الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » ماذا يهيج غدوة شجني

عدد الابيات : 32

طباعة

ماذا يُهيَّجُ غُدْوةٌ شَجَني

من صَوْتِ هاتفةٍ على فَننِ

لم يَبْقَ لي دَمْعٌ فتُجْرِيَه

لم أَنسَ أَحبابي فَتُذْكِرَني

وأنا الفِداءُ لمُقْلتَيْ رشَأٍ

سَلَب الفؤادَ غداةَ ودَّعني

ما ضَمَّني يومَ الرَّحيلِ هَوىً

بلْ كان يُدْنيني لِيُبْعِدَني

تاللهِ لم تَرَ عاشقاً كمَداً

إن كنتَ يومَ البَيْنِ لم تَرَني

والقلبُ يَسْبِقُني وأَتبَعُه

والدَّمْعُ أسرِقُه فيَفْضَحُني

وعلى ركابِهمُ بُدورُ دُجىً

هَيَّجْنَ يومَ تَحمَّلوا حَزَني

بالعيسِ سِرْنَ ولو بكَيْتُ كما

أَمرَ الفراقُ لَسِرْنَ بالسُّفُن

قامَتْ تُودِّعُنا وقد سفَرَتْ

فبدا لنا قَمَرٌ على غُصُن

وجْهٌ إذا هُوَ صَدَّ عن كَلَفٍ

قَرَنَ القَبيحَ بهِ إلى الحَسَن

وعزيزةٌ لدَلالِها نُكَتٌ

تَخْفَى على المُتَأمِّلِ الفَطِن

تَخْشَى سُلوِّي كلّما بَعُدَتْ

فتُقيمُ لي طَيْفاً يُشوِّقُني

وتَغارُ منه إذا أنسْتُ به

فتَهيجُ لي ذِكْراً يُؤَرِّقني

يا صاحبيَّ دعا مَلامَكُما

فسِوى مَلامِكما يُلائمُني

لا تُعْلِماني لا عَدِمْتُكُما

بالدّهرِ إنّ الدّهْرَ عَلَّمني

مارسْتُ أيّامي مُمارسَةً

من لَيّنٍ فيها ومِن خَشِن

وذكرتُ فيها غيرَ واحدةٍ

والنّائباتُ عجيبةُ المِنَن

مَنْ لم يُعرِّفْني الخطابَ ولم

يَكْشِفْهُ لي فالخَطْبُ عَرَّفني

نشَز الجبالُ على مُعانَدتي

ولطالَما كانتْ تأَلَّفُني

وعجيبةٌ يا أصفهانُ إذا

نَظَروا وأنتِ رئيسةُ المُدُن

أنْ تُصْبِحي عَيْنَ البلادِ وما

لي فيكِ إنسانٌ يُلاحظُني

ويُعلِّلُني بصدودهِمْ نَفَرٌ

قد كان وَصْلُهمُ يُعَلِّلُني

ولقد يَهونُ عليَّ هَجْرُهمُ

لو أنّ لي قلباً يُطاوِعُني

دَعْني وذاك فلستُ مُنتهِياً

يا صاحِ إلاّ أنْ يُبَدِّلَنى

دَأْبي ودَأْبُ الدَّهْرِ أَنّيَ مَنْ

قاربْتُه في الوُدِّ باعَدَني

وإذا يَعِزُّ الشَّيْءُ أَطلُبُه

وإذا تركْتُ الشّيْءَ يَطلُبني

ومُصادِقي رَجُلانِ إنْ عُرِفا

من غُرّةِ الإنْصاف والزَّمَن

إمّا صديقٌ لستُ أُنصِفُه

أنا أو صَديقٌ ليس يُنْصِفُني

والدّهرُ أعجِزُ أنْ أُغَيِّرَهُ

وكذاكَ يَعجِزُ أنْ يُغَيِّرَني

يا شامتاً بي حينَ غَيَّر منْ

حالي زَمانٌ مُطْلَقُ الرَّسَن

لا تَقْضِ من أحداثهِ عَجبَاً

طَبْعُ الزّمانِ على العِنادِ بُنِي

ما عِيبَ بي زَمَنٌ تَنَقّصَني

يا حاسدِي بل عِيبَ لي زَمَني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة