داومتُ أن أبني دمي شجراً على صدرِ النهارْ شمساً وقافيةً ونارْ أمضي إلى من شرَّشتْ في القلبِ .. منْ شدتْ على قيثارتي حتى اليدينِ وأشعلتْ لحنَ الرجوعِ إلى الديارْ وإذا أنا ضلعُ المخيمِ أرتدي من وردةِ الشهداءِ منْ .. خطواتهمْ هذا الحنينَ وأرتدي قيثارتي .. أمتدُّ في الأرضِ التي في قامتي وإذا أنا شوقُ المخيمِ أرتدي ضلعَ النهارْ شجراً وقافيةً .. ونارْ *** نامَ الشهيدُ على ذراعكِ فافتحي كلَ النوافذِ للصباحْ نامَ الشهيد على ذراعكِ رائعاً فتدفقي في كلِ أوردةِ الصباحْ شدَ الشهيدُ على ذراعكِ واثقاً .. فتوهجي .. وتوهجي .. أنتِ الصباحْ *** تفاحتي حينَ ارتديتُ شراعها راحتْ تنقطُ ياسمينْ وأنا الحنينُ .. أنا الحنينْ أمشي إلى هذا الألقْ .. أمشي إلى ضلعِ الفلقْ *** داومتُ .. أن أبني دمي داومت لا أرتدُ عن معنى اندفاعي للشجرْ عن كلِ ما كتبَ المطرْ داومتُ أن أمضي إلى جدي يصافحُ قامةَ الزمنِ الطويلْ ويلفَّ فوقَ ذراعهِ وجبينهِ ضوءَ النخيلْ داومتُ ما ارتعشتْ يدي ما أدمنتْ .. غيرَ التشبثِ بالقناديلِ المضيئةِ .. بالدماءْ من أجلِ قاماتِ الصباحِ تلف أوردةَ البلادِ تضيءُ للشجرِ الغناءْ من أجلِ وجهِ الشمسِ في مينائنا إن زغردتْ أو أطلقتْ شهبَ اللقاءْ داومتُ أن أمضي إلى مشوارنا والأرض تأخذني إلى ميلادنا فأصيحُ يا أرضُ المددْ يا أرضنا المددَ .. المددْ كمْ لي إذا لفتْ يداكِ عظامَ جسمي ما يطيبُ من التشهّي واندفاعاتِ المواويلِ العتيقةِ وانتفاضاتِ الحنينْ كمْ لي إذا لفتْ يداكِ حدودَ جلدي حينَ جدّي يرفعُ الشجرَ المحنى بالنشيدِ يمدهُ حتى عروقي كمْ لي إذا شدتْ يدي فوقَ اليدينِ وأسرجتْ هذا اللقاءَ توهجاً كم لي إذا مدنُ البلدْ لمتْ على قيثارتي .. أحلامها .. وتألقتْ حتى دمي .. .. وإذا أنا ضلعُ المخيمِ والمطرْ أمضي إلى قيثارتي وأشد للصدر الشجرْ وأشد للصدرِ الشجرْ ..
الشاعر والأديب والصحفي والباحث الفلسطيني “طلعت سقيرق”، ولد في طرابلس بلبنان عام 1953، ولكنه نشأ منذ الطفولة في دمشق وفيها تلقى علومه حتى نهاية الثانوية، حيث درس بعدها في جامعة ...