الديوان » العصر العباسي » أبو بكر الصولي » شهيداه إن لم تظلميه نحول

عدد الابيات : 33

طباعة

شَهِيداهُ إنْ لَمْ تَظْلِمِيهِ نُحُولُ

وَدَمْعٌ لَهُ فِي وَجْنَتَيْهِ هُمُولُ

أَيُرْضِيكِ أَنْ تَضْني فَدامَ لَك الرِّضا

سَيَقْصُرُ عَنْهُ حاسِدٌ وَعَذُلُ

تَقُولُ وَقَدْ أَفنَى هَواها تَصَبُّرِي

فَوَجْدِي عَلَى طُولِ الزَّمَانِ يَطُولُ

تَجاوَزْتَ في شَكْوَى الْهَوى كُنْهَ قَدْرِهِ

وَما هُوَ إلاَّ زَفْرَةٌ وَغَلِيلُ

ومَا أَرِقَتْ عَيْنٌ لَها فِيهِ لَيْلَةً

فَخَفَّ عَلَيْها الحُبُّ وَهُوَ ثَقِيلُ

وَجَدْتِ إلَى قَتْلِي سَبِيلاً وَلَيْسَ لِي

إلى الصَّبْرِ وَالسُّلْوانِ عَنْكِ سَبِيلُ

فَدُونَكِ نَفْسِي فَاجْعَلِي تُحْفَةَ الرَّدَى

حُشاشَتَها إذْ حانَ مِنْكِ رَحِيلُ

وَيَكْبُرُ مَنْ يُلْقِي إلَيْكِ بِوُدِّهِ

وإنَّ هَوانِي فيكُمُ لقَلِيلُ

وما ازدادَ إلاَّ صحَّةً بَعْدِكِ الهَوى

وَلكنَّ قَلْبِي ما نَأَيْتِ عَلِيلُ

لَعَمْرُكِ لا أَتْبِعْتُ ما فاتَ بِالأَسَى

وَرَأْيُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ جَمِيلُ

هُوَ الدّينُ وَالدُّنْيا فَلَيْس لِطالِبٍ

وَلا راغِبٍ عَمّا لَدَيْهِ مُمِيلُ

سَميَّ خَلِيلِ اللهِ لا زِلْتَ مُقْبِلاً

عَلَيْكَ بِنُعْمى ذِي الجَلاَلِ قَبُولُ

وَقاكَ الَّذِ سَمّاكَ مُتَّقِياً لَهُ

فَأَنْتَ مِنَ الدَّهْرِ الغَشُومِ تُدِيلُ

مُطِيعُكَ أَنِّي حَلَّ فَالْعِزُّ جارُهُ

وَعاصِيكَ لْ نالَ النُّجُومَ ذَلِيلُ

فَأَضْحَتْ عُيُونُ الْعَدْلِ تَسْمُوا بِلحْظِها

وأَصْبَحَ طَرْفُ الْجَوْرِ وَهُوَ كَلِيلُ

أَضَاءَتْ بِكَ الدُّنْيا فَأَشْرَقَ نُورُها

وَأَنْتَ الَّذِي يُذْكِي سَناهُ أُفُولُ

فَكُلُّ عَلاءٍ إِنْ سَمَوْتَ مُقَصِّرٌ

وَكُلُّ فَخارٍ إنْ فَخَرْتَ ضَئِيلُ

وكُلُّ سَناءٍ مِنْ طَرِيفٍ وتَالِدٍ

إلَيْكَ مُشِيرٌ بَلْ عَلَيْكَ دَلِيلُ

ولَوْلا بَنُو العَبَّاسِ عَمّ مُحَمَّدٍ

لأصْبحَ نُورُ الْحَقِّ فِيهِ خُمُولُ

لَكُمْ جَبَلا اللهِ اللَّذانِ اصْطَفاهُما

يَقُومانِ بالإِسْلامِ حِينَ يَمِيلُ

نُبُوَّته ثُمَ الخِلافَةُ بَعْدَها

وما لَهُما حَتَّى اللِّقاءِ حَوِيلُ

أَتَتْكَ اخْتِيَاراً لاَ احْتِلاباً خِلافَةٌ

لَكَ اللهُ فِيها حافِظٌ وَوَكِيلُ

حَباكَ بِها مَنْ صانَها لَكَ إنَّهُ

بِإتمامِ نُعْماهُ عَلَيْكَ كَفِيلُ

وَلَوْ حِدْتَ عَنْها قادَها بِزِمَامِها

إلَيْكَ اصْطِفاهُ اللهِ وَهِيَ نَزِيلُ

ثَوَتْ حَيْثُ أَثْواها المَلِيكُ بِحُكمِهِ

وَلَيْسَ لِمَا أَثْوى المَلِيكُ حَوِيلُ

وَلا زال مَوْصُولاً إلَيْكَ حَنِينُها

كَما حَنَّ فِي إثْرِ الخَلِيلِ خَلِيلُ

لِيَهْنيكَ يا خَيْرَ الْبَرِيَّة ناصِحٌ

لَهُ خَطَرٌ فِي الْعالَمِينَ جَلِيلُ

لَقَدْ شَدَّ أَزْرَ الدِّينِ مَوْلاكَ بَجْكَمٌ

بِهِ يَتَسامى مُلْكُكُمْ وَيَطُولُ

هُوَ الحَتْفُ مَصْبُوباً علَى كُلِّ ناكِثْ

يظَلُّ بِهِ أَيْدِي الشَّقاءِ نُحُلُ

فَما لَكُمْ فِي المُنْعِمِينَ مُعانِدٌ

وَلَيْسَ لَهُ فِي النَّاصِحِينَ عَدِيلُ

فَلا زِلْتَ مَحْرُوساً لَكَ المُلْكُ دائماً

بَقاؤُكَ ما واصى الغُدُوَّ أَصِيلُ

لِعَبْدِكَ إذْ سَمّاكَ رَسْمٌ مُشَهَّرٌ

بِهِ يَتَسامى فِي الْوَرَى وَيَصُولُ

ومِثْلُكَ أَعْطى رَسْمَهُ مُتَنَوِّلاً

فَما زِلْتَ تُعْطِي مُنْعِماً وَتُنِيلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو بكر الصولي

avatar

أبو بكر الصولي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Abu-Bakr-al-Suli@

26

قصيدة

47

متابعين

محمد بن يحيى بن عبد الله، أبو بكر الصولي، الشطرنجي. نديم، من أكابر علماء الأدب. نادم ثلاثة من خلفاء بني العباس، هم: الراضي، والمكتفي، والمقتدر. وكان من أحسن الناس لعبا ...

المزيد عن أبو بكر الصولي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة