الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » جنابك للعلا حصن حصين

عدد الابيات : 40

طباعة

جنابُكَ للعُلا حِصْنٌ حصينُ

وذكرُكَ للمنى دنياً ودين

وأدْنى غايَتَيْكَ لها أَمانٌ

وكلتا راحَتَيْكَ بها يمين

أهابَ بكَ الزمانُ إمامَ عدلٍ

فَلَبَّتْهُ بكَ الحربُ الزبون

حُساماً ما انتضاهُ الدّهْرُ إلا

ليعلمَ مَنْ يَفِي مِمَّنْ يخون

صقيلَ المتنِ رَوْنَقُهُ الأماني

وماضي الحدِّ جَوْهرُه المنون

وَمَضْرِبُهُ جُهَيْنةُ كُلِّ مَجْدٍ

وسَلْهُ فعندهُ الخبرُ اليقين

إذا حَدّثْتَ في الهيجاءِ عنه

فإنَّ حديثَهُ فيها شُجون

إذا اعتمدَ النَّدى غَصّتْ جِفانٌ

وإنْ شَهِدَ الوغى صَفِرَتْ جفون

إلى مَلِكِ الملوكِ هفا بلبّي

وقد سئمتْ نواظرَها العيون

هوىً لو غيرُ ذِكْراه حَبَتْهُ

لكنتُ أقولُ سُكْرٌ أوْ جنون

إلى مَلِكٍ تَعوَّدَ بَسْطَ كَفٍّ

بخالقها تُعين وتَسْتَعين

شديدُ البأسِ في صَوْنِ المعالي

تكادُ تُذيله ممَّا يلين

أَبيٌّ حينَ يغشاها جسورٌ

قويٌّ حينَ يَرْعاها أمين

سطا أسداً وأشرقَ بدرَ تمٍّ

ودارتْ بالحتوفِ رحىً طحون

وأَحْدَقَتِ الرِّماحُ به فَأَعيْا

عليَّ أُهالةٌ حِيَ أمْ عرين

أطلَّ على سريرةِ كلِّ غيبٍ

بفكرٍ لا تُخَالِجُهُ الظنون

فما للماءِ في أرضٍ ركودٌ

ولا للنارِ في حَجَرٍ كمون

تَشَوَّفَتِ الملوكُ هوىً وَذُعْراً

إلى مَلِكٍ يُدان ولا يَدين

إلى مُتَهَلّلِ القَسِمَاتِ طَلْقٍ

كأنَّ سَنَا الصبَّاحِ له جبين

جوادٌ بالديارِ وما حَوَتْهُ

ولو أنَّ الزمانَ بها ضنين

تَعِزُّ به الركائبُ والقوافي

إذا كانتْ بأقوامٍ تهون

أبا حَسضنٍ ومولى كلِّ حُسْنٍ

دعاءً لا يَميلُ ولا يَمين

قد اهتزَّتْ بأنْعُمِكَ الليالي

كما تهتزُّ بالثَّمَرِ الغصون

أدَرْتَ على البسيطةِ كأسَ طيبٍ

تَعَاطَتْهُ السُّهولةُ والحزون

فكلُّ قرارةٍ مِسْكٌ فتيقُ

وكلُّ مُنيفةٍ عِلْقٌ ثَمين

طليعةُ جيشك الظَّفَرُ المواتي

وظلُّ لوائكَ الفتحُ المبين

عُقابٌ كلَّما أمْسَتْ بأَرضٍ

فليسَ سوى الصدورِ لها وكون

رفعتَ على التُّخومِ مَنَارَ عَدْلٍ

أنارَ وهذه الأيامُ جون

إذا وَعَدَ الزمانُ سرورَ شيءٍ

فمنكَ عليه نَذْرٌ أو يمين

أَحِنُّ إليكَ واسألْ بي وسلني

وغايةُ كلِّ مَنْ نَزَعَ الحنين

ودونكَ كلُّ مَوْمَاةٍ فَيَاحٍ

كأنَّ نهارها قَلْبٌ حزين

وَنَتْ فيها الرِّياحُ الهوجُ حتَّى

كأنَّ ظهورَها العُليا بُطُون

إذا سرَّحْتَ طَرفَكَ قلتَ بحرٌ

يذلُّ الطَّرفُ فيه ويستكين

وقد لمعَ السرابُ فقلتَ ماءٌ

وجالَ الضبُّ فيه فقلتَ نون

كأنَّ هِضَابِها والآلُ يَنْزُو

بها مَوْجٌ تَرَاقصَ أوْسَفِين

وأُخْرَى مِثْلُها إلا غَوَاشٍ

كأنَّ قعيدَها مَيْتٌ دفين

كأنَّ عمادَها كُثْبَانُ رَمْلٍ

إليكَ وقد تكونُ لها شئون

وليَّ العهدِ لي بهواكَ عَهْدٌ

كأنَّ مدائحي منه يمين

سددتَ مَفَاقري وَأشَدْتَ باسْمي

فذلَّ الصَّعْبُ وَانقادَ الحرون

وَخُيّلَ لِيْ الغِنَى فنطقتُ عَنْهُ

لِعِلْمي أنَّهُ مما يكون

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التطيلي الأعمى

avatar

التطيلي الأعمى حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Al-Tutili@

111

قصيدة

117

متابعين

أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون ...

المزيد عن التطيلي الأعمى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة