أنا موحش دربي و مقفرة دنيايَ من كل المسرّات ! أتذكر الماضي فأ نكره وأخاف مما يضمر الآتي ماذا يخبىء في غياهبه هذا الزمان الأخرق العاتي أتظلّ لعنته تطاردني حتى اكتمال فصول مأساتي ؟! * * * أنا في خريف العمر يقعد ني عجزي ، ويملأ روحيَ القلق ! أ أقارع الدنيا و أهزمها وأنا سلاحي الحبرُ و الورَقُ ؟ أ لِحِكمةٍ كانت مغامرتي أم أنّها أوحى بها النزقُ و هل الرسوّ مآ ل أشرعتي مِن هول رحلتها أم الغرق ؟ * * * يا أيّها الناؤون عن بصري يا أهل بيتي ، يا أحبائي أنا ها هنا كالطير زُجّ به في قلب عاصفةٍ و أ نواء تلقي به الأقدار في سبُل ٍ خفيَتْ معا لمها على الرائي و يكاد يفقد في تخبّطه أمل اللحاق بسربه النائي * * * يا من تعزّ عليّ فُرقتهم إني هُزمتُ ، و خانني الجَلدُ طال التنائي بيننا و بدا و كأنّما ميعاده الأبد مالي و للدنيا تراوغني أبداًً و تخلف كلّ ما تعد تبدي سراباً لي فأتبعه و أظل أجري و هو يبتعد * * * لهفي على ما ضاع من عمُري هدراً ، و هل يتكرّر العمُر؟ لمْ أدّخرْ لغدي ، و لا افتتنت نفسي بما افتتنت به البشرُ و أ بت طباعي أ ن أجاريَهُمْ و أحيد عن قيم بها كفروا و حسبت أنّي صانعٌ قدَري و إذا أنا يلهو بيَ القدَرُ
رشید یاسین عبّاس الرّبيعي،صحفي وشاعر وناقد أدبي وأستاذ جامعي عراقي.
ولد في بغداد سنة 1929،وأكمل تعليمه الابتدائي والثانوي فيها. ثم تابع تعلميه في علوم المسرح
في بلغاريا فنال البكالوريوس، وحاصل على ...