الديوان » العصر العثماني » نقولا النقاش » أن تعظم الأهوال حزمك أعظم

عدد الابيات : 39

طباعة

أن تعظم الأهوال حزمك أعظمُ

فلذاك كلٌّ صارخٌ يا أدهمُ

عرف المليك صفاتكم فأقامكم

صدراً لدولتهِ فأنت الأعظمُ

ألقى لعليائكم سياسة ملكهِ

فغدا بصائب رأبكم يتقدمُ

نظَّمت أحوال البلاد بهمةِ

عن حكمة الصدر الخبير تترجمُ

بدقيق وقت والمخاطر جمةٌ

فالكون يرجف والمخاوف تعظمُ

يوماً ترى سلك الإشارة هاتفاً

حرباً ويوماً بالسلام يكُلمُ

كتلون الحرباء في حركاتهِ

طوراً ينوح وتارة يبتسمُ

وقتٌ بهِ أفق السياسة مظلمٌ

والكون من عظم العجاجة أقتمُ

كُتمت سرائره فجاءَ مقفلاً

واللّه في تلك السرائر أعلمُ

فالناس بين موفقٍ ومؤنبٍ

ومصدقٍ ومكذبٍ يتوهمُ

ومعاتبٍ ومراقبٍ ومصاحبٍ

ومجاولٍ ومخاتلٍ تغمغمُ

ونوائبٍ ومتاعبٍ ومصاعبٍ

وعجائبٍ وغرائبٍ تستعظمُ

والبر يلمع بالسلاح كشعلة

والجيش في كل الجهات عرمرمُ

وكذا المدافع فاغرات فمها

للنطق قد برز الأصم الأبكمُ

وصواعق البحر المهولة أكمنت

ويلاه أن دفعت ترى من يسلمُ

فكأنما الدنيا تراها شعلةً

أدواتها جمعت وكادت تضرمُ

فبرزت تقتحم المعامع هاتفاً

موتاً علي ذل الحيوة أقدمُ

لا يسلم الشرفع الرفيع من الأذى

حتى يراق على جوانبهِ الدمُ

وخرجت من تحت الغبار مكللاً

نصراً وحاشا مثل نصرك يثلمُ

فحفظت شأن الدولة العليا التي

هي شأنها الشرف الرفيع الأعظمُ

ورددت آراءَ الملوك بحكمةٍ

آراءُهم تبنى وحزمك يهدمُ

دافعت عن شرف البلاد بهمةٍ

عليا وحاشاها تلامُ وتندمُ

أمدبر الجمهور يا عَلماً أيا

ملجأ البلاد ويا حماها المحكمُ

لا تخشى يا مولاي بأس عدونا

أنَّا أسود الحرب وهو العيلمُ

اللّه أكبر أن جيش مليكنا

ملأ البسيطة فهو موجٌ يلطمُ

من كل أروع فاتك وسيمذع

شاكي سلاحٍ كالسعير يدمدمُ

وبوارج النصر العزيز كأنها

جبل يسير وقلعة لا تهدمُ

تحكي الرياح بسيرها ومرورها

وكان أكرتها القضاءُ المبرمُ

فهي المدرعة التي أن صادمت

فتكت وأن صدمت بلاء أعظمُ

كتب الإله على طراز لوائها

ظفراً يصاحبها ونصراً يخدمُ

أتخاف سطوتهم وحاشا بأسنا

ومليكنا عبد الحميد الأعظمُ

ملك يدافع عن صحيح حقوقه

فهي المقدسة التي لا تثلمُ

فاللّه يحفظ ملكهُ ويصونهُ

وبستر قدرتهِ عليهِ يخيمُ

وكفى بهِ ملكاً عظيماً قد حوى

كسموكم ذاتاً بهِ يتعظمُ

أشرقت في أفق الصدارة سيدي

شمساً ومنها تستضيءُ الأنجمُ

هنَّاك رايات الملوك بحزمهِ

حاشا صفاتك أن يعددها فمُ

أوجبت يا مولاي كل صحائف الت

اريخ في غير ذكرى صفاتك ترقمُ

دع سيدي للغير ذكراً إنما

في غير ذكراك اليراعة أبكمُ

فلذلك النقاش عاهد نفسهُ

في غير مدح سموكم لا ينظمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نقولا النقاش

avatar

نقولا النقاش حساب موثق

العصر العثماني

poet-niqula-al-niqash@

80

قصيدة

18

متابعين

نقولا إلياس نقاش ,أديب وصحافي لبناني، ولد سنة 1825م، في بيروت ويعتبر من رجال القانون في العهد العثماني، عمل بالتجارة بين عامي 1859-1868. ثم انتدبته الدولة موظّفًا في ...

المزيد عن نقولا النقاش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة