عَذلُ العَواذِلِ حَولَ قَلبِ التائِهِ
وَهَوى الأَحِبَّةِ مِنهُ في سَودائِهِ
التائه الذال المتحير وسوداء القلب الحبة السوداء في جوفه كأنها قطعة كبد يقول لوم اللوام حول قلبي وهوى الأحبة في داخله فليس يبلغ اللوم إلى حيث بلغه الهوى وفي هذا رائحة من قول الآخر، تغلغل حيث لم يبلغ شراب، ولا حزن ولم يبلغ سرور، والصحيح رواية من روى قلب التائه على إضافة القلب إلى التائه على إضافة القلب إلى التائه وعني بالتائه نفسه ومن روى قلبي بالياء جعل التائه من صفة القلب ولا يقال تاه قلبه وقوم قالوا المعنى أن قلبي يتيه على عذلهم فلا ينقاد له من التيه بمعنى الكبر وليس هذا بمستحسن ولا مختار
يقول اللوم يشكو حرارة قلب العاشق إلى من يلومه فيقول لا توجهني إليه فإني أخاف حرارة قلبه وإذا لمنه اعرض الملام عما في قلبه من برحاء الهوى وشدة الحرارة يعني أن قلبه لا يقبل اللوم واللوم لا يطيق أن يرد قلبه لما فيه من الحرارة وكل هذا مجاز وتوسع وحقيقته أن اللوم لو كان جسما لما اطاق حرارة قلبه
وَبِمُهجَتي يا عاذِلي المَلِكُ الَّذي
أَسخَطتُ كُلَّ الناسِ في إِرضائِهِ
ترك النسيب وعدل إلى المديح وعنى بالملك سيف الدولة يقول افدى بنفسي من لم اسمع يه عذل من هو اعذل منك أي لم أدعه ولم آت غيره وأسخطت عاذلي في حبه وخدمته حتى أرضيته
أي إن كان مالكا للقلوب بحبه فإنه مالك للزمان يصرفه على مراده وبالغ بذكر الأرض والسماء وأضاف إلى الزمان لأن الزمان يختلف ويدور بين السماء والأرض والباء في بأرضه بمعنى مع
الشمس تحسده لأنه أعظم منها أثرا في الدنيا وأشهر منها ذكرا والنصر قرين له إينما كان كان منصورا والسيف من جملة اسمائه لأنه يعرف بسيف الدولة كما يعرف بعليّ بن عبد الله
احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي ابو الطيب المتنبي.(303هـ-354هـ/915م-965م) الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وفي علماء الأدب من ...