالأنبياء مني واصدقي

وقولي له عن موقف الحرب ينثني

لشورى العلى أو يمه المتلاصق

فإن لم يرد إلا اتباع مراده

ليفك بما يوليه شر عناده

فليس بكفي ما استطال فإن لي

مزية بكرٍ بالمكانة سابق

ولكنه ما زال يطلب إسوتي

وإن قلق الأرباب طرّاً لخشيتي

فلبت وطارت في قضاء بلاغه

مصفقة مثل الرياح الصوافق

ومن طور إيذا كالعواصف هبت

وما لبثت أن ثغر إليون حلت

كما انهال غيث الثلج والبرد الذي

به الريح هبت من غيومٍ غوادق

وفوسيذ نادت يا محيط العوالم

أتيتك من زفسٍ بأنباء صارم

فيأمر أن تأبى المعامع لاحقاً

بشورى العلى أو لجك المتلاحق

فإن لم ترد إلّا اتباع مرادكا

سياتيك مقتصّاً لشر عنادكا

فإياك والعصيان إن له سمت

كظيو بطر بتلكطتمو ستبق

وأنت على هذا المساواة تزعم

وإن أكبر الأرباب طرّاً وأعظموا

فأن أنين السأم ثم أجابها

لئن ساد خلقاً فهو فظ الخلائق

أيزعم إرغامي وقد ضمنا النسب

ثلاثة إخوانٍ لنا إقرنوس أب

ريا أمنا طرّاً وثالثنا غدا

أذيس ولي الموت بين الودائق

ثلاثة أقسامٍ جميع العوالم

قسمنا افتراعاً بالقداح الرواغم

فنال أذيسٌ ظلمة الموت قسمةً

وفزت ببحرٍ مزبد اليم دافق

وزفس له الأفلاك والغيم والسما

ليهنأ قرير العين فيها معظما

فإن ذرى الأولمب والأرض بيننا

مشاعٌ فلا ألوي له حبل عاتقي

فمهما سما بأساً ومجداً وسؤددا

فلست بمرتاعٍ ولا أبسط اليدا

ليطبق على أبنائه وبناته

يدينوا ويرتاحوا ارتياح المطابق

أجابت وهل هذا المقال أقوله

له علناً أو هل لديك بديله

وللسن فضلٌ فالموارد سرمدا

حوارس بكرٍ أحرز السبق مولدا

فقال نعم بالحق فهت وخير ما

يكون رسولٌ عالمٌ بالحقائق

سأذعن كرهاً لاعج الغيظ مكمنا

لكبر إلاهٍ لم يكن فوق ما أنا

ولكن لي قولاً بقلبي أقوله

فعيه إلى يوم انبتات العلائق

على رغم فالاسٍ وهيرا رهمس

ورغمي وهيفست المليك المراس

إذا صان إليوناً وصد عداتها

سنفتق فنقاً ليس زفس برتق

وأقلع يبغي لجة البحر فاستعر

لمنآه أبناء الأخاء على الأثر

وزفس لآفلون قال ألا إذا

لهكطور طر في مثل لحظة رامق

ففوسيذ في بطن العباب قد التجا

ومن نار غيظي في حزازته نجا

وإلا لأهمت فاتكات أكفنا

بنا عرقاً يهمي به كل عارق

وكان اصطدامٌ بالعوالم يحدق

ويزعج أرباب الجحيم ويقلق

فيا نعم مسعاه له ولعزتي

فإنا كفينا فلق تلك الفلائق

وهج جوبي المزدان في حلق الذهب

فلا يبق في الإغريق إلا من ارتعب

ومل نحو هكطور فشدده يندفع

وراءهم للفلك خلف الخنادق

فإن تم هذا كله سوف أنظر

بأمرهم فيما عساي أقدر

قلبي أفلونٌ وطار كباشق

على الورق منقض بشم الشواهق

فهكطور ألفى جالساً وقد انتعش

يحاط والرشح جف وما ارتعش

رعاية زفسٍ أسكنت زفراته

فقال أفلونٌ بلهجة وامق

علام ابن فريامٍ بجهد التقاعد

أمثلك من يوهيه جهد المجاهد

أبرح فيك الغم قل فأجابه

بصوتٍ خفيف الجأش خافي المناطق

أيا خير ربٍّ جاءني الآن يسأل

فمن أنت قل هل كنت أمري تجهل

أياس وقد أقبلت أذبح قومه

بجلمودةٍ كالطود أقبل راشقي

فغيب إحساسي فضاق تنفسي

وأيقنت أني زائرٌ دار آذس

فقال أفلون اطمإن وطب وثق

فزفس إليك الآن بالبشر سائق

أنا فيبسٌ رب الحسام المذهب

فهل بعد ذا ترتاع من هول مضرب

فكم صنت إليوناً وصنتك فامتثل

وهب لإعمال الطعان الموارق

أثر جملة الفرسان بالخيل يقبلوا

على موقف الأسطول والسيف يعملوا

أمامكم أجري أمهد سبلها

وأهزم أبطال الأخاء البطارق

أفلون هاتكي العزائم مانح

وهكطور للإبلاء والحرب جانح

كمهرٍ عتِيٍّ فاض مطعمه على

مرابطه يبتتها وهو جامح

ويضرب في قلب المفاوز طافحاً

إلى حيث وجه الأرض بالسيل طافح

يروض فيه إثر ما اعتاد نفسه

ويطرب أن تبدو لديه الضحاضح

ويشمخ مختالاً بشائق حسنه

يطير وأعراف النواصي سوابح

وتجري به من نفسها خطواته

إلى حيث غصت بالحجور المسارح

كذا كان هكطورٌ بنصرة فيبس

يسوق سرى فرسانه ويكافح

كأن كلاب الصيد والصيد أقبلت

على سخلةٍ وإيل وهو سارح

وفاه يبطن الغاب جلمود صخرةٍ

وما خط في الأقدار يصميه ذابح

فأقبل في إثر الصديد غضنفرٌ

فولوا ولم تعن النوس الطوامح

كذا كانت الإغريق خلف عداتها

بسمرٍ وبيضٍ باتراتٍ تكاشح

فلما بدا هكطور في حومة الوغى

بهم قلقت رعباً تجيش الجوانح

فهب ثواس الفضل من زانه النهى

ونطقٌ فصيحٌ بالحصافة راجح

ثواس الذي ما بالإتولة عده

إذا هو بالبتار أو هو رامح

وما فاقه بن السراة بلاغةً

سوى النزر إن فاضت تسيل القرائح

فصاح أجل رباه لاح لناظري

عجابٌ فذاك هكطور ذو البأس لائح

حسبنا أياس اجتاحه بصفاته

فها هو وافى تتقيه الجوائح

فثم إلاهٌ صانه لتروعنا

به مثلما قبلاً عرتنا المذابح

فهاكم سداد القول فاأتمروا له

لنمض إلى الفلك الجموع الجوامح

ونحن أولي العزم الصحيح نصده

عسى في عوالينا له اليوم كابح

فمهما عتا واشتد ظني يرعوي

وتثنيه عن خرق الجيوش الجوارح

أصاخوا ولبوا واستجاش أولو العزم

يعبون أبطال المقاتلة البهم

بصدي العدى آلوا وأعراض قومهم

مضت تتورى فوق فلكهم السحم

وأبناء طروادٍ تكثف جيشهم

رصيصاً هكطورٌ يحث خطى العظم

ومن دونه فيبوس وسط غمامةٍ

يعد مغازى ذلك الفيلق الدهم

وفي يده الجوب المروع الذي بدت

حرابيه من تحت هدابه الضخم

هي الجنة الكبر لزفس أعدها

هفست لأرعاب الخليفة والنقم

تكاثفت الإغريق يلتف جيشهم

وفي ملتقى الجيشين عجٌّ إلى النجم

طعانٌ مضت عن كل ساعدٍ أيهمٍ

ووبلُ سهامٍ عن بطون الكلى يهمي

فمن نافذٍ في صدر كل مدججٍ

من المرد فهاقٍ سريته تصمي

ومن ناشبٍ في الترب قبل بلوغهم

وإن طار غرثاناً على العظم واللحم

تساوت مرامي الطعن والفتك ما استوت

بغير حراكٍ جنة النوب الدهم

ولما على الإغريق فيبوس هاجها

وصاح بهم صوتاً يهد قوى الجسم

تخلعت الأحشاء في مهجاتهم

وولوا يزيد الرعب وهما على وهم

كأنهم الأبقار والضأن أجفلت

يفاجئها ليثان في الدجن القتم

فتذهب أشتاتاً وفي كل مهمهٍ

تضل ولا راعٍ يدافع أو يحمي

فهكطور إستيخيسا كر قاتلاً

زعيم البيوتيين مدرعي اللأم

وثنى بأركيسيل عد منستس

وإيناس وافهم مدون الفتى يرمي

مدون بن ويلوسٍ لغير حليلةٍ

بفيلافةٍ قد كان في غربة السأم

بها ظل في منقاه راح قاتلاً

أخا إريفيسٍ زوج ويلوس ذي الحكم

وثنى بياسوس بن إسفيل بوقلٍ

زعيمٍ الأثينيين والبطل الشهم

وفوليدماس اجتاح ميكست صادراً

بصدر السرى يرمي وقلب العدى يدمي

وفوليتُ إخيوساً وكر أغينرٌ

فجندل أقلويس الشيم الشم

وذيوخسٌ ولى ففاريس زجه

بمزراقه في الكتف ينفذ في العظم

وأقبلت الطرواد للسلب مغنماً

وهزمت الإغريق في ذلك الهزم

فولوا فلولاً للحفير فسدهم

إلى السور والأعداء لا هون بالغنم

فصاح بهم هكطور صيحة حانقٍ

إلى الفلك فالأسلاب من رامها خصمي

ومن غادر الأسطول أوليته الردى

وأهليه والإخوان غادرت باليتم

فلا يضرمون النار من تحت جسمه

وللكلب يبقى مطعماً شائق الطعم

وساط جياد الخيل فاندفعت به

ليستنهض الهمات في العسكر الجم

وفي إثره كرت عجالهم على

هديدٍ نما للجو عزمهم ينمي

أمامهم فيبوس في خفة الطرف

يهدم حافات الحفير بلا عنف

برجليه هاتيك التلال تستاقطت

إلى جوفه حتى استوى الجوف بالجرف

سبيلٌ لهم إن يقذف السهم نابلٌ

فما اجتازه ذيالك السهم بالقذف

عليه مضى يجري صفوفاً خميسهم

وبالجوب فيبوسٌ أمامهم يكفي

فقوض ذاك السور لا متكلِّفاً

كطفل بجرف البحر يلهو بلا إلف

بنى لاعباً بالرمل تلّاً وسامه

برجليه أو كفيه خسفاً على خسف

كذا يا أفلونٌ نقضت معاقلاً

بتشييدها كان العنا فائق الوصف

وسقت بني أرغوس للفلك حيثما

دنوافاً ستجاشوا ثم صفا إلى صف

وصاحوا يمدون الأكف تضرعاً

إلى زمر الأرباب للرفق واللطف

ونسطور قوام الأخاءة رافعاً

ذراعيه للزرقاء صاح على لهف

لئن كانت الإغريق قبل توسلت

إليك أيا زفسٌ بعودٍ لدى الزحف

وسوق سمان الضأن والثور أحرقت

وأومأت بالإيجاب إيماءك العرفي

فلا تنس يا مولى الألمب وصنهم

من الحتف واصرف عنهم فادح الصرف

فأسمع زفسٌ صوت نسطور ضارعاً

وأسمع رعداً في الفضا داوي القصف

وأما بنو الطرواد فاشتد عزمهم

وكروا بجيشٍ ثائر الجأش ملتف

وجازوا على الخيل الحصار بنعرةٍ

لفلك العدى فاصطكت الكف بالكف

كأنهم الأمواج والنوء ساقها

فتعلو صفاح الفلك تعبث بالسجف

فمن حاذفٍ فوق العجال بعاملٍ

تذلق حداه وأنفذ بالحذف

ومن قاذفٍ بالفلك في أسلٍ ثوت

هناك لحرب البحر تندر بالحتف

ظل فطرقل أورفيل يجاري

بينما النقع ثائرٌ بالحصار

برفيق الحديث يلهيه حيناً

ويداويه كلومه ويداري

إنما عند ما رأى الطروادا

عبروا السور بالعجال طرادا

وجيوش الإغريق ولت شتاتاً

بصياحٍ وذلةٍ وانكسار

صاح بالويل لاطماً فخذيه

بدموع تنهال من عينيه

أورفيلٌ لا بد لي انثنى عن

ك وإن كنت لي بفرطا اضطرار

بك فليعن من صحابك غيري

وأنا ذاهبٌ بحقه سيري

جل وقع البلا فعل أخيلاً

إن أهجه بهج لدفع الشنار

رب رب أنالني منه سمعا

فكلام الصديق يحسن وقعا

ثم جد المسير يبغيه والإغ

ريق ظلت بفلكها بانحصار

فخميس العدى وإن قل عدا

ما استطاعوا إليه دفعاً وصدا

وهو لم يلق للسفين وللخي

م سبيلاً بكشفةٍ وانتصار

بل تساوت بهم مرامي الكفاح

كاستواء الخطوط في الألواح

سطرتها كفٌّ أنارت أثينا

بذكاءٍ لو شر فلك البحار

هكذا حول ذلك الأسطو

ل قد تسوى اشتداد تلك القيول

وترامى هكطور قرب غرابٍ

وأياسٌ رمي الأسود الضواري

لا أياسٌ يطيق دفع كمي

كر يسطو بعون ربٍّ قوي

لا وهكطور لم يكن للخلايا

من سبيل يلقى لدس النار

وفليطور هم في مقباس

فتلقى في الصدر رمح أياسٍ

خر تحت الصليل والنار قرت

من يديه والنقع في الترب جاري

فتلظى هكطور لما رآه

ودعا كالرعيد يدوي نداه

آل طرواد يا بني ليقيايا

دردنيين دافعي الأخطار

إيه ضاق المجال كروا جميعا

فابن فليطيوس خر صريعا

بادروا لا تجر دانه الأعادي

واحملوا فاليوم يوم البدار

ورمى طاعناً أياس فخابا

إنما الرمح لقرفون أصابا

لأياسٍ قد كان خير رفيقٍ

ونزيل له برحب الدار

من قثيرا مهاجراً جاء قبلا

مذ لقيلٍ بها تعمد قتلا

لم يزل في ولاء آياس حتى

صرعته نوافذ الأقدار

خر مسلنقياً أمام الغراب

يتلوى تمرغاً في التراب

وظباة القناة هامته شج

جت وآياس صاح في طفقار

أي قرمٍ أخي أجل أي قرم

جاء هكطور بيننا الآن يصمي

إبن نسطور من أقام لدينا

مثل آل القربى عيزيز المنار

أين قوسٌ فيبوس قبل حباكا

أين تلك النبال تنمي الهلاكا

هم طفقير بالحنية والجع

بة يهمي السهام كالأمطار

ورمى ينفذ القضا المقدورا

بقليطوس بن فيسينورا

كان بين الجيوش ساق مغبراً

جرد فوليدماسٍ المغوار

حثها حيث ثار يعلو العجاج

وجيوش الطرواد هاجوا وماجوا

طامعاً منهم ومن لدن هكطو

ر بكسب الثنا ونيل الفخار

خرق السهم جيده يرديه

ورمته المنون رغم ذويه

خر للأرض والجياد أغارت

جامحاتٍ بين العجال الجواري

جد يجري فوليدماس سريعا

ولأستينووس ألقى الصروعا

قال لا تنأ يا ابن إفروطيا عن

ني فإني ماضٍ أثير أواري

ثم ألقى طفقير في القوس نبلا

يبتغي فيه نفس هكطور قتلا

لو رماه وأنفذ السهم فيه

لانتهت حربهم بذاك النهار

إنما زفس وهو بالغيب أدرى

لم يشأ أن ينال طفقير نصرا

كان طي الخفاء هكطور يرعى

فوقاه شر المنون الطواري

هم طفقير رامياً فتبتت

وتر القوس وهي للأرض فرت

ومضى السهم طائشاً فتلظى

مستشيطاً وصاح بالإدبار

ثم ربٌّ أياس يأبى الفلاحا

تلك قوسٌ أوترتها ذا الصباحا

كم بها رمت خرق صدر عدوٍّ

وأراها مفتلَّة الأوتار

قال دعها فإنَّ ربّاً حسودا

نبلها افتلَّ راغباً أن تبيدا

خلها واحتمل مجنّاً ورمحاً

ثم كرَّنَّ بالقنا الخطار

ناد في القوم يثبتو في الجياد

ويذودوا لكبح جيش الأعاد

لا ينيلوهم السفائن إلا

بعد قرع القنا وفتك الشفار

كر طفقير للخيام فألقى

قوسه والسلاح فوراً تنقى

خوذةً أرسلت لها عذباتٌ

سابحاتٌ بفرعها الطيار

ومجنّاً ألقى على عاتقيه

وجلود الأبقار دارت عليه

وقناةً شحيذة الحد وانق

ض يجاري أياس في المضمار

فرآه هكطور ألقى النبالا

فعلا صوته الجهور وقالا

آل طرواد يا بني ليقيايا

دردنيين دافعي الأخطار

حول هاتي السفائن الحدباء

لا تكلوا في اليوم يوم البلاء

هاكم النابل النبيل وزفسٌ

كاده أحدقت به أبصاري

لم يكن في الأنام أمراً عسيرا

أن يقول من زفس والي نصيرا

ففريقٌ لذروة المجد يرقى

وفيرقٌ يشقى بذل البواري

صاننا اليوم والعدى سام قهرا

كثفوا للعمارة الجيش كرا

وليموتن بالجهاد سعيداً

بطل الذود عن عزيز الذمار

فإذا أقلع الأغراس ذلا

في سفينٍ بها يؤمون أهلا

ظل في الأمن زوجه وبنوه

وبنوهم في سالمات الديار

فاستجاشت بهم جميع النفوس

وأياسٌ نادى بوجهٍ عبوس

أي عار قد أصبح اليوم فينا

محدقاً يا أراغساً أي عار

لا مناصٌ لنا فإما المنايا

لا وإما بالذود صون الخلايا

أفإن نالهن هكطور خلتم

عودةً للدار فوق القفار

أفما جاءكم دوي نداه

وبحرق السفين يغري سراه

ليس للرقص قام يدعوهم بل

لاشتباك القناة بالتبار

ما لنا غير أن نكر سريعا

نرد الحتف أو نعيش جميعا

ذاك خيرٌ من حربٍ سجالٍ

أجهدتنا بدار إيه بدار

فالعدى دوننا بقرع البؤوس

فاستجاشوا لدفع تلك البؤوس

وتلاقوا وصون هكطور يدوي

وأياسٍ كالضيغم الزءار

فرمى ذاك إسخذيوس مولى

فوقيا والحمام في الحال أولى

ورمى ذا لووذماس بن أنطي

نور رأس المشاة زاهي الشعار

والسري الفتى أطوس القليني

فولداماس ساقه للمنون

قيل إيفيةٍ وإلف محبيسٍ

فمجيس انثنى لأخذ الثار

ورماه لكنما الطروادي

صد والرمح غل بين الأعادي

قد وقاه فيبوس لكن مضى الرم

ح إلى صدرٍ فارسٍ جبار

ذاك إقرسمسٌ فخر قتيلا

ومجيس احتاز السلاح الصقيلا

فدهاه والبأس ذو لفس لمفس

من بني لومذونٍ القهار

زجه طاعناً بجوبٍ كبير

صد عن درعه بصلد القتير

لأمةٌ تلك قبل صانت أباه

فيليوساً في سالف الأعصار

تحفةٌ من أفيت كانت سنيه

نالها فيليوس منه هديه

حين وافى إفيرةً حيث يجري

سيلييس المغبوط في الأنهار

ومجيس انثنى وزج فمزق

قونس المغفر الذي يتألق

دفع الرمح للثرى عذباتٍ

قد كساها البر فير ثوب احمرار

وذلفسٌ مازال بالفوز يطمع

ومنيلا لرفد ميجيس يهرع

ما رآه ذلفس حين أتاه

وهو عادٍ عن عينه متواري

أنفذ الرمح فيه ظهراً لصدر

فعلى الأرض خر والنقع يجري

والمليكان ثم ينتزعان ال

عدد الشائقات للأنظار

صاح هكطور في بني لومذونا

سيما ميلنيف هيقيطوونا

فارسٌ من فرقوط قبل الوغى قد

كان يرعى بها سوام الصوار

ثم لما الأسطول حل البلادا

فلإليون ثائر الجأش عادا

ولفريام كان ضيفاً كريماً

وده ود ولده الأظهار

قال يرميه بالملام العنيف

أثوى الجبن في حشا ميلنيف

أفما مقتل ابن عمك يوري

في حشاك للهيف ذاكي الشرار

أفما خلتهم تراموا عليه

لانتزاع السلاح من عانقيه

فاتبعني لم يبق في الحرب بدٌّ

من وقوع الغرار فوق الغرار

نتبارى ليهلكوا خاسئينا

أو يدكوا بموتنا إليونا

خف يجري وخلفه ميلنيفٌ

كإلاهٍ يجري على الآثار

صاح آياس في جيوش الأخا

صحب صبراً تدرعوا بالحياء

وليقم بعضكم بحزمة بعضٍ

وتوالوا في فادح الأدعار

متقي العار ذو الحياء يقينا

ظل أدنى إلى النجاة أمينا

إنما لأفخار يبقى ولا أم

ن لنكسٍ يوم الوغى فرار

فبهم ثارت الحمية طرا

بفؤادٍ للذود يلهب جمرا

وأقاموا حول السفائن بالفو

لاذ حصناً مؤلق الأنوار

إنما زفس دافع الطرواد

ومنيلاس أنطلوخ ينادي

أبغض الشباب والجري والبأ

س يجاريك بيننا من مجاري

أفما رمت في الطرواد قرما

بظباة القناة يرمي فيصمي

هاجه وانثنى فبرز كرا

أنطلوخٌ كالضيغم الهصار

مشرئباً جرى وقد زج زجا

وخميس العداة قد عج عجا

فالتووا والقناة قد أنشبت في

ميلنيف المنقض كالتيار

خرقت ثديه فخر قتيلا

وعليه السلاح صل صليلا

وابن نسطورهم ينتزع الش

شكة لا ينثني لوقع الحرار

كالسلوقي ظبيةً رام غنما

وهي عند الكناس بالسهم ترمي

فرآه هكطور فانقض يجري

لا يبالي بالعسكر الجرار

فلمرآه أنطلوخ ارتاعا

ثم من سحاة القتال انصاعا

لم يقف لانقضاء كرته بل

فر من وجهه حثيث الفرار

مثل وحشٍ سطا بقلب المراعي

يقتل الكلب أو يبيد الراعي

ثم ينصاع قبل أن تقبل النا

س عليه بفزعه وانتهار

فتقفوا آثاره بالصديد

وبوبلٍ من النبال شديد

وهو لا ينثني وما زال حتى

قر في صحبه أمين القرار

زفس هذي أقداره المنويه

نافذاتٌ أحكامها مرعيه

فترامى الطرواد للفتك مثل ال

أسد تنقض في طلاب الرميه

نالهم نصره وذل عاهم

فرماهم بعاديات الرزيه

لابن فريام أحرز المجد حتى

يضرم النار في السفين الرسيه

كل هذا استجابه لدعاءٍ

أنفذته ثيتيس أسُّ البليه

فقضى زفس بالنوائب حتى

يبصر النار ألهبت بخليه

فيزيح الطرواد عنها ويولي

قوم أرغوس نصرةً علويه

فبهذا قضى وهكطور أغرى

للأساطيل وارياً بالحميه

كر يحكي آريس ذا الرمح أونا

راً بغابس شبت بشمٍّ عليه

فمه مزبدٌ وعيناه نارٌ

ثارتا من أجفانه الوحشيه

وحوالي صدغيه هاجت هياجاً

خوذة بالبريق أجت بهيه

من عباب الرقيع زفس وقاه

ورعاه من دونه كل البريه

إنما يومه دنا وأثينا

بابن فيلا أدنت إليه المنيه

كر حيث الصفوف رصت كثافاً

وتلالت مناصل السمهرية

وبغى خرقهم فصد له جندٌ

كالبناء المرصوص صفت سويه

لبثوا لا يروعهم منه كرٌّ

لا ولا همةٌ وكفٌّ قويه

كصافةٍ بالثغر ليست تبالي

برياحٍ وموجةس مائيه

لاهباً هب ناحياً كل نحوٍ

بسراهم كجمرةٍ محميه

ودهاهم كمادها الموج في اليم

م غراباً بهبةٍ نويه

بشراعاٍ بالريح منتفخاتٍ

وصفاحٍ بغثيه مغشيه

فتلوح المنون منبعثاتٍ

دانياتٍ لأعين النويه

هكذا كانت الأغارق تنتا

ب حشاها شجيةٌ وشجيه

ثار فيهم كالليث بين صوارٍ

راتعٍ في جدود هورٍ عذيه

لا تطيق الرعاة ذوداً فيجري

بينه وهي رعدةً ضاويه

يقنص الليث منه ثوراً وباقي

هِ فلولاً يفر في البريه

هكذا فرت الأراغس منه

بل ومن زفس ذي القضايا الخفيه

فل هكطور منهم فارساً فذ

ذاً فولوا بأضلع محنيه

فيرفيت الذي أتى من مكينا

وابن قفريس الذميم الطويه

لهرقلٍ من لدن أفرستس المل

ك مضى بالرسائل الوديه

لم يكن فيرفيت مثل أبيه

بل حيمد الخلال ذو المعيه

فاق بين الأقارن عدواً وبأساً

ثم حلته حكمةٌ ورويه

فلهذا قد نال هكطور في مق

تله المجد في السرى الدردنيه

هم في جنةٍ إلى قدميه

قد تثنت أهدابها المثنيه

حصنه في الكفاح كانت وصدت

عنه تحت القارع كل أذيه

ملفتاً كان فالتوى بخطاه

عاثراً في أطرافها الملويه

خر مستلقياً فصلت عليه

خوذةٌ كلته فولاذيه

خف هكطور منفذاً رمحه في

صدره بين جندكل السريه

فتلظوا أسىً ولكنه لم

يبق فيهم لرفده من بقيه

لجأوا في صفاح أول صفٍّ

من خلايا العمارة الأرغسيه

والدى في الأعقاب تضرب حتى

حصروهم حول الخيام الخليه

وقفوا ثم عصبةً أوقفتهم

خشية العار والمنايا الدنيه

وتوالوا بعضٌ يحرض بعضاً

بعجيجٍ للجو أعلى دويه

وملاذ الكماة نسطور يستح

لف كلّاً بالأهل والعصبيه

صحب لا تشغلوا بكم ألسن الخل

ق وذودوا ذود الرال الأبيه

واذكروا الولد والنساء وملكاً

لكم في تلك الديار القصيه

واذكروا وأهلكم أماتوا وبادوا

أم هم في قيد الحياة الرضيه

لا تزيدوا الشكوى بحق عيال

لبثت خلفكم تبث الشكيه

فاستجاشت نفوسهم وأثينا

قشعت عنهم الغيوم المليه

سحب صبها ركاماً عليهم

رب هولٍ دجنةً ليليه

بددتها ففاض في السهل والأس

طول نوراً أشعةٍ شمسيه

فلهم لاح ثائر الجأش هكطو

ر بجندٍ تكر طرواديه

ولهم لاح من توانى عن الحر

ب ومن خاضها بصادق نيه

وأياسٌ بعزة النفس يأبى

عزلةً في المواقف العسكريه

غادر الجند ثم حث خطاه

في سطوح السفائن الصدريه

رمحه طوله اثنتان وعشرو

ن ذراعاً للكرة البحريه

نافذ النصل محكم الوصل زاهٍ

بحرابيه الحسان الزهيه

كر يعدو كفارسٍ كر يعلو

أربعاً من عتاق جرد سويه

ضمها ثم حثها في طريق ال

خلق في السهل حثة سلهبيه

وضواحي البلاد غصت رجالاً

ونساءً تجل تلك المزيه

وهو في جريها بغير عناءٍ

واثبٌ من مطيةٍ لمطيه

هكذا طار بالسفين أياسٌ

داوي الصوت للذرى الجويه

يستثير النفوس للفتك ذودا

عن أساطيلهم بنفسٍ جريه

وابن فريام رامحٌ مثل نسرٍ

شق أسراب طير برٍّ شقيه

يدهم الرهو والغرانيق والبط

ط بأكناف جدة نهريه

هكذا عن سراه برز هكطو

ر يؤم السفائن الدانويه

زفس أغراه دافعاً مستثيرا

خلفه سائر الجنود الكنفيه

فتلاقوا كأنهم ما تلاقوا

قبل ما بين عاملٍ وحنيه

لو رأيت النفوس كيف تلظت

قلت ذي كرةٌ لهم أوليه

والأماني هجن مختلفاتٍ

ففريقٌ يرى المنون جليه

وفريقٌ يرى الأعادي اضمحلت

والخلايا براسخ الأمنيه

وابن فريام كالشهاب انبرى يق

بض أطراف مركبٍ مرخيه

مركبٌ فيه جاء أفرطسيلا

س بلا عودةٍ عليه هنيه

حوله استحكم التلاحم لا تر

ويهم الشهب والحنايا الرويه

بل تراموا بمديةٍ وسنانٍ

رق حده والسيوف الوضيه

كم حسامٍ أهوى بكف كميٍّ

أو بكتف الفوارس المرميه

والثرى اسود وابن فريام قد قا

م على الفلك صائحاً بالبقيه

دونكم ناركم وكروا كثافاً

إنما اليوم زفس يرعى الرعيه

إنما اليوم يوم قشع الرزايا

واحتلال السفائن المحميه

أو سعتنا مذ أوفدوها خطوباً

رغم آل الميامن العليه

حال بيني وبينها بجنودي

جبن هيابة الشيوخ الغبيه

إن يكن زفس قبل أعمى حجانا

فله اليوم بالهجوم مشيه

فاستشاطوا وأقبلوا وأياسٌ

حوله الرمي كالغيوث الحبيه

سئم العيش لا يطيق ثبوتاً

فالتوى نحو مجلس البحريه

مقعدٌ فاس سبع أقدام طولٍ

وعليه ملّاحة الجنديه

ظل مستطلعاً يصد برمحٍ

من ترامى منهم بنارٍ ذكيه

داوياً صوته ألا صحب كروا

يا بني دانووسٍ الآريه

حصنكم بأسكم وليس سواه

خلفكم نجدةٌ بجندٍ عتيه

لا ولا بلدةٌ نلوذ إليها

وبها نبتغي عصاباً وليه

قد نأينا عن الديار وأضحى

دوننا البحر والأعادي العديه

فالأمان الأمان بين أكفٍ

فاتكاتٍ لا في الأكف البطيه

ثم هز القنا وهكطور يغري

صحبه بالمقابس الناريه

ما تصدى بها فتىً منهم ح

تى تخلى بمهجةٍ مفريه

فأياسٌ برمحه أهبط اثني

عشر قرماً للظلمة الأبديه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان البستاني

avatar

سليمان البستاني حساب موثق

لبنان

poet-Suleyman-al-Boustani@

139

قصيدة

86

متابعين

سليمان بن خطار بن سلوم البستاني. كاتب وزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت. وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى ...

المزيد عن سليمان البستاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة