الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » يا للهوى من فتنة الأجفان

عدد الابيات : 40

طباعة

يا  لِلَهوى من فتنةِ الأَجفانِ

سَلَّت  سُيوفَ الغنجِ من أَجفان

أَخذت  بِقَلبي للصبابةِ وَالهَوى

مِن بعدما أَخذَ النُهَى بعِناني

لَحظَت فيا شجوَ الظُبَى من لحظها

وَسعَت فيا لفضيحة الأَغصان

لَم  يَثنها لما رنت عَن مُهجَتي

حَزمي  وَلَم يَسَعِ الهَوى كتماني

هِيَ كَيفَ شاءَت بِالحَشاشة حُكمُها

وَأَنا  كَما شاءَ الغَرامُ أُعاني

وَلَهي عَليّ تعزّزٌ وَلَها علي

ي  تذللي في العشق كَيفَ تَراني

يُردي الفؤادَ كليلُها ظُلماً وَلا

أَشكو وَيَشكوني الحَبيبُ الجاني

مَن  لي بِأَني في هَواها عَبدُها

وَلَها عليَّ تحكُّمُ السُلطان

نَعساءُ من دلٍّ أَبِيتُ بوجدِها

أَبداً  بِليلِ الساهدِ الوَلهان

لَكِ  يا لحاظَ معذِّبي ما تَشتَهي

من قلبِ ذي وَجدٍ وَجسمٍ فان

حلٌّ  دَمي ها فاسفكيه وَإِنَّما

أَرعى  حقوقَ لواعجِ الأَشجاني

ظُلماً  منعت لَدى الصَبابة وَالهَوى

جلدي فَما لي غَير دَمعٍ قان

علّمتني أَني أَهيمُ مع الهَوى

فَعلى السلوِّ سَلامُ غَير مدان

بِاللَه يا لحظَ الحَبيبِ وقدَّه

ما  تَصنعاهُ بصارمٍ وَسِنَان

دلّهتُماني في المَحبةِ بَعدما

خَضعَت  لديّ معاشرُ الأَقران

أَبديتُما من خدّه رَوضاً زَهى

فَسقيتُه بالمَدمعِ الهتّان

وَمنعتُما  هذا  وَبارقَ ثغرِهِ

أَعني  العُذَيبَ وَرَوضةَ النعمان

قرّبتُماني  للهوى وَتركتُما

ني دُون ما أَرجوه بالحرمان

آهٍ عَلى جَنّات حُسنٍ دونَها

يَشكو  فؤادي لَوعةَ النيران

دلٌّ  أَذلَّ معزَّتي في حُبِّها

فَمعزّتي وَمذلّتي سيّان

رقّ العَذولُ وَما شَكَوتُ لَهُ الهَوى

عَجَباً  وَمَن أَشكو إِلَيهِ جفاني

يا  للَهوى من لحظِ مَن أَهوى لَقَد

أَردى فؤادي وَاستطارَ جناني

إِني لأعجب من سقامِ جفونِه

وَهِيَ الصحيحةُ في فعالِ يمان

للّه أَيُّ عجائبٍ في حُسنهِ

أَخذت  عِنانَ مجامعِ الأَذهان

لم تسمح الأَزمانُ قِدماً قبلَهُ

بظهورِ  حُسنِ الحُور في الولدان

هوَ مفردٌ في ذا الزَمان بِأَسرِه

تَيهاً يُريكَ تلوّنَ الملوان

وَيل القلوبِ إِذا انثنى وَإِذا رَنا

بِالنرجسِ الزاهي وَغُصنِ البان

يَبدو فَتبصرُ كُلَّ قَلبٍ عاشقاً

يَشكو الصَبابةَ دائمَ الخفقان

مِنهُ الدَلالُ وَمِن فؤادي ذلُّه

شتّانِ فيما بَيننا شتّانِ

نالَ  المحاسن فهي بَعضُ صفاتِه

وَعَن  التدلُّلِ مِنهُ لا تَسَلان

فيهِ فَنيتُ صَبابةً وَعَليهِ متـ

ـتُ تذللاً وَسلوا الغَرام مكاني

تَاللَه كَم من لَيلةٍ قضّيتُها

الفكرُ راحي وَالنُهى ندماني

ناءٍ  عَن السَرّاء تبكي أَعيني

وَالجسم بَين تحوّلٍ وَتفان

تَرمي  بيَ الأَفكارُ أَنَّى تشتهي

فَأَنا مع الأَفكار طَوعُ زَماني

هَذا هوَ الحُبُّ المُقيم وَهَكذا

يَفنى المتيّمُ في غَرام حسان

لي  أَعينٌ في حُبِّه تَجري وَبي

قَلبٌ محطُّ رَواحلِ الأَحزان

آهٍ  عَلى  دَمعٍ وَحُزنٍ دائمٍ

مِن  هجره وَنَوىً وَجسمٍ فان

جلّ  الذي أَولاه كُلَّ ملاحة

وَعَلَيهِ كل صَبابة أَولاني

لَم  أَنسَ  يَوماً عزَّه وَتذلّلي

وَالعاذلون بمعزلٍ عَن شاني

ناديتُهُ  لما دَهاني حُبُّه

يا  للهوى من فتنةِ الأَجفان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

977

قصيدة

9

الاقتباسات

13

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة