كنا نغني حول غربتنا الوحيدة
كالعذارى في انتحاب الليل
كنا نترك النسيان يأخذنا على مهلٍ
لئلا نفقد السلوى ..
ونذكر .. أن عشاقاً لنا كانوا هنا
واستأثروا بالفـقـد ،
سابونا على أوهامنا وتقلصوا عنا،
و أهدونا إلى الأسلاف.
لو أن عشاقاً على ميزانهم مالوا قليلاً
أو تمادوا في تغزلهم بعذراواتنا،
أو بالغوا .
لو أنهم جاءوا قبيل الماء، أفشينا لهم أسرارنا ،
كنا توضأنا لهم بالنرجس الناري ،
لو جاءت رسائلهم لنا كنا قرأنا سورة الرمان
سورنا بلاداً بالتراتيل ، إنتخبنا بهجةً أخرى،
وكنا زينةً في الليل، كي لا تخطئ النيران ،
كي تغوي العذارى شهوة الأحلام
توقظ فتنةً من نومها .
لو أنهم ماتوا قليلاً قبلنا ..
كنا تمهلنا قبيل الموت
أو كنا قـتلنا بعضناً حباً،
مكثنا في خطايانا
و أجلنا مكاشفة العدو لعله يعفو
و يذبحنا برفقٍ ،
علنا نخفي عن الجيران شهقتنا ،
نكابر، ننتحي في ركن خارطةٍ و ننسى هجرةً
ونغض طرفاً عن منافينا، وننكر جرحنا.
كنا تشنجنا على أكبادنا ،
كنا كتمنا ،
لم نكابد غبطة العشاق
لم نفتح كتاباً فاتناً في الحب
أو كنا قنعنا بالخسارة كلها ،
لو أنهم
قاسم حداد ولد في البحرين عام 1948.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة ...