الديوان » نادر الحدّاد » دع عنكَ شِعري

عدد الابيات : 14

طباعة

يا مَن رمى الجهلَ تاجًا فوقَ هامَتهِ

وظنَّ أنَّ ظلامَ الجهلِ قد غلبا

تتيهُ في ظلمةِ الأوهامِ مُدَّعيًا

والعلمُ عنكَ بَعيدٌ، ليسَ مُقتَرِبا

أيا عدوَّ الفِكرِ، إنَّ الفكرَ مرتبةٌ

لا يبلُغُ الجاهلُ المجهولُ ما طَلَبا

تحسبُ الباطلَ نورًا، في خُيالاتٍ

كأنَّ في زيفِكَ الأشباحُ قد نَصَبا

ما أنتَ إلا غُبارٌ في دروبِ هُدى

يحجُبُ النورَ، لكنَّ النورَ قد وَثَبا

فإن نطقتَ، غدا صوتُ الرياحِ صدى

وإن تَحركتَ، ظلَّ الوهمُ مُكتئِبا

أنا الذي عانقَت أنوارُهُ عَلَما

يُذلُّ بالعلمِ من بالجهلِ قد نَهَبا

نشأتُ في عزةٍ والنسبُ مرتفعٌ

حيثُ الفخارُ على أعتابِنا حَسَبا

وفي قصائِديَ الخُلْدُ، الذي خَفَتَتْ

فيه الأصواتُ، ولم يبقَ سوى الأدَبا

إذا كتبتُ، استوى التاريخُ قافيتي

حتى توارى، وفي ذكرايَ قد رَغِبا

أنا ابنُ مجدٍ تُحيي الشِّعرَ قافيتي

ويحملُ الفكرُ من أشعاري ما سَكبا

قد كنتُ في الأرضِ نجمًا في العُلا شَرَقا

تخشاهُ حتى الدهورُ إن بها اقتَرَبا

فيا عدوَّي، وما في الجهلِ منزلةٌ

تبغي بها الفخرَ، أو بالنورِ مقتَرِبا

دع عنكَ ما ليسَ أهلاً في مقاصِدِهِ

فالعلمُ سيفي، بهِ الجهلُ قد انسَحَبا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نادر الحدّاد

نادر الحدّاد

30

قصيدة

نادر الحدّاد هو طيّار وخبير اقتصادي وشاعر عربي ينشر أعماله باللغتين العربية والفرنسية. أصله من تونس ويقيم في العاصمة الفرنسية باريس.

المزيد عن نادر الحدّاد

أضف شرح او معلومة