الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » لبيك عن سري وعن إعلاني

عدد الابيات : 45

طباعة

لَبَّيْكَ عنْ سِرِّيَ وَعَنْ إعلاني

ما شئتَ منْ بَوْحٍ ومن كتمانِ

شَوْقٌ إليكَ أطَعْتُهُ وأطاعني

لولا النُّهَى لَعَصَيْتُهُ وَعَصاني

وهوىً رفعتُ به لوائي في الهوى

فاليومَ يا عزِّي ويا سلطاني

حيث المكارمُ تحتَ أظلالِ العُلا

والحُسْنُ في بَحْبُوحةِ الإحسان

والخيلُ لاحقةُ البطونِ كأنها

فَضَلاتُ ما جرَّتْ من الأرسان

في غمرة ملء الفضاء حبالها

قِصَدُ القَنَا وجماجمُ الفرسان

يَخْرُجْنَ من خَلَلِ الغبار كأنها

شررٌ تطايرَ من خلالِ دُخان

والموت ممنوع الحريمِ مُبَاحُهُ

قد حانَ بين البِيضِ والأجفان

وأهابَ بالأرواحِ في أجسْادِها

فأتَتْه بين الذلِّ والإذعان

والدهرُ قد هدَّ القلوبَ فأصبحتْ

مشغولةً حتى عن الخَفَقان

قُلُباً ولكنْ إن بَدا لك مَتْحُها

فإلى الرماح ولا إلى الأْشطانِ

وإنِ القلوبُ حَنَتْ عليها فانْتَصِفْ

منها بأمثالِ القلوب حواني

وَهْيَ الوَغَى لا ما تَخَيَّلَ عاجزٌ

جَمَعَ السلاحَ وَعُدَّةَ الأقْرانِ

وإذا المنايا طار عنها فارسٌ

فالأرضُ حتى يستحيل أماني

وعلا ابن زُهْرٍ والكواكبُ دونها

في كلِّ يَوْمَيْ نائلٍ وَطِعَان

المُشْتَفِي الشّافي الحميُّ الحامي

الآمرُ الناهي البعيدُ الداني

رِدْءُ الكتيبةِ خَلْفَها وأمامَها

كالموتِ تلقاهُ بكلِّ مكان

وفتى إيادٍ شيبِها وشبابِها

في كلِّ حادثةٍ وكلِّ أوان

القادرينَ على الوفاءِ ضَمانَهُمْ

حينَ الليالي لا تَفِي بِضَمان

وَمُكَلّلينَ النارَ هاماتِ الربى

في حيثُ ما شُبَّتْ وفي الغِيْطان

قومٌ إذا عَرَضُوا لحملِ أمانةٍ

أيْقَنْتَ أنَّ الفَضْلَ للإنسان

وإذا فُلانٌ عُدَّ سَيّدَ مَعْشَرٍ

زحفوا له منهمْ بأَلْفِ فُلان

هُمْ ضَمَّنوكَ عَناءَ كلِّ سيادةٍ

واسْتنجحوكَ لِسَعْدِ كلِّ قران

واري الزنادِ بدفْعِ كلِّ مُلِمَّةٍ

مُتَصرّفٌ في صَرْفِ كلّ زمان

ركَّابُ أهوالٍ قريعُ حوادثٍ

طلاّبُ أوتارٍ رفيعُ مَبانِ

ركبَ اصطكاكَ الموج في أمثالِهِ

مِنْ حِمْلِهِ المتدافع الأركان

تسمو به حُبْلى عقيمٌ أمكنتْ

بِصُماتِ بكرٍ في هَدَاةِ عوان

من كلِّ حاملةٍ وقلْ محمولةٍ

لو لم تعُمْ عُدَّتْ من الغربان

طَوْعُ الرياحِ أو الرياحُ تُطِيعها

حكمانِ مُتَّفِقانِ مختلفان

فكلاهما فرَسا رهانٍ برّزا

سَبْقاً وإن لم يجريا لِرِهان

تحنو على سُكّانها لا عن هوىً

وتُضِيْعُ أنفُسَهُمْ لغيرِ هَوان

وكأنهم فيها نشاوى قهوةٍ

قد صُرّعوا منها بجامٍ جان

لتحطَّ مِنْ رَضوى إلى ثَهْلانِه

بأجلَّ من رَضْوى ومن ثهلان

إحدى جيادِكَ لو أزارْتها الوَغَى

متهلّلاً والموتُ ذو ألوان

ولو أنَّ ما حَملتك فيه وضعته

مما يُطَلُّ من النجيع القاني

وأتى وعيدٌ من حماك اعتادني

بَعْدَ الهدوِّ فشفَّني وشفاني

ذِكرٌ يكرُّ هواكَ وبين جوانحي

حتى أراكَ على النَّوى وتَرَاني

خطٌّ نَظَمْتَ الدينَ والدنيا به

لو لم يَعُدْني غيرُهُ لكفاني

لَتُطالِعَنَّكَ من ثَنائي أسْطُرٌ

تُزْهى بِسِحْرِ بلاغةٍ وبيان

ولأتركنَّ عداكَ نَهْبَةَ أسْهُمٍ

مما بَرَى قلبي وراش لساني

شكراً لأنْعُمِكَ التي أعْلَتْ يدي

حتَّى تَذَبْذَبَ دونها الفجران

فاسْلَمْ على أخْذِ الزمانِ وَتركِهِ

قَمَرَ النديّ وفارسَ الميدان

واطلبْ أميرَ المؤمنينَ لعزَّةٍ

قعْساء بينَ الأمنِ والإيمان

وقولَّهُ في عَهْدِ كلّ سياسةٍ

هو أوَّلٌ فيها وأنتَ الثاني

وتسنَّما خُطَطَ الفَخارِ وأنتما

أَخَوَان أو قلباكما أخوان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التطيلي الأعمى

avatar

التطيلي الأعمى حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Al-Tutili@

111

قصيدة

118

متابعين

أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون ...

المزيد عن التطيلي الأعمى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة