الديوان » لبنان » أديب التقي » سل الشرق كلا من جديدك أوبعضا

عدد الابيات : 29

طباعة

سَلِ الشَرقَ كُلّاً مِن جَديدك أَوبَعضاً

لَياليَ كانَ الشَرق أَبلَجَ مبيضا

لَيالٍ بِها الشَرقيُّ أَطلَع أَنجُماً

مِن العلم فيهنَّ السَما تَحسد الأَرضا

لَقد حَشدت أَبناؤه العلم في الوَرى

فَولىّ بِهِ جَيش الجَهالة وَاِنفَضا

تيقَّظ لِلعَلياءِ وَالغَرب سادرٌ

بِلَيل عَماه وَهُوَ لَم يَذق الغُمضا

حَنانَكَ عَهد الشضرق هَل أَنتَ راجِعٌ

بِما نَبتَغي أَم لَيسَ تَحناننا يُقضى

لَقَد سارَ في نَهج الحَياة عَلى وَنى

بنوك وَأَهل الغَرب ساروا بِهِ رَكضا

لَقَد عَضَّك الدَهر الخؤون وَلَم تَكُن

أَخا مِرَّةٍ إِن عَضَّه حَدَثٌ عَضّا

بني الغَرب سخَّرتم بِجِدِّكُم القوى

وَقَد راحَ يَطغى بَحر علمكُم فَيضا

وَوفَّرتمُ المال الكَثير لَديكُم

فَلَم تَسأَموا دَفعاً وَلَم تَسأموا قَبضا

وَها نَحنُ أَهلَ الشَرق أَقعَدنا الوَنى

فَلا نَستَطيع اليَوم بَسطاً وَلا قَبضا

لَكُمُ عَدَدٌ إِن صرَّ في الحَرب نابَها

تَداعى لَها رضوى وَثَهلان وَاِنقَضا

نعم إِنكُم أَقوى وَلَكن قِواكُم

أَرى أَنَّها حضَّت عَلى هَضمنا حضاً

رَفضتُم حُقوق الشَرق وَهِيَ صَريحة

وَحُجَّة أَهل الشَرق لا تقبل الدَحضا

أَيا جابري العظم المهيض أَراكُم

إِذا تَمَّ جبر العَظم جدّدتُمُ هَيضا

أَلا فاِنظُروا هَل غَيرُ ما جئتمُ بِهِ

إِلى هِذِهِ الحال الوَخيمة قَد أَفضى

وَعُدتُم وَقَد أَخلَفتُم ما وَعَدتُمُ

وَيا شَدَّ ما أَتبعتمُ عَهدَكُم نَقضا

بُروق مِن الأَطماع كَم خَرّ حَولَها

صَريع وَلَم يَشهَد لِبارقها وَمَضا

إِذا كانَ فَرضاً حُبّ كُلّ فَضيلة

فَحُبّ سِواها كانَ عِندَكُم الفَرضا

نَظَرتُم إِلَينا مِن بَعيد فَلَم تَروا

لَنا باطِناً حَتّى وَلا ظاهِراً أيضاً

وَرُحنا لَدَيكُم مُزدَرينَ كَأَنَّنا

بِأَعيُنكم أَقذاء تَمنعها الغُمضا

أَأَحرار أَهل الغَرب أَمّوا بِلادنا

تَرَونا كِراماً لا نُسِرُّ لَكُم بُغضا

تَعالوا إِلَينا لا لِفَتح وَغارةٍ

لِتَستَعبدوا حراًّ وَتَستعمروا أَرضا

وَلَكن لِتَرتادوا حَقائق شَرقنا

وَتَستَمعوا للقَلب عَن كَثَبٍ نَبضا

تعالوا إلَينا وَاِحملوا الحُبّ وَالرضى

تَرونا صِحاحاً لا كَما قُلتمُ مَرضى

حَمَلتُم إِلى الشَرق الإِسار وَجئتم

تُراضونه وَالشَرق بِالأَسر لا يَرضى

طَلَعتُم عَلَينا بِالتَمَدّن شانه

نَقائصُ خيرٌ مِن مَراكبها الفَوضى

وَعلّمتم الشرقيَّ ما عاشَ أَنَّهُ

بِغَير الدَم المَسفوح لا يَحفظ العِرضا

تَمدُّننا أَعلى مَناراً وَرُوحنا

بِرَغم اِنحِطاط الجسم عِندَ العُلى أَرضى

قَضينا بِهِ حَقَّ المَعالي وَإِنَّهُ

لِحَق المَعالي مِن تَمدّنكم أَقضى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أديب التقي

avatar

أديب التقي

لبنان

poet-Adib-Altaaqy@

141

قصيدة

1

الاقتباسات

0

متابعين

الأديب أديب بن سعيد التقي البغدادي هو أحد الشخصيات المميزة في العالم العربي، وُلد عام 1895م في قرية الشبعا الواقعة ضمن قضاء حاصبيا في لبنان. نشأ في بيئة متواضعة وتلقى ...

المزيد عن أديب التقي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة