الديوان » لبنان » سليمان البستاني » فقال له نسطور يا سيد الورى

عدد الابيات : 34

طباعة

فَقالَ لَهُ نَسطُورُ يا سَيِّدَ الوَرَى

أَجَل جُدتَ فيما لا يُهانُ ويُستَقَل

فَهيِّ بِنا نَدعُ الدُّعاةَ لِيَذهَبُوا

لِخَيمَةِ آخِيلِ بنش فِيلا بِلاَ مَهَل

أَنا أَتنَقَّاهُم فَفِينِكسُ قائِدٌ

لَهُم مَعَهُ يَمضي أياسُ الفَتى البَطَل

كَذا المُجتَبَى أُوذِس وفَيجَانِ هُذيُسٌ

وأَورِيبَطٌ ولنَغسِلَنَّ على عَجَل

وبالصَّمتِ فاأمُر نَستَغِث زَفسَ عَلَّهُ

يَرقُّ فَضَجَّ الجَمعُ وَأستَصوَبَ العَمل

فَصَبَّ على الأَيدِي الفُيُوجُ قَراحَهُم

وفِتيَانُهُم بالخَمرِ في أَكؤُسٍ تُقَل

يَمُزُّونَ مِنها طافِحَاتٍ وبضعدَ ذا

يُدِيرُونَها دَوراً بِكُلِّهِمِ اتَّصَل

ولَمَّا أَراقُوها عَلى الأَرضِ قُربَةً

وفَوقَ مَرامِ النَّفسِ رَشفُهُمُ اكتَمَل

عَدا رُسلُهُم مِن خَيمَةش المَلكِ عاجِلاً

فَقَلَّبَ نَسطُورٌ بِهِم مُحدِقَ المُقَل

وحَثَّهُمُ فَرداً فَفَرداً وسِيمَّا

أُذِيسَ لِيَستَرضُوا أَخِيلَ الذي اعتَزَل

فَسارَ رَسُولا القَومِ فِيمَن تَلاهُما

عَلى جِدِّ بَحرٍ عَجُّ أَموَاجِهِ اقتَتَل

مُحِيطَ البَرايا يَستَغِيثانِ عَلَّهُ

يُبَدِّدُ حِقداً بِابنش آياكَ قد نَزَل

ولَمَّا إِلى خَيمِ المَرامِدِ بُلِغا

إِذا بأَخِيلٍ يُطرَبُ النَّفسَ عَن مَلَل

بِقيثارَةٍ غَنَّاءَ قد شَاقَ صُنعُها

يُنَغِّمُ في ذِكرِ الجَبابِرَةِ الأُوَل

بِقوسِ لُجَينٍ طُوِّقَت وأُنِيلَها

مِنَ الكَسبِ مُذ في دَكِّ إِيت

يُقَابِلُهُ فَطرُقلُ بِالصَّمتِ رَيثَما

مَلِيًّا تَطِيبُ النَّفسُ مِن ذلِكَ الزَّجَل

إِذا بأُذِيسٍ يَرئِسُ الوَفدُ دَاخِلٌ

فَفَي دَهَشٍ مِن فَوقِ مَجلِسِهِ انتَقَل

وفي يَدِهِ القِيثارَةُ انسابَ ناهِضاً

كَذلكَ فَطرُقلٌ عَلى القَدَمِ امتَثَل

فَصَافَحَهُم قال السَّلامُ ومَرحَباً

فَلا شَكَّ وافَيتُم لأَمرٍ لَكُم جَلَل

ومَهما يَكُن مِن نَفرَثي فَلأَنتُمُ

لآخِيلَ أَدنى مَن يُوَدُّ ومَن يَجَل

وأَجلسَهُم مِن فَوقِ فُرشٍ تَدَبَّجَت

بِبُسطٍ من البِرفيرِ نَادِرَةِ المَثَل

وقالَ لِفَطرُقلٍ عَلَيكَ إِذَا لنا

بِأَكبَردَنٍ وَلتَفِض قِسمَةُ الجُعَل

بِكَأسٍ لِكُلٍّ من قَرَاحٍ مَلِيَّةٍ

فمِن تَحتِ سَقفِي خَيرُ رَهطٍ وَدِدتُ حَل

فَبادَرَ فَطرُقلٌ وآخيلُ عامدٌ

إِلى وَضَمٍ قُربَ اللَّهِيبِ الَّذي اشتَعَل

ومَدَّ عَلَيهِ صُلبَ كَبشٍ وسَخلَةٍ

كَذا صُلبَ خِرنَوصٍ سَمِينٍ لَهُم قَتَل

وأَفطُومِذُونٌ مُمسِكٌ وَهوَ خازِلٌ

وَيَنظِمُ في تِلكً السَّفافِيدِ ما خَزَل

وفَطرُقلُ ذُو الهِمَّاتِ يُضرِمُ وَقدَهُ

إِلى أَن لَهِيبُ النَّارِ بُدِّدَ واضمَحَل

فَاَلقَى عَلى الجَمرِ السَّفافِيدَ تَحتَها

قَوائِمُ والمِلحَ الذَّكِيَّ بها جَبَل

ولَمَّا استتُمَّ النُّضجُ مَدَّ سِماطَهُ

وَثمَّ قِفَاعَ الخُبزِ فَطرُقلُ قد حَمَل

لِكُلٍّ مِنَ الأَضيافِ قَدَّمَ قَفعَةً

وآخِيلُ تَوزِيعُ اللُّحُومِ بِهِ اشتَغَل

تُجَاهَ أُذِيسٍ جالِساً لِرَفِيقِهِ

أَشارَ فَباستِرضاءِ آلِ العُلَى استَهَل

فَلِلنَّارِ أَلقَى خَيرَ لَحمٍ ضَحِيَّةً

ومُدَّت أَيَادِيهم وكُلُّهمُ أَكَل

ولما انتَهوا آياسُ أَومَأَ دَاعِياً

فِنِكسَ فأُوذِيسٌ أَحاطَ بِما سأَل

فَفي كَأسِهِ صَبَّ المُدَامَ مُرَدِّدَا

بِها نَخب آخِيلٍ ومِن ثَمَّة ارتَجَل

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان البستاني

avatar

سليمان البستاني حساب موثق

لبنان

poet-Suleyman-al-Boustani@

139

قصيدة

86

متابعين

سليمان بن خطار بن سلوم البستاني. كاتب وزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت. وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى ...

المزيد عن سليمان البستاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة