على أمواجك السكرى ..
نثرت شباك أيامي.
و في مينائك السحري بين البر و البحر ..
دفنت المارد الولهان من حزني و آلامي .
و فوق حواجز المعبر ..
على الدفتر ، تبخر عزم راحلتي ..
فصارت كل خيل الأرض زاحفة ..
بلا أرجل ..
و كل الخرس من أشجارنا الفصحى ..
ستتلو آية التفسير بعد بيان أحلامي .
فقولي : كيف أمخر بحرك اللجي و الظلمات ترعبني ؟؟
و حبر الدم ينزف من شراييني ..
و أقلامي ؟؟
أنا المصلوب فوق جدار مأساتي ..
و حولي من ركام الحرب طاقة نرجس عطشى ..
و زهرة سوسن ثكلى ..
و كف لست أدري أين ( بنصرها ) و خاتمها ؟؟
و جرح في جدار القلب ..
يغسل ثغره الدامي .
*** *** ***
أنا في واحة الأحزان نخل الظل و الثمر ..
أمد إلى الغيوم يدا ..
فتبصق فوق سعفاتي ..
أبابيل الغد المحزون من توشيحة القمر ..
و أغرس في عميق الرمل آمالي ..
و أرقبها ..
لعل التين و الزيتون يرقص في سلال الجوع ...
لكن المدى المسكون بالقحط استبد على مفارقها ..
..
و ألقى رحله الحيران في نعمى كواحلها ..
فقل لليل : كيف يسربل الدنيا ؟؟
و للأشواق : ما لون اللقاءات الجميلة ..
في رياض الحلم و الشكوى ..
و كيف تزغرد الآهات في ظامي مباسمها ؟؟
*** *** ***
أنا الإسكندر الأكبر .
على أبواب بابل أرسم النسرين و الخنجر .
و أحضر حفلة العرس الجماعي ..
لأن الجند قد تعبوا ..
و في أرض العراق البكر .
آلاف من الغيد العطاش لكي يعشن الليلة الأشهر .
أنا الإسكندر الأكبر .
و هذا الملح من كل البحار الزرق يعلق بي ..
و يأمرني بأن أرجع إلى ( طروادة ) العظمى ..
و لن أرجع ..
هنا سأزوج الريح التي تأتي من الغرب ..
بما في الشرق من سحر و أحقاد ..
و لن أرتاح إلا بعد رؤيتنا لدافق نزفها الأحمر .
أنا ما كنت أحسب أن بابل سوف تغلبني ..
و تشرب نخب مملكتي ..
و تغسلني مياه الرافدين الصامتين ..
بمائها الكوثر .
سأحمل من عطور الليلة الكبرى مناديل الفتوحات التي ..
قد سجلت فيها سطور المتعة الأولى و خيباتي ..
و تحت سنابك الخيل العتيقة ..
أزرع الوعد الكذوب ورنة ا العيدان ترثيني ..
و أغسل ذلك الرمل الحزين بفيض دمعات الجنود السمر ..
في أرض الرسالات .
*** *** *** ..
على شفتي تلال الحبر جارية ..
و في روحي مسارات الإياب الخضر و المنفى ..
فكوني البوح و الإنصات و الشكوى ..
و كوني الزيت و القنديل و السلوى ..
أنا لا شيء إن صنفت في مجموعة الفعل ..
أنا لا صوت إن سمعوا صدى قولي ..
أنا الإسكندر الأصغر ..
أنا المسكين في قصر الخلافة ..
و الخليفة ماجن يسكر ..
أنا المذبوح فوق النطع أهدي للذي يشوي دماغي ..
قطعة السكر ..
أنا المنسوج من خيط المحال و حقده الأصفر ..
رشي على ملحي مياهك و ارقبي ذوباني المنحل..
حيث كآبة المنظر
أنا اللاشيء من لا شيء في اللاشيء ..
أو أصغر .

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الرزاق الدرباس

avatar

عبد الرزاق الدرباس حساب موثق

سوريا

poet-abdulrazzaq-alderbas@

15

قصيدة

68

متابعين

د. عبد الرزاق الدرباس مواليد سورية 1965 م، ركايا كفرسجنة، منطقة معرة النعمان /ريف محافظة إدلب .خريج دبلوم دار المعلمين ثم بكالوريوس اللغة العربية من سورية ثم الماجستير والدكتوراه بطريقة ...

المزيد عن عبد الرزاق الدرباس

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة