الديوان » سوريا » خليل شيبوب » وحق عينيك وما فيهما

عدد الابيات : 37

طباعة

وحقُّ عينيكِ وما فيهما

من غزل نور الأُفق الأزرق

وحاجبيك اختطَّ قوسيهما

نورُ يراع مظلمٍ مبرق

ومارنٍ مبتدع شكله

منسم عطر الهوى المنشق

ووجنتيك اشتفَّتا حمرة التفا

ح في الوجه الصبوح النقي

وشعرك المرفوع تاجاً كما

ينعقد التاج على المفرق

ووجهكِ الطافح نوراً كما

يطفح نورُ الشمس في المشرق

وجيدك المفزع في قالبٍ

للحسن لم يُعرف ولم يُسبق

وصدرك العاجيِّ قد زانه

نهدان كنزُ الناظر المملق

وخصرك المعطوف ليناً كما

يعطف ليناً غُصُنُ الزنبق

وردفك الرابي جلالاً به

ينم حسن الغُصُنُ الأرشق

ولفتةِ الريم وما لطَّفت

لها معاني حسنك المُطلق

أهواكِ حتى ليس لي مهجةٌ

بها أوالي حسنك المُطلق

ولا بجسمي قطرةٌ من دمي

لم تختمر حبّاً ولم تعشق

ولا أرى غيرك في من أرى

كأنما غيرك لم يخلق

يا فتنة العين التي سحرها

لا رقيةٌ في الحب منه تقي

وبهجة العيش التي حسنها

صفاءُ نورٍ باسمٍ مشرق

وشرعة الحب التي ماؤها

منه حياتي في الهوى أستقي

وكوكب العمر الذي نوره

يروي فؤادي الظامئ المعرق

وروضة الإنس التي نشرها

لغير نشر الحب لم يعبق

وراحة القلب التي بردها

يسكب لي السعد الذي أنتقي

ومنيةً للروح تحقيقها

غاية عمري الضائع المنفق

لم يبق مني غيرُ رسمٍ به

دلَّ على ما راح ما قد بقي

أيَّ غمار الحب لم يقتحم

لوائي العالي ولم يخفق

بل أي بؤسٍ منك لم أحتمل

بل أي سعيٍ فيك لم يخفق

كذاك قلبي في الهوى أنه

فيه الرزايا كلها تلتقي

لغير ما ذنبٍ سوى أنه

أسير حب ظاهر موثِقِ

فلا تغالي في مجافاته

وقد تحكَّمتِ به فارفقي

وعامليه بالرضى أنه

يكفيه من حبكِ ما قد لقي

وإنني ما زلت عبداً وقد

خبرتِ إخلاصي فلا تعتقي

بي غيرة تشعرني أنها

موت فؤادي الكاظم المحنَقِ

كأنما قلبي في بحرها ال

غريقُ لم ينجُ ولم يغرق

مرارةٌ جاريةٌ في دمي

وغُصَّةٌ في صدري المطبق

ونزعةٌ في النفس وثّابة

إلى حبيب لي لم يشتق

فقدتُ عزمي أنه خانني

ومن سوى الغيرة لم أفرق

يلجُّ بي اليأسُ ولكنني

أثوي ثواءَ الصابر المشفق

أروح بالبؤس وأغدو به

وبالمحيا العابس المطرق

ولستُ أشكو فالشكايات لا

تفيد غير المزعج المقلق

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل شيبوب

avatar

خليل شيبوب حساب موثق

سوريا

poet-Khalil-Shayboub@

95

قصيدة

88

متابعين

خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب. شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس. سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية. له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان ...

المزيد عن خليل شيبوب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة