الديوان » العراق » عبد الرحمن السويدي » سقى حي الأحبة من مراد

عدد الابيات : 60

طباعة

سقى حيَّ الأحبّة من مرادٍ

هتونٌ مطبقٌ طبق المُرادِ

محلّ للعيون به ابتهاج

وللأكباد نارٌ باتقاد

حمىً تحت القباب الحمر منه

شموسً قد تحلَّت بالسواد

ألايا راكباً يطوي الفيافي

ويعتسف الفلاة بلا تمادي

تلطف لا تطأ فيه قلوباً

فبين نويه كم من فؤادِ

وبين خيامه كم من مصابٍ

وبين مياهه كم من مُصادِ

وحاذر إن مررتَ به جُفوناً

سَمَت ما في الجفون من الحِدادِ

وهابِ الطَّعنَ إمّا من قدودٍ

لِدانٍ أو مُتَقَّفَةٍ صِعادِ

وعرج للمقام بقوم ليلى

ففيهم بُغيتي وهُمُ مُرادي

وقُل إنّي تركتُ أسيرَ وَجدٍ

ورائي ما لَه إذ ذاك فادي

يَحِنُّ إلى الديار لساكنيها

فيوري قَلبُه وَريَ الزناد

يؤمِلُ قربَكم طوراً فيصحو

وطوراً منه ييأس للبعادِ

تَدَرَّع للهوى بدِلاص صبرٍ

فصيرها جواه ثياب جاد

وحاول كتمَ ما يلقى فنمَّت

به الأجفان كالسحب الغوادي

ألا يا سادةً نحروا اصطباري

بخيفِ مني ضحىً وسبوا رقادي

وفيتُ بحق بيضكمُ قياماً

ففيمَ قبضتُمُ رهناً فؤادي

واطلقت العذار ولا اعتذارٌ

ففيمَ مَهاتكُم زادت قيادي

وصيَّرت الهوى العذريَّ ديني

فدِنت فَلِم قضيتُم بارتدادي

وإني مؤمنٌ بكتاب حُسنٍ

ينمِقّهُ العذار بلا مِداد

فهلا يا هُداة تألَّفُوني

بليلى حَيّكم لرجا رشادي

ففي ليلاكمُ وَلَهي كما في

أبي البركات مدحي واعتقادي

إمامٍ فاضلٍ بحرٍ خِضَمٍ

همامٍ فاصلٍ حَبر جَوادِ

زكيِّ النفس محمودِ السجايا

كريمِ الطبع شهمٍ ذي أيادي

من اللائي بنوا للمجد بيتاً

غدا بالحمد مرفوع العِمادِ

فشَيَّد ما بَنَوه بمكرماتٍ

يعطّر نشرها مثل الشياد

وتَمَّ بطولِهِ نقص المعالي

وطال بفضلهِ قِصَرُ السداد

وأصبحَ للُعلى بعلاً كريماً

فأولدَها الثناء بكلّ ناد

ورامَ صعودَ سدرةِ منتهاها

ففازَ ودونها خَرط القتادِ

أخو هِمَمٍ إذا جاشت أرتهُ

محيط البحر شيئاً كالثماد

وأخبار بحسن الذكر سارت

بها الركبان من حَضَرٍوبادي

لها عبق يلذُّ به المُوالي

وتعمى منه أحداقُ المعادي

لقد جاد الزمان على بنيهِ

به ليُدِلَّهُم طرقَ الرشاد

فلو لقحت من البدر الثُريا

لَعَزَّ له شبيهٌ في الولادِ

هو النور الذي بضياه ضاءت

بدور العلم في كلّ البلاد

حَياً جاء الشريعة حيث غارت

مواردها فأروى كل صاد

رسا علماً فقَرَّ الدين فيه

ولولاه لمادَ بلا تمادي

عليمٌ أبَّدَ الإسلام علماً

إذا ضلَّ الهداة فخير هادي

له ذهن يغوص على المعاني

فيبرز كل دُرٍّ مستجاد

يُفيدُ الطالبينَ بِحُسنِ لفظ

بلا هذَرٍ ولكن باتئِاد

كثير الصَّمت إن يبدي مقالاً

ففي الأحكام والعلم المُفادِ

فصيح في الفصاحة لا يُجاري

بليغ في النظام وفي النشاد

فكم في خطة من بنت فكرٍ

محجَّبَةٍ بخدرٍ من مراد

تودّ يراعه الايام يمشي

بأعُينها وتسمحُ بالسواد

يراعٌ رَوَّعَ القضبَ المواضي

فلا زالت بأثواب الحداد

مطاعٌ علمه في كلّ مصرٍ

يقرُّ له المسالِمُ والمعادي

رقى في العلم أقصى منتهاه

فأدرك منه غاية الاجتهاد

نبئ العلم والعُلما أقرَّت

ببعثته فيا ويل الكناد

له كتبٌ تأيد كلُّ علم

بما فيها فأضحى ذا استناد

تآليفٌ كزهرٍ في رياضِ ال

مدارسِ نشرها في الطي بادي

دلائل انتجت تسليمُ فضل

أقيمت للتحدّي بالعناد

تَجَرَّد زاهداً عن حبّ دنيا

فأُلبسَ حامداً خِلَعَ الرشاد

فأصبح لا يعزّ عليه شيء

سموحاً بالطرائف والتلاد

ألا يا لائمي في مدح شهمٍ

عريض الجاه مولى كل جاد

أيُنكَرُ فضلُهُ والفضل منه

تفرَّقَ في بحابيح المهاد

فمدحي وهو عُشر العشر حقّاً

ولست به أهيم بكل واد

ولم يك منكراً للشمس ضوءاً

سوى من كان نحتاً من جماد

ألا يا من له الإحسان طبع

وما للعرف فيه من نفاد

تَقَبَّل مدحتي واجعل جزائي

رضاك فإنّه عين المراد

ولا تردد يدي لرَكيكِ لفظي

ولا تنظر بعين الانتقاد

فلا زالت بخدمتك المعاني

ولا برحت سعودك بازدياد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الرحمن السويدي

avatar

عبد الرحمن السويدي حساب موثق

العراق

poet-AbdulRahman-AlSuwaidi@

128

قصيدة

289

متابعين

عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير. مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد. له كتب، منها (حديقة الزوراء- ...

المزيد عن عبد الرحمن السويدي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة