ألا فأنهض إلى طلب المعالي فخير الناس من حاز المعالي وأسمى رتبة في الكون علم شريف نافع ففي كل حال فإن العلم يسمى كل شهم إلى أوج الترقي والكمال
لا تَلتَمِس غَلَباً لِلحَقِّ في أُمَمٍ
الحَقُّ عِندَهُمُ مَعنىً مِنَ الغَلَبِ
لا خَيرَ في مِنبَرٍ حَتّى يَكونَ لَهُ
عودٌ مِنَ السُمرِ أَو عودٌ مِنَ القُضُبِ
ولي أمل قطعت به الليالي
أراني قد فَنِيتُ به وداما
إنَا وفي آمَالِ أنفُسِنَا
طُولٌ وفي أعمارِنَا قِصَرُ
لنرى بأعيُننَا مصارعَنا
لو كانتِ الألْبابُ تعتبِرُ
لَنا في الدَهرِ آمالٌ طِوالٌ
نُرَجّيها وَأَعمارٌ قِصارُ
المَرءُ يَأمُلُ أَن يَعيشَ
وَطولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّه
تَفنى بَشاشَتُهُ وَيَبقى
بَعدَ حُلوِ العَيشِ مُرُّه
يا أَيُّها المُطلِقُ آمالَهُ
مِن دونِ آمالِكَ آجالُ
كَم أَبلَتِ الدُنيا وَكَم جَدَّدَت
مِنّا وَكَم تُبلي وَتَغتالُ
ما أَحسَنَ الصَبرَ وَلا سِيَّما
بِالحُرِّ إِن ضاقَت بِهِ الحالُ
هِمَّتي هِمَّةُ المُلوكِ وَنَفسي
نَفسُ حُرٍّ تَرى المَذَلَّةَ كُفرا
وَإِذا ما قَنِعتُ بِالقوتِ عُمري
فَلِماذا أَزورُ زَيداً وَعَمرا
أملي فيه ليأسي قاهرُ
فلذا قلبي عليه صابرُ
وهو المحسِن والمجمِل بي
وأنا الراجي له والشاكر
لستُ بقاضٍ أملي
ولا بِعادٍ أجَلي
ولا بمغْلوبٍ على الرزْ
قِ الذي قُدِّرَ لي
دَع المَقادير تَجري في أَعنتها
وَلا تَكُن يائِساً مِن نيل آمال
لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ
مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ
إِنَّما تُدرَك غاياتُ المُنى
بِمَسيرٍ أَو طِعانٍ أَو جِلادِ
مَن نَصيري مِن زَمانٍ فاسِدٍ
جَعلَ الأَمرَ إِلى أَهلِ الفَسادِ
أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ
كَيفَ تَغدو إِذا غَدَوتَ عَليلا
يا لَلْغُرُوبِ وَمَا بِهِ مِنْ عِبْرَةٍ
للِمْسْتَهَامِ وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي
أَوَلَيْسَ نَزْعاً لِلنَّهَارِ وَصَرْعَةً
لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ
فَإِن كانَت الأَيّامُ خانَت عُهودَنا
فَإِنّي بِها راضٍ وَلَكِنَّها قَهرُ
وسُقيا لأيَّام الدراسَة إنَّها
ربيعُ حَياتي ليتَه كانَ بَاقيا
زمانٌ سَمِيري فيه كُتبِي وفِكرَتِي
وطِرسِي وأقلامِي إزاءَ دَواتِيا
غالَبتُ كُلَّ شَديدَةٍ فَغَلَبتُها
وَالفَقرُ غالَبَني فَأَصبَحَ غالِبي
إِن أُبدِهِ يَصفَح وَإِن لَم أُبدِهِ
يَقتُل فَقُبِّحَ وَجهُهُ مِن صاحِبِ
فيا ليت شعري ما الذي فيه راحتي
وما آخر الأمر الذي أنا طالبه
يا أيها الحلم الذي ادمنته
حتى تعشق في نسيج عظامي
فسرى الضياءُ على سواد ضفيرتي
واغتال احلام الشبابِ أمامي