الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » أسبل الروض برقع التوريد

عدد الابيات : 47

طباعة

أَسبلَ الرّوضُ بُرقُعَ التّوريدِ

وَهوَ يَزهو عَلى وُجوهِ الوُرودِ

وَأَبانَ العَروسَ مِن كلِّ زَهرٍ

حينَ ماسَت تختالُ فوقَ القُدودِ

رقَصت فيهِ وهيَ تَهتزُّ حُسْناً

رَقصَةَ الغيدِ في اِهتِزازِ البُنودِ

وَتَحلَّت أَجيادُها بَعدَ عُطلٍ

مِن لَآلي الجَمالِ أَبهى العُقودِ

فَعَلت بِالأَرواحِ في نفحاتٍ

نشرَتها فِعلَ ابنةِ العُنقودِ

أَطرَبَتني طُيورُهُ حينَ غَنَّت

نَغمَةً تَزدَري بِصَوتِ العُودِ

خَطَبَت فَوقَ مِنبرٍ مِن غُصونٍ

وَهْيَ تشدو بأفصَحِ التغريدِ

لَم أَكُنْ إِذْ دَخلتُه ذا اِرتِيابٍ

أَنَّ ذا الرّوضَ من جِنانِ الخُلودِ

يا رَعى اللَّهُ لَيلةً قَد تَقَضَّتْ

لِيَ فيهِ بِطيبِ عَيْشٍ رَغيدِ

كانَ فيها رَوْضُ الشَّبابِ خَصيباً

حيثُ فيه أجُرُّ أغلى البُرودِ

أَتَعاطى السُّلافَ صِرْفاً حَلالاً

مِنْ لَمى الغيدِ وَاِرتِشافِ الخُدودِ

أَجتَني الأُنسَ مِن وُرودِ سُرورٍ

بِيَدِ الصَّفْوِ بِالهنا والسُّعودِ

لَم أَكُنْ أَعرِفُ المكدِّرَ حتَّى

ذُقتُ في الحبِّ عَلقَمَ التبعيدِ

لَهْفَ قَلبي عَلى لَيالي وِصالٍ

أَخلَفتني بِعَوْدِها المَوعودِ

تَرَكَتني وَالقَلبُ مِنّي يُشوى

فَوقَ نارِ البعادِ ذاتِ الوقودِ

رُبَّ لاحٍ لي قالَ لَستَ رَشيداً

حَيثُ في الحبِّ قَد أَضَعتُ وُجودي

حَيثُ فيهِ أَنفَقت عُمري ومالي

لاِكتِسابِ الضَّنا بِمُرِّ الصُّدودِ

كَذِبَ العاذِلُ المفنِّدُ فيما

قالَ وهوَ الحَريُّ بِالتفنيدِ

كَيفَ يَنفي بِجَهلِهِ الرُّشدَ عنّي

وأنا الرُّشدُ بعضُ وَصْفي الحميدِ

أَنا عِندَ الكِرامِ خَيرُ رَشيدٍ

بِاِنتِسابي إِلى الإِمامِ الرّشيدي

فاضِلُ الوقتِ طَوْدُ عزٍّ ومَجدٍ

عالمُ العَصرِ بحرُ علمٍ وجُودِ

أَوحَدُ النّاسِ جَهبَذٌ لَوذَعيٌّ

عارفُ الدّهرِ وهو شمسُ المُريدِ

جَوهَرٌ مُفردٌ عَديمُ مِثالٍ

كلُّ حُسْنٍ في وَصفِهِ المَحمودِ

هَيِّنٌ لَيِّنٌ وَسَهلُ طِباعٍ

وَلِرَفعِ القَبيحِ أَقوى شديدِ

الفَصيحُ البليغُ عِندَ كلامٍ

لَيس قِسٌّ لَدَيهِ بِالمَعدودِ

لَو رَآهُ سَحبانُ وَهوَ لبيدٌ

لَتَبدّى سَحبانُ أَعلى بليدِ

الأَديبُ الأَريبُ شَمسُ كَمالٍ

صائِبُ الرأيِ وَالمَقالِ السّديدِ

الحَسيبُ النَّسيبُ نَجلُ المَعالي

وَهوَ مِنها قَد كانَ خَيرَ وَليدِ

كُلُّ شَخصٍ فَخارُه بِجُدودٍ

وَهوَ فيهِ كانَ اِفتِخارُ الجُدودِ

كُلُّ دَعْوى مِنَ الفَخارِ اِدّعاها

فَعَلَيها العَلياءُ خيرُ شُهودِ

فَهوَ كلُّ الوَرى كَمالاً وَمَجداً

وَهوَ عَينُ العُلى وَبَيتُ القصيدِ

بِأَبي لَمحَةٌ بِهِ جَمَعَتنا

ضِمنَ عكّا فَإِنّها خَيرُ عيدِ

وَشَّحتنا مِن لَفظهِ بِلآلٍ

يَزدري نَظمها بِعقدٍ نَضيدِ

وَكَسَتنا مِن نُورِهِ خَيرَ تاجٍ

وَاِنتَشَقنا مِن طِيبِهِ خَيرَ عُودِ

فَلَهُ اللّهُ مِن شَريفٍ كريمٍ

وَلَه اللَّهُ مِن لَبيبٍ فريدِ

قَد تَطاوَلت في اِمتِداحي مَزايا

هُ الّتي أُطلِقت عَنِ التّحديدِ

أَنا أَدري أَنّي المُسيءُ وَأنّي

كنت فيه مجاوِزاً للحُدودِ

وَهوَ بِالعَفوِ لَو عَلِمتَ حَقيقٌ

أَيُّ ذَنبٍ مَعَ عَفوِهِ في وُجودِ

أَيّها السّيِّدُ الّذي لا يُضاهَى

يا عَلِيَّ القَدرِ يا اِبنَ خَيرِ الجدودِ

إِنَّ فِكري الكليلَ أَهداكَ بِكراً

مثلَ حَوْراءَ من جِنانِ الخلودِ

هاكَها من أبي نؤاسٍ عَروساً

حَيثُ تُجلى في حلّةٍ وعُقودِ

لَيسَ بِدْعاً إِهداؤُها لَكَ منهُ

أَعَجيبٌ إِهداؤُها لِلرّشيدي

وَالهَدايا يُسَنُّ فيها قَبولٌ

كَيفَ كانَت وَالرّدُّ غيرُ حَميدِ

وَهيَ تَرضى بِعدِّها حينَ تَأتي

في جوارِ الجنابِ أَو في العبيدِ

فَاِلْقَها بِالرِّضا وَأَلْقِ عَلَيها

بُردَ سِترٍ يَكونُ خَيرَ البُرودِ

وَاِبْقَ في رِفعةٍ وَجاهٍ عَريضٍ

وَاِنتِصارٍ بِغايَةِ التأييدِ

ما تَغنَّتْ في أَيْكِها الوُرْقُ وما

أَسبَلَ الرّوضُ برقُعَ التّوريدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة