الديوان » العراق » رشيد ياسين » ذكريات في ليلة مقمرة

من خلال العريشة ينساب ضوء القمرْ
قَطرَاتٍ من الدمع ، فضّية ً، شاحبه...
والحديقة مقفرة ، يتهامس فيها الشجرْ
عن هوانا وأحلامنا الذاهبه..
عن عذوبة صوتكِ ، عن سحر عينيك ، أيتها الغائبه !
حين كانت تنام المدينة تعبى
وتهدأ حاناتها الصاخبه
وينادي " الإله الصغيرُ "
فتفتح مملكة السحر أبوابها
وتوافي الأميرة فارسها المنتظرْ
كنت آخذ وجهك في راحتيّ
وأمعن فيكِ النظَرْ..
آه ، كم كنت مذهلة ً في ضيا ء القمرْ !
أتذكر رنة صوتك ،نظرتك الوالهه...
أتذكر كم كنتِ شفافة ً...
كعذارى الأساطير ، كالآلهه !
و تعود إلى خاطري الآن بين ركام الصُوَرْ
لحظة كنتُ فيها حزيناً ،
وكنّا نودّع ليلتنا تلك عند تخوم السحَرْ...
قلتِ لي ، و ذراعا ك حولي :
لماذا الأسى ، يا حبيبي ؟
أليست هناك ليال ٍِأخرْ ؟
و كتمتُ هواجسَ روحي و إحساسَها بالخطرْ
لم أقل لك لحظتها أنني كنت أسمع
من خلفنا خطوات القدَر !
لم أقل لكِ إنّ هوانا سيهزم يوماً ،
فقد كان أنقى و أجملَ
مما يطيق غباء البشر !
* * *
أين أنت ، ترى ، الآنَ ، أيتها الغائبه ؟
هل توقفَ جرحك عن نزفهِ ،
فخرجت لتمضي مساءك في حانةٍِ صاخبه ؟
أم فتحتِ نوافذك الخُضْرَ
ينساب منها ضياء القمَرْ
وجلستِ – كما أجلس الآن –
حالمة ًبهوانا و أيّامنا الذاهبه ؟ !

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن رشيد ياسين

avatar

رشيد ياسين حساب موثق

العراق

poet-rashid-yassien@

35

قصيدة

228

متابعين

رشید یاسین عبّاس الرّبيعي،صحفي وشاعر وناقد أدبي وأستاذ جامعي عراقي. ولد في بغداد سنة 1929،وأكمل تعليمه الابتدائي والثانوي فيها. ثم تابع تعلميه في علوم المسرح في بلغاريا فنال البكالوريوس، وحاصل على ...

المزيد عن رشيد ياسين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة