الديوان » العصر العثماني » جميل صدقي الزهاوي » نطقت حشاشة محسن تتبرم

عدد الابيات : 22

طباعة

نطقت حشاشة محسن تتبرم

حتى اذا سكتت ونى نطق الدم

للّه تلك النفس كيف تمزقت

برصاصة وثابة لا ترحم

ضحى الرئيس بنفسه لبلاده

لما رأى ان السياسة تغشم

ضحى باغلى ما لديه لاجلها

والليل مسدول الذوائب اسحم

بعد الرجاء عراه يأس مثلما

عقب النهار يجيء ليل مظلم

فمشت به نحو الحتوف جريئة

رجل اذا ما صممت لا تحجم

هذا لعمري في البطولة فوق ما

في الحرب يفعله الكمي المعلم

للجرح فوق القلب منه فتحة

تحكي فماً في صدره يتكلم

ابلغ بما ادلى به من حجة

لما تكلم دامياً ذاك الفم

جود الرجال بمالهم عظم لهم

والجود بالنفس العزيزة اعظم

غير الذي فعل الرئيس بنفسه

ماذا عسى ان يفعل المتبرم

في كل بيت للرئيس مناحة

في الرافدين وكل يوم مأتم

حملوه يبغون القبور وخلفه

سيل من البشر المشيع مفعم

فمضى يعج وراء موكب نعشه

جيش من المتفجعين عرمرم

لم تشهد العصر القديمة موكبا

ضخماً كموكب نعشه يتقدم

يا مطلقاً في صدره لرصاصه

سرفي طريق الموت فهو الاسلم

تاللَه انك بانتحارك يائسا

عن كل ابناء العراق تترجم

ليل وزوبعة وبحر ثائر

انا لا أرى ان السفينة تسلم

انا ان سكت عن الذي قد غمني

فدمي الذي اهرقته يتكلم

لا ينكر الاعقاب صدقي بعدما

في صفحة التاريخ سجله الدم

ولقد تحملت المصائب كلها

من اجل اوطاني التي هي تظلم

تلك التي فيها مآثر اسرتي

وربوعهم وقبورهم والاعظم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جميل صدقي الزهاوي

avatar

جميل صدقي الزهاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-jamil-sidqi-al-zahawi@

373

قصيدة

2

الاقتباسات

138

متابعين

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن المنلا أحمد بابان، الزهاوي. شاعر، ينحو منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر. مولده ووفاته ببغداد. كان أبوه مفتيها. وبيته بيت ...

المزيد عن جميل صدقي الزهاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة