ماذا سأفعلُ هذا اليومَ ؟ صاحبتي قد سافرتْ نحوَ روما ، الفجرَ … ما اتَّرَكَتْ على المُلاءاتِ ضوعاً ، و انطواءَ مخدّةٍ أو غضوناً تجتلي ، سَحَراً ، مَتْنَ الفراشِ ؛ لقد مضتْ مثلَ ما جاءتْ مُنَعَّمةً قريرةَ العينِ في سروالِها الذهبُ الصَّفِيُّ غَزْلٌ وفي أردانها الياسمينُ … اليومَ ، يأخذني الموجُ : **** العشيّةَ في باريسَ ، منتظِرٌ أنا الفتاةَ التي كانت وراءَ البار منذُ صباحِهِ ؛ البنتُ سوف تُتِمُّ الآنَ سابعَ ساعاتِ العبوديّةِ ، الشخصُ ذو العدساتِ السودِ سوف يسلِّمُ البنتَ أجْرَ اليومِ … قلتُ لها : ماذا عليكِ لو استخدمتِني ؟ أنا ، يا نِيكول ، أفقرُ من أن أستغلَّكِ … لا ، بل أقولُ … أنا دوماً أُحبُّكِ ! فلْنذهَبْ إلى سان أنطونَ … النبيذُ والجُبنُ خبزُ القريةِ …. المساءُ في حَومة الباستيلِ ! أعرفُ أن الغرفة الآنَ قد تبدو مجازفةً ونحنُ في سان أنطونَ العجيبِ ؛ إذاً لن أذكرَ الغرفةَ ! الليلُ البطيءُ … يُجَرْ …يُجَر …جِرُ …في الباستيلِ خطوتَهُ … الناسُ الأُلى هدأوا بعد النبيذِ وخبزِ القريةِ التأموا على الضفافِ ؛ وأسألُ نيكولَ : الطريقُ إلى المَمَرِّ والغرفة العُليا ، أنقصدهُ من ههنا؟ **** رَبِّ ، ماذا؟ إنّ صاحبتي قد سافرتْ نحو روما ، الفجرَ … ما اتَّرَكَتْ …
سعدي يوسف شهاب،ولد عام 1934 بالبصرة.وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد 1954.عمل سعدي مدرساً ومستشاراً إعلامياً, ومستشارا ثقافياً, ثم رئيساً لتحرير مجلة (المدى) الدمشقية, ثم تفرغ للشعر. غادر العراق في ...