صبرتُ والصبرُ شيمةْ العاني
ولم أقل لمطيل هجراني
أَليسَ كفاني
هل كان غيري يعتزُّ بالذلّهْ
عشقته ينتمي إلى الحِلّهْ
ملالة الناسِ عنده ملَّة
لم يحصرِ الشعرُ وصفَهُ كلَّه
في كلِّ يومٍ أراه في شان
أماتني هجره وأحياني
بأَشنبٍ سقاني
شهادتي أن أموتَ عليهْ
لمَّا جَنى الوردَ ملءَ كفَّيهْ
تشَوَّفَتْ وردتانِ إليهْ
فحلَّتا في رياضِ خَدَّيهْ
وأَسْكَرَتْهُ مُدامُ أجفاني
فمرَّ بي صاحياً كنشوانِ
في ربربِ غِزلانِ
هذا زمانُ الربيع يا يحيى
فأسقِني من يمينك العليا
مدامةً ملّكتنيَ الدنيا
أَما ترى الأرضَ أُلبِسَتْ وشيا
والزهرُ في فضةٍ وعِقْيانِ
والماءُ يحكي انسيابَ ثُعبانِ
في مِذْنبِ بستانٍ
يا كوكباً لاحَ من بني القاسمْ
أهلاً وسهلاً بسعدكَ الدائمْ
أما الأيادي فما أنا قائمْ
بشكرها ناثراً ولا ناظم
أنسيتَني معشري وأوطاني
وجدتَ مَحلي بكلِّ هتَّانِ
مُنسكباً أرواني
بمثل ما دانت المها دِنْها
أنهى رسولُ الفتاةِ ما أنهى
وقد بلغتَ حفيظةً منها
فأصبحَ الشوقُ مُنْشِداً عنها
لا بُدْ نَحْضَرْ من حيث يراني
لعلّه بالسَّلامْ يَبْداني
حبيبٍ يكفاني