أَمسِ وقفْتُ على بَرَدى بَعدَ قليلٍ تُمسي أياميَ في الشام ثلاثين مدى أوراقٌ مزقَها العشاق على الماء وراحوا دون صدى لم يعد النهرُ صغير لم تعد الكلمات صغيرة لم يعد الصمتُ حجر أغلقنا رغبات الشباك برقة قلب ونسينا الصبحَ بدون مطر مر اثنان من العشاق المبتدئين وقالوا علبةُ نسيان فارغة لا تحمل أي خطر حدقت بهم وسكت مطر في الحزن هناك على بردى مصطبةٌ وضبابٌ واثنان كأنهما نسخةُ حزن منا شيء لم يتغير في الشام عشقي وتمر الأيام عشقي ويرن الهاتفُ لم يتوقف منذ ثلاثين يرن لكن من كثرة ما استعمله العشق محا الأرقام وأدرتُ الأرقامَ الممسوحةَ مراتٍ مراتٍ رد الصمت لقد كانوا بالأمس هنا ما تركوا شيئا يُذكرُ غير الصمت دع الأيام تنام أمسِ ألوف الناس على بردى رغم ألوف النسيان ظمئتُ أراهم أتذكر أرقام الأمس أدرتُ الصفرين أجاب المقسمُ جرِّب بثلاثة أصفار حدقتُ من الهاتف في المقسم في حزن لم يَكُ مقسمَ تلكَ الأيام وتساءل طفلٌ مرَّ بصمتي هل بغدادُ على بردى؟ أومأتُ بقلبي وعلى دجلة أيضا تقع الشام
ولد مظفر النواب في بغداد عام 1934 لعائلة شيعية أرستقراطية ذات أصول هندية وكانت تهتم للغاية بالفنون والآداب والشعر والموسيقى، وكثيراً ما كان قصر العائلة المطل على نهر دجلة مقراً ...