بَكَتِ الجُموع وأنّتِ الأرجاءُ

وكسا المدائن مأتمٌ وعزاْءُ

وتجرعت إب الجميلة حزنها

واغرورقت بدموعهاالخضراء

لما تناقلت المسامع إسمه

وغفا مساءً نجمه الوضاء

ناشدتهم لا تجعلوه محمداً

بن قاسمٍ فلعلَّ ذاك هراء

قالوا عرفنا أن مثلك لوأتى

نباءٌ كهذا ، حلّ فيه بلاء

قلت القضاء يطول فرعا شارداً

حيناً وتلكم دوحة فرعاء

كان الجميع يعيش في أكنافها

بل يستظل بظلِّها الدهماء

إنا لفي زمن تزايد بطشه

من عاش مِنّا صاده الأعداء

الموت يحصد بيننا أخيارنا

وحصاده الأعلام والوجهاء

في حين أحوج مانكون بحاجة

لقلائل من بيننا شرفاء

من قال أن الموت سهم طائشٌ

ويد المنايا خبطها عش،واء

الموت حق في الأنام مقدّرٌ

ويد المنون بأرضنا عسراء

رمز الوفاءورب كل خليقة

لا يحتويها مثلبٌ وثناء

للمُتعَبين ولليتامى موئلا

ولزائرٍ أو وافدٍ معطاء

هل ياترى يأتي الزمان بمثله

عجبا وهل يتشابه العظماء

تتشابه الأشخاص في نبراتهم

ولربما تتشابه الأسماء

لكنما الأفعال شيمة أهلها

ونتائج الأفعال ليس سواء

فالعُود ينفح طيبه بجذوره

وبأصلها تتمايز الأشياء

حدِّث ومهما شئت عن حسناته

وا مدح خصالاً قالها البلغاء

لن تستبين إليك إلاّ يعضها

فجلائل الأعمال منه خفاء

كم من فقير في غياهب سجنه

نال الخلاص وفوق ذاك(عطاء)

ولرب محكومين هاهم بيننا

من سعيه وبماله عتقاء

خرجت جموع الخلق ثكلى خلفه

وكأن عرفان الجميل بكاء

لو كان مقدورٌبنا،بجميعنا

ردّ الجميل إليك فهو هباء

يا سيد الأفضال فينا كلها

ربيّت جيلاً فيهم العلماء

وغرست في جيل الشباب هويةً

ظهرت عليهم همّةٌ وإباء

شرف المدينة تاجها وفخارها

عنوانها وجبينها الوضاء

كابدت في إسعاد غيرك جاهدا

ولكل فرد بلسم وشفاء

جاوزت غيرك رفعةً ومناقبا

وفعلت مالا يفعل النبلاء

ووهبت نفسك حاميا ومدافعا

فحواك مجدٌ كله أضواء

سيظل ذكرك في القلوب مخلدا

ولسوف يحمل ذلك الأبناء

غفر الإله لوالديك وخصهم

بمنازل الفردوس حيث يشاؤا

وحمَى بنيك لنا وأصلح شأنهم

ولعله يتلو الوفاءَ..وفاءُ