الديوان » السودان » التجاني يوسف بشير » من لنواحة الدجى بأخ

عدد الابيات : 45

طباعة

مِن لِنواحة الدُجى بِأَخ يَمـ

ـلي عَلَيها الشجي مِن إِيحائه

يُخلص الآلهة العَميقة مِن أَنبـ

ـل أَنفاسه وَأَزكى دِمائه

قُل لَها صوح الرَجاء وَغاضَت

بِسمات الوُجود بَعدَ اِنقِضائه

عَلَموها كَيفَ الدُموع لِتَستَنـ

ـزف ماء العُيون مِن جرائه

وَاِملأوا صَدرَها أَغاريد لِلمَو

ت عَلى شَدوِها يَد مِن وَرائه

وَيَد المَوت تَنثر القَصد الحَر

ى جَراثيم في مَواضع دائه

فوقت سَهمَها فَلم تُخطئ الشَيخ

وَلَكن تَعجَلت في اِنتهائه

شَهدت مصرع الفَضيلة عَينا

ي وَمَهوى الصَريع مَن عَليائه

وَرَأى ناظِري شَهيداً يَكاد الدَ

م يَجري عَلى جزين رِدائه

وَتَبينت ما يَريع وَأَبصَر

ت فَتى مُقبِلاً عَلى آبائه

فَاِنظُروا حَولَهُ مَلائكة الخُـ

ـلد يَطوفن في جَميل اِحتِفائه

ملك مِن جَناحه يَهب الوَر

د وَيَنشو النَعيم مِن أَعضائِهِ

وَرَحيم مِن المَلائكة الغُر

يَمد الظَليل مِن أَفيائه

كَليل بِالوَرود أَيَّتها الأَمـ

ـلاك أَو ظللي كَريم فَنائه

وَاِحفلي ما اِستَطَعت بِالواحد الـ

ـفرد وَصوني عَلَيهِ بَعض روائه

كَم تَحَرَقت في مَجامر إذكا

ها بِجَنبي طائف مِن رثائه

إِن في لَوعَتي بَياناً وَفي عَيني

مِن وَجدِهِ وَمِن بَرحائِهِ

مَدمَعاً يُلهب الأَسية أَو يُطفئ

في المَسيل وَقَد رَجائه

يا قَضاء رَمى فَأقصد قَلب الدَ

هر في قُدسِهِ وَفي كِبرِيائه

لِلمَسجي بِثَوبِهِ مِن بَقايا

رُسل الخَير أَو صَدى أَنبيائه

قُلت سَيروا بِنَعشِهِ في هَوادي ا

لريح وَاِمشوا بِهِ عَلى نَكبائِهِ

وَاستَفيضوا وَاِستَأذِنوا في سَماء

اللَه يَأذَن إِلَيكُم في سَمائه

وَأَدخُلوها فَمِنكُم خاشع الطَر

ف وَمِنكَم مُستَرسل في بُكائه

وَاِنفُروا في السَماء فَالتَمِسوا الـ

ـفَجر وَصُوغوا ضَريحه مِن ضِيائه

يا ذماء مِن الفَضيلة كُل النبـ

ـل في سره وَفي أَحشائه

غاض في نَبعِهِ الرَجاء وَجَف الأَ

مَل الحُلو في قَرارة مائِهِ

وَاِنطَوى خافق أَغَر مِن الفكـ

ـر عَزيز عَلى بُعد اِنطِوائه

عوجِلَت أُمة عَلَيهِ وَفي أَنفُسِـ

ـنا حاجة إِلى اِستِبقائه

فَاجهَشي لِلبُكاء أَيَّتها الأَنفُـ

ـس أَو أَجملي عَلي لِأَوائه

وَتَعالي نَستَلهم المَوت ما يَر

فَع عَن لُغزِهِ سَميك غِطائه

أَهُوَ المَوت هَذِهِ الهدأة الكُبرى

عَلى وَهدة الثَرى أَو عَرائه

أَهُوَ المَوت هَذِهِ الخُطوة الأُو

لى إِلى مُنقذ الوَرى مِن عَنائه

أَهُوَ المَوت ذَلِكَ الأَبَد المَطـ

ـوي في نفسِهِ عَلى سَيمائه

هَذِ بَينَنا المَظاهر وَالسر

دَفين هُناكَ في موميائه

فَأَجله إِن أَرَدت لا مِن خَيوط الفَجر

إِن شئته وَلا مِن ذِكائه

أَفَتَستَلهم الوُجود مَعاني السَـ

ـموات أَم تَستَمدها مِن هَوائه

تِلكَ مَخبوءة القُرون فَلا مطمـ

ـع في كنهها إِلى اِستجلائه

يا أبا القاسم المطل عَلى العال

لم مِن لَحدِهِ وَمِن علوائه

لَكَ عِندي كُبرى يَد نَبهت ذِكـ

ـرى وَاِستَنفَرته مِن إِغفائه

لَكَ في عاتِقي مَواثيق ما أَجـ

ـدرها إِن تُزيد مِن أَعبائه

كُنت في رِفقة مِن الناس مَوتى

فَاِنتَهَجَت الرَدى إِلى نَزلائه

آملاً أَن تَرى هُنالك أَحيا

ء فَحي الرِغام في أَحيائه

بَعض مَن في القُبور مَوتى وَبَعـ

ـض كانَ في فُقدانه سَبيل بَقائه

رَب هِب مِن لَدُنكَ روح أَبي الـ

ـقاسم ما لَم تَهب إِلى نَظرائه

هب لَهُ رَحمَة السَماء وَبارك

في ذَراريه وَفي أَبنائه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التجاني يوسف بشير

avatar

التجاني يوسف بشير حساب موثق

السودان

poet-al-tijani-youssef-bashir@

50

قصيدة

395

متابعين

التجاني يوسف بشير،شاعر سوداني والملقب بشاعر الروح والوجدان والخلود،ولد التجاني عام 1912م ،في ام درمان، صاحب ديوان شهير في بلاد السودان بعنوان اشراقة، من بيت دين مشهور بالكتياب، وهم ينتسبون ...

المزيد عن التجاني يوسف بشير

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة