الديوان » مصر » أحمد الحملاوي » ما بال قلبي بحب اللهو يشتغل

عدد الابيات : 51

طباعة

ما بال قلبي بحب اللهو يشتغل

والشيب في الراس والقودين يشتعل

وغصن جسمي ذوى من بعد نضرته

وحالفت عزمه الأسقام والعلل

واحدو دب الظهر من سقم ومن كبر

هيهات والله بعد الشيب يعتذل

وجدتي من صروف الدهر قد خلقت

من بعد ما كان لا يلوى بها الملل

وقيدتني يد الأيام واقتربت

خطايَ إن قمت أو حاولت أنتقل

فما احتيالي وكر الدهر صيرني

كالطفل في المهد لا حول ولا حيل

والضعف حالفني والعزم خالفني

لكن فؤادي بغل الغي معتقل

حتى متى ونجوم العمر قد أفلت

وكاد بالرغم مني ينتهى الأجل

يا نفس توبى عن الآثام واتعظى

بمن على الآلة الحدباء قد نقلوا

وفارقوا زهرة الدنيا وزينتها

وفي بطون الثرى والقبر قد نزلوا

أموالهم بعدهم بالرغم قد قسمت

وهم عن الذر والقطمير قد سئلوا

فكل ما قدموا في الصحف مستطر

مما أكنوا وما قالوا وما فعلوا

فقدّمى صالحا فالموت قد أزفت

أيامه وحديث الركب متصل

واستمسكي بكلام الله واعتصمى

بالدين فهو لنا حصن ومعتقل

ولازمى سنة الهادى وسيرته

فهو الأمان لمن في الحشر قد وجلوا

سر الوجود وروح الكون من أزل

بيمن مبعثه قد بشر الرسل

خير البرية من عمت رسالته

كل الخلائق فابيضت به السبل

بشرعه نسخ الأديان قاطبة

دين قويم وشرع كامل جلل

جاءت شريعته بالعدل ناطقة

وفي المكارم مضروب بها المثل

دعا إلى الله أقواما قلوبهمُ

قدت من الصخر بل من دونها القلل

فأذعنوا وأجابوا صدق دعوته

بعد العناد وفي الإسلام قد جخلوا

كم جادلوه ولكن خاب فألهم

هيهات حاشى وكلا ينفع الجدل

قوم هم اللسن إن قالوا وإن خطبوا

على البيان وحسن النطق قد جبلوا

أما البلاغة فيهم فهي ناصعة

لكن أمام كلام الله قد خجلوا

خروا له سجدا من حسن ما سمعوا

وعن سماء العلا والكبر قد نزلوا

وقد أقروا كما قرت شقاشقهم

بالعجز من بعد ما أعيتهم الحيل

فقام يوقظهم من نوم غفلتهم

ففاز بالعز من ضلوا ومن جهلوا

وقد علت برسول الله رايتهم

وواصلوا الجد حتى للعلا وصلوا

أما الملوك فهابت باس سطوتهم

فسالمتهم ملوك الكون والدول

قوم كأنهم للطعن قد خلقوا

فالسيف ديدنهم والرمح والأسل

تخالهم وسيوف الهند في يدهم

نار الصواعق في الأعداء تشتمل

شم صناديد في الهيجا غطارفة

هم الضراغم إن شدوا وإن حملوا

فما استكانوا الأعداء وإن كثروا

يوم النزال ولا فروا ولا فشلوا

إما المنايا وإما النصر غايتهم

وجنة الخلد إن ماتوا بها دخلوا

وإن هم ظفروا في الحرب وانتصروا

كان الجميع له من نصرهم جذل

كان النبي إذا ماجد جدهم

يوم الوغى لإله العرش يبتهل

فيرسل الله جندا من ملائكة

مسومين وفي أيديهم شعل

حتى له عنت الأقوام خاضعة

إن القويّ أمام الحق ينخذل

لولا النبي ولولا صدق دعوته

ما كان كون ولا قامت به دول

ولم يكن قط من شمس ولا قمر

ولا الثريا ولا الشعرى ولا زحل

ولا نهار ولا ليل ولا سحر

ولا حقير ولا سامى الذرا جلل

هذا النبي هو المختار في أزل

فحبذا من أكنّ الغيب والأزل

هذا النبي له الأشجار قد سجدت

والضب كلمه والظبي والجمل

وكم له ظهرت في الكون معجزة

بها الجميع أقروا بعد ما نكلوا

يا خير من ظهرت في الكون معجزة

بها الجميع أقروا بعد ما نكلوا

يا خير من طهّر الرحمن عنصره

كن لي شفيعا فإني خائف وجل

وانظر إلي بعطف منك يشملني

فلى بعطفك يا خير الورى أمل

وانظر لأهلى وأولادي وذى رحمى

إنا بنوك وحاشى عنك ننفصل

فكلّنا بعرا الزهراء مرتبط

وكلنا برسول الله متصل

صلى عليك إله العرش ما سجعت

ورق الرياض وما ماست بها الأسل

والآل والصحب والأحباب قاطبة

ما ازدان بالشمس في إشراقها الحمل

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الحملاوي

avatar

أحمد الحملاوي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-El-Hamlawy@

99

قصيدة

371

متابعين

أحمد بن محمد الحملاوي. أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف ...

المزيد عن أحمد الحملاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة