الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » حسن الهجر مع القرب لعيني

عدد الابيات : 46

طباعة

حَسّن الهَجْرَ مع القُرْبِ لعَيْني

أنّنا لا نلتقي إلا بَبيْنِ

وَدَّعونا وفؤادي مَعهمْ

يا سقَى اللهُ عهودَ الظْاعنَيْن

واستَرابَتْ ببُكاها مُقلتي

كان مِن شَأْنَين أو من وَدَجَيْن

كُلُّ حَربٍ سَمِعوا يوماً بها

أوقَعوها بين أيّامي وبَيْني

والعيونُ العامريّاتُ إذا

فتكَتْ أنستْكَ فَتْكَ العامِرَيْن

بسهامٍ ما بَراها صَنَعٌ

وسُيوفٍ ما جلَتْها يَدُ قَيْن

منَ عَذيري مِن تَمادي حُرَقي

وتَوالي قَطَراتِ الدَّمْعَتَيْن

لي هوىً يُبْلي ولي دمعٌ يَشي

أىُّ أسراريَ تَخْفَى بينَ ذَيْن

ما على العاشقِ من عَتْبٍ إذا

خُزنَت أسرارُهمْ في المَدمَعيْن

هُمْ سَبَوا قلبيَ حتّى لم أجِدْ

مَوضعاً فيَّ لسرّي غيرَ عَيْني

أيّها الرَّكبُ بشَرقيّ الحِمى

هل لكمْ عِلْمٌ بأهلِ العَلمَيْن

ظَعنوا في أيّ واديّ الكُوَى

وحدا بالقلبِ أىُّ الحاديَيْن

يَملأ لِبيدَ بأشياخهمْ

كُلُّ عيديٍّ نَجيبٍ وعُصَيْني

ويُغيبُ الشّمسَ في نَقعهمْ

مَرَحُ الخيلِ وتَجريرُ الرُّدَيْني

وعلى أكوارِهمْ من وَجْرة

سُدُمُ الآرامِ تَنْحو رامَتَيْن

فيهمُ مَنْ عَلِقَ القلبُ به

وأطالَ الوجدَ غيْظُ اللاّئمَيْن

والقنا يَسْعَى حَوالَيْ خِدْرِه

دَورةَ الهُدْبِ على إنسانِ عَيْن

أسلَم الصَبَّ إلى حَرٍّ الجوَى

وإلى القَطْرِ بقايا الدِّمنتَيْن

لا تَظنُّوا أنّ سَجعاً شاقَني

أنا أطربتُ حَمامَ الواديَيْن

أنا علَّمتُ الشّتا حينَ بكَى

دَمعَهُ يَرقُمُ رَسْمَ الرَّقمتَيْن

لك أن تُخلِفَ ميعادَ الحَيا

أيّها البرقُ ولا بالرَّقمتَيْن

فسقاها غيرَ ماحِ رسْمها

دانيَ الهَيْدَبِ نائي الحَجْرتَين

واقفاً يبكي على آثارهم

وِقفةَ العاشقِ بَيْنَ العاذِلَين

يَسبِقُ الرَّعدَ ببَرقٍ مثْلَما

يَبْدُر الزَّجْرُ بلَمْعِ الحاجبَيْن

لستَ يا غَيثُ وإنْ روَّيتَها

مثْلَ زينِ المُلكِ في جودِ اليَدين

ومتى تَتْركُ أن تُشبهَهُ

فامْطِرِ الأرضَ بِتبْرٍ أو لُجَين

ماجدٌ كلتا يدَيْه في النَّدى

رِفدُها يخجِلُ رِفْدَ الرّافدَين

هو مَعْنَى العَدْلِ جوداً لا هوى

وهْو زينَ المُلك صدْقاً غيرَ مَيْن

زانَه حين دعاه زَينه

ولقد يدعَى بزَينٍ غيرَ زَين

يَحمِلُ الوَفْدَ إلى أبوابهِ

كُلُّ مُرتاحِ مَجالِ النّسعَتين

كَسبوا بينَ الأيادي بالسُّرى

والمطايا كَسْبُهمْ رُوحاً بأَيْن

صائبُ الرّأيِ بَعيدُ المُنتهَى

طاهُرُ العِرْضِ حَميدُ الشيمتَين

حَسَن أحسنُ ما في حُسنه

خُلُقٌ يَعدِلُ سَمتَ الحَنّين

لو رأينا مِثْلَه في عَصْرِه

لرأينا في المنامِ القَمَرين

وإذا هَزَّ لخَطْبٍ قَلماً

ناب عن كُلِّ رقيقِ الشَّفْرتَين

وإذا أعملَ حَدَّيْ رأيه

في عَدُوٍّ كان أمضَى المُرهَفيْن

جُمع الجَدُّ معَ الجِّدِ له

لا يزالا عندهُ مُجتَمِعَين

وتَناهَى العلْمُ والجودُ به

فتَواردْنا لبَحْرٍ لُجَّتَيْن

أسرَع الصّومُ إلى ساحتِه

باسمَ الثّغْرِ صَدوقَ البُشْرَييْن

فَلْيصُمْ أمثالُه في نِعمةٍ

وعُلاَ تَبقَى بقاءَ الرّافدَين

يا مُقيمَ المجدِ في أعلَى السُّها

ومُطارَ الذِّكْرِ بينَ الخافقَين

هاكَها مصقولةً لو جُسِّمَتْ

قُرِّطَ السّامعُ منها دُرَّتَيْن

مَأْخَذُ الشِّعْرِ قَريبٌ أَمَمٌ

فإذا شئْتُ يفوقُ الفرقَديْن

فابْقَ في عزِّ عُلاً لا يَنقضي

عَهدُه قبلَ مآب القارِظَين

تَقتفي كُلَّ وليٍّ بغِنَى

وإلى كُلِّ أخي ضِغْنٍ بحَين

فإذا غَيَّر حالاتِ الورَى

كان كالدَّهرِ مُقيمَ الحالتَين

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة