الديوان » العصر العباسي » المتنبي » أيدري ما أرابك من يريب

عدد الابيات : 15

طباعة

أَيَدري ما أَرابَكَ مَن يُريبُ

وَهَل تَرقى إِلى الفَلَكِ الخُطوبُ

وَجِسمُكَ فَوقَ هِمَّةِ كُلِّ داءٍ

فَقُربُ أَقَلِّها مِنهُ عَجيبُ

يُجَمِّشُكَ الزَمانُ هَوىً وَحُبّاً

وَقَد يُؤذي مِنَ المِقَةِ الحَبيبُ

وَكَيفَ تُعِلُّكَ الدُنيا بِشَيءٍ

وَأَنتَ لِعِلَّةِ الدُنيا طَبيبُ

وَكَيفَ تَنوبَكَ الشَكوى بِداءٍ

وَأَنتَ المُستَغاثُ لِما يَنوبُ

مَلِلتُ مُقامَ يَومٍ لَيسَ فيهِ

طِعانٌ صادِقٌ وَدَمٌ صَبيبُ

وَأَنتَ المَلكُ تُمرِضُهُ الحَشايا

لِهِمَّتِهِ وَتَشفيهِ الحُروبُ

وَما بِكَ غَيرُ حُبِّكَ أَن تَراها

وَعِثيَرُها لِأَرجُلِها جَنيبُ

مُجَلِّحَةً لَها أَرضُ الأَعادي

وَلِلسُمرِ المَناحِرُ وَالجُنوبُ

فَقَرِّطها الأَعِنَّةَ راجِعاتٍ

فَإِنَّ بَعيدَ ما طَلَبَت قَريبُ

أَذا داءٌ هَفا بُقراطُ عَنهُ

فَلَم يُعرَف لِصاحِبِهِ ضَريبُ

بِسَيفِ الدَولَةِ الوَضّاءِ تُمسي

جُفوني تَحتَ شَمسٍ ما تَغيبُ

فَأَغزو مَن غَزا وَبِهِ اِقتِداري

وَأَرمي مَن رَمى وَبِهِ أُصيبُ

وَلِلحُسّادِ عُذرٌ أَن يَشِحّوا

عَلى نَظَري إِلَيهِ وَأَن يَذوبوا

فَإِنّي قَد وَصَلتُ إِلى مَكانٍ

عَلَيهِ تَحسُدُ الحَدَقَ القُلوبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


أَيَدري ما أَرابَكَ مَن يُريبُ وَهَل تَرقى إِلى الفَلَكِ الخُطوبُ

يقال رابه وأرابه إذا افزعه وأوقع به شيئا يشكك في عاقبته أخيرا يكون أم شرا وقوم يفرقون بينهما فقالوا راب إذا أوقع الريبة بلك شك وأراب إذا لم يصرح بالريبة يقول الذي أرابك هل يدري من يريب أي هل يعلم الدمل بمن حل به ثم جعله كالفلك في العلو فقال أنت كالفلك فليس للخطوب إليك مصعد

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَجِسمُكَ فَوقَ هِمَّةِ كُلِّ داءٍ فَقُربُ أَقَلِّها مِنهُ عَجيبُ

يقول لا تطمع الادواء أن تحل بك فمن العجب أن يقربك أقل الأدواء والكناية في اقلها عائدة إلى الكل

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


يُجَمِّشُكَ الزَمانُ هَوىً وَحُبّاً وَقَد يُؤذي مِنَ المِقَةِ الحَبيبُ

التجميش شهب المغازلة وهو الملاعبة بين الحبيبين يقول الذي أصابك تجميش من الزمان حبا لك لأنك جماله وأشرف أهله وأن تأذيت به فقد يكون من الأذى مان يكون مقةً من المؤذي

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَكَيفَ تُعِلُّكَ الدُنيا بِشَيءٍ وَأَنتَ لِعِلَّةِ الدُنيا طَبيبُ

يقول أنت تشفي العلل عن الدنيا فتقوم المعوج وتنفي الظلم والعبث والفساد فكيف تعلك الدنيا وأنت طبيبها من علتها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَكَيفَ تَنوبَكَ الشَكوى بِداءٍ وَأَنتَ المُستَغاثُ لِما يَنوبُ

تنوبك أي تصيبك والشكوى: المرض. يقول: كيف تصيبك ما تشكو منه؟ ومن نابته الشكوى استغاث بك فأجرته

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


مَلِلتُ مُقامَ يَومٍ لَيسَ فيهِ طِعانٌ صادِقٌ وَدَمٌ صَبيبُ

المقام: الإقامة، والصبيب: المصبوب. يقول: قد تعودت الحرب، وتركت الإقامة، فمتى فقدت ذلك يوماً واحداً ألمت من ذلك، ومللت من طول الإقامة، فألمك هو الجلوس في الدعة، وترك الحرب، لا من الدمل، إذ هو أقل من أن تبالي به. وقوله: طعان صادق يعني أنه لا يخطئ بل يصيب

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَأَنتَ المَلكُ تُمرِضُهُ الحَشايا لِهِمَّتِهِ وَتَشفيهِ الحُروبُ

الحشايا: جمع الحشية. يقول: أنت ملك عظيم الهمة لا تلتذ بالتنعم والراحة، فالنوم على الحشايا يمرضك، والحروب تشفيك وتوافقك. إذ ترك العادة يمرض الإنسان

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَما بِكَ غَيرُ حُبِّكَ أَن تَراها وَعِثيَرُها لِأَرجُلِها جَنيبُ

العثير: الغبار، والضمير في تراها وعثيرها وأرجلها للخيل، فأضمرها وإن لم يجر لها ذكر: للعلم بها. إذ الحروب لا تعرى من الخيل. والجنيب: التابع كالجنيبة التي تقاد إلى جنب الفرس

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَما بِكَ غَيرُ حُبِّكَ أَن تَراها وَعِثيَرُها لِأَرجُلِها جَنيبُ

العثير: الغبار، والضمير في تراها وعثيرها وأرجلها للخيل، فأضمرها وإن لم يجر لها ذكر: للعلم بها. إذ الحروب لا تعرى من الخيل. والجنيب: التابع كالجنيبة التي تقاد إلى جنب الفرس. يقول: هذا الألم الذي ألم بك، ليس هو من المرض، ولكنه لشوقك إلى أن ترى الخيل، وقد أثارت الغبار في الحروب، وصار غبارها تابعاً لأرجلها، كما يتبع الفرس قائده

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


مُجَلِّحَةً لَها أَرضُ الأَعادي وَلِلسُمرِ المَناحِرُ وَالجُنوبُ

مجلحةً: مصممة جادة في شأنها، ونصب على الحال. والمناحر: موضع النحر، والجنوب: جمع الجنب، وأراد به: جنوب الأعادي ونحورهم. يقول: ليس بك إلا ألم حبك أن ترى خيلك مجلحة محدة في الحروب، وقد ملكت أرض الأعادي، وملكت الرماح نحور الأعادي وجسومها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَقَرِّطها الأَعِنَّةَ راجِعاتٍ فَإِنَّ بَعيدَ ما طَلَبَت قَريبُ

تقريط الأعنة: هو أن يرخي الفارس عنان الفرس، حتى يمس أذنه، فيصير بمنزلة القرط له. وقيل: هو طرح اللجاح في رأس الفرس. يقول: إذا كان مرضك هذا، فشفاؤك في يدك، فارجع بخيلك إلى أرض الروم، وارخ لها الأعنة، حتى تبلغ مرادك، ويشفيك من ألمك، فإن ما طلبته هذه الخيل، وإن كان بعيداً، فهو عليها قريب

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


أَذا داءٌ هَفا بُقراطُ عَنهُ فَلَم يُعرَف لِصاحِبِهِ ضَريبُ

هفا: أي غفل وزل. ولم يعرف: أي ليس يوجد، وأقام لم مقام ليس والضريب: المثل والنظير، فالهاء في لصاحبه للداء. والبيت يفسر على وجوه. أحدها: أن بقراط قد ذكر جميع الأدواء، ولم يذكر فيها حب الحروب، ولم يعلم بقراط أحداً، يكون فقد الحرب مرضاً له، فمن أصابه هذا الداء الذي هفا عنه بقراط، لم يكن له في الناس نظير، فكأنه يقول: ليس لك نظير في هذه الهمة، فإنا ما سمعنا بمن يمرضه حب الحرب، وتؤلمه الراحة والدعة. وجواب إذا قوله: لم يعرف. والثاني: أنه جعله بمنزلة بقراط. فيقول: أنت مع علمك وكونك في مثل علم بقراط، عجزت عن دفع هذا الداء عنك، وكل داء هفا بقراط عنه، فإن صاحب ذلك الداء ليس له نظير، إذ هو خارج عن الطبائع البشرية؛ لأن بقراط لا يشكل عليه طبايع البشر، فلما كنت بقراط فعجزت عن مداواة هذا الداء، علمنا أنك تفارق جميع الناس، ولا يشبهك أحد منهم، وجواب إذا أيضاً فلم يعرف. والثالث: أن المراد بالداء: الحروب ونيوب الدهر، وهو متعلق بقوله: فإن بعيد ما طلبت قريب إذا داء هفا بقراط عنه، فلم يوجد عليل، به تلك العلة، ففي تلك الحال بعيد ما تطلبه قريب الغرض به

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


بِسَيفِ الدَولَةِ الوَضّاءِ تُمسي جُفوني تَحتَ شَمسٍ ما تَغيبُ

الوضاء: مبالغة الوضيء. يقول: إذا أبصرته أبصرت شمساً لا تغيب، كما تغيب الشمس، وقوله: جفوني تحت شمس: أن ناظرة إلى وجهه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَأَغزو مَن غَزا وَبِهِ اِقتِداري وَأَرمي مَن رَمى وَبِهِ أُصيبُ

يقول: إذا غزا سيف الدولة غزواً غزوته معه، ولكن اقتداري به، وقوتي ونكاتي في غزوه بتأييده. وقيل: معناه أني لا أغزوهم إلا بنفقته وخيله وسلاحه الذي وهب لي، فكأن اقتداري بعطيته، وإذا رميت الاعداء أصبتهم بدولته

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَلِلحُسّادِ عُذرٌ أَن يَشِحّوا عَلى نَظَري إِلَيهِ وَأَن يَذوبوا

يقول: إن حسدوني على نظري إليه، ونافسوني فيه، وذابوا كمداً وحزناً، بمنزلتي عنده، فلهم في ذلك عذر

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَإِنّي قَد وَصَلتُ إِلى مَكانٍ عَلَيهِ تَحسُدُ الحَدَقَ القُلوبُ

يقول: من يحسدني على منزلتي عنده، ونظري إليه فهو معذور؛ لأني قد جعلت في مكان يحسد قلبي فيه عيني، لما تدركه من اللذة بالنظر إليه، ورؤيتها لمكارمه ومحاسنه، والقلب لا يصل إليها مباشرة، وإنما يصل إليها بالعلم

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


معلومات عن المتنبي

avatar

المتنبي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mutanabi@

323

قصيدة

62

الاقتباسات

7457

متابعين

احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي ابو الطيب المتنبي.(303هـ-354هـ/915م-965م) الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وفي علماء الأدب من ...

المزيد عن المتنبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة