الديوان » العصر الاموي » عبيد بن أيوب العنبري » كأن لم أقد سبحانك الله فتية

عدد الابيات : 34

طباعة

كَأَن لَم أَقُد سُبحانَكَ اللَّهُ فتيَةٌ

لِنَدفَعَ ضَيماً أَو لِوَصلٍ نُواصِلُه

عَلى عَلَسِيّات كَأَنَّ هُويَّها

هوِيُّ القَطا الكُدرِيُّ نَشَّت ثَمائِلُه

وَفارَقتُهُم وَالدَّهرُ مَوقِفُ فُرقَةٍ

عَواقِبُهُ دارُ البَلى وَأَوائِلُه

وَأَصبَحتُ مِثلَ السَهمِ في قَعرِ جَعبَةٍ

نَضِيّاً نَضاً قَد طالَ فيها قَلاقِلُه

وَأَصبَحتُ تَرميني العِدى عَن جَماعَةٍ

عَلى ذاكَ رامٍ من بَدَت لي مقاتِلُه

فَمِنهُم عَدوّ لي محالٌ مَكاشِحٌ

وَآخَرُ لي تَحتَ العِضاةِ حَبائِلُه

وَعادِيَةٍ تَعدو عَلَيَّ كَثيبَةٍ

لَها سَلَفٌ لا ينذر القتلَ قاتِلُه

فَناشَدتُهُم بِاللَّهِ حَتَّى أَظَلَّني

مِنَ المَوتِ ظِلٌّ قَد عَلَتني عَوامِلُه

فَلَمّا اِلتَقَينا لَم يَزَل مِن عَديدِهِم

صَريعُ هَواءٍ لِلتُّرابِ جَحافِلُه

وَلَو كُنتُ لا أَخشى سِوى فَردِ مَعشَرٍ

لَقَرَّ فُؤادي وَاِطمَأَنَّت بَلابِلُه

وَسِرتُ بِأَوطاني وَصِرتُ كَأَنَّني

كَصاحِبِ ثِقلٍ حُطَّ عَنهُ مثاقِلُه

أَلَم تَرَني حالَفتُ صَفراءَ نَبعَة

لَها رَبَذِيٌّ لَم تُثَلَّم مَعابِلُه

وَطالَ اِحتِضاني السَّيفَ حَتَّى كَأَنَّهُ

يُناطُ بِجلدي كَشحُهُ وَحَمائِلُه

أَخو فَلَواتٍ حالَفَ الجِنَّ وَاِنتَفى

مِنَ الإِنسِ حَتَّى قَد تَقَضَّت وَسائِلُه

لَهُ نَسَبُ الإِنسِيِّ يُعرَفُ نَجرُهُ

وَلِلجِنِّ مِنهُ شَكلُهُ وَشَمائِلُه

وَجَرَّبتُ قَلبي فَهوَ ماضٍ مُشَيَّعٌ

قَليلٌ لِخلانِ الصَّفاءِ غَوائِلُه

وَساخِرَةٍ مِنّي وَلَكِن تَبَيَّنَت

شَمائِل بَسّامٍ عِجالٍ رَواحِلُه

قَليلُ رِقادِ العَينِ تَرّاكُ بَلدَةٍ

إِلَى جَوزِ أُخرى لا تَبِن مَنازِلُه

عَلَى مِثلِ جَفنِ السَّيفِ يَرفَعُ آلَهُ

مَصاصاتُ عتقٍ وَهوَ طاوٍ ثَمائِلُه

وَوادٍ مَخوفٍ لا تُسارُ فجاجُهُ

بِرَكبٍ وَلا تَمشي لَدَيهِ أَراجِلُه

بِهِ الأُسدُ وَالأَشبالُ مَن عَلِقَت بِهِ

فَقَد ثَكَلَتهُ عِندَ ذاكَ ثَواكِلُه

تَباشَرنَ بي لَمّا بَرَزتُ لِعادَةٍ

تَعَوَّدتُها وَالعادُ جَمٌّ خَوابِلُه

فَقُلتُ تَنَكَّبنَ الطَريقَ لِمُختَطٍ

أَخي شُقَّة غولٍ عَلى مَن يُنازِلُه

فَكَلَّمتُ مَن لَم يَدرِ ما عَرَبِيَّةٌ

وَمَن عاشَ في لَحمِ الأَنيسِ أَشابِلُه

فَلَمّا التَقَينا خامَ منهُنَّ خائِم

وَآخَرُ ذو طَيرٍ تَحومُ حَواجِلُه

فَما رُمتُ جَوفَ الغيلِ حَتَّى أَلِفتُهُ

وَأَعجَبني أَسرابُهُ وَمَداخِلُه

فَإِنِّي وَبُغضي الإِنسَ مِن بَعدِ حُبِّها

وَنَأيِيَ مِمَّن كُنتُ ما إِن أزايلُه

لَكَالصَّقرِ جَلَّى بَعدَما صادَ قُنيَةً

قَديراً وَمَشوِيّاً تَرفُّ خَرادِلُه

أَهابوا بِهِ فَاِزدادَ بُعداً وَهاجَهُ

عَلى النَأي يَوماً طلُّ دَجنٍ وَوابِلُه

أزاهِدَةٌ فِيَّ الأَخِلاءُ أَن رَأَت

فَتى مُطرَداً قَد أَسلَمَتهُ قَبائِلُه

وَقَد تَزهَدُ الفِتيانُ في السَّيفِ لَم يَكُن

كَهاماً وَلَم تَعمَل بِغشٍّ صَياقِلُه

فَلا تَعتَرِض في الأَمرِ تُكفى شُؤونَهُ

وَلا تَنصَحن إِلا لِمَن هُوَ قابِلُه

وَلا تَخذِلِ المَولى إِذا ما مُلِمَّةٌ

أَلَمَّت وَنازِل في الوَغى من يُنازِلُه

وَلا تَحرِمِ المَرءَ الكَريمَ فَإِنَّهُ

أَخوكَ وَلا تَدري مَتى أَنتَ سائِلُه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبيد بن أيوب العنبري

avatar

عبيد بن أيوب العنبري حساب موثق

العصر الاموي

poet-Obaid-bin-Ayyub@

37

قصيدة

4

الاقتباسات

32

متابعين

عُبَيد بن أَيوب العَنبَري، من بني العنبر، يكنى أبا المطراب أو أبا المطراد. من شعراء العصر الأموي، كان لصاً حاذقاً، أباح السلطان دمه، وبرئ منه قومه، فهرب في مجاهل الأرض، ...

المزيد عن عبيد بن أيوب العنبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة