الديوان » العصر العباسي » الصنوبري » شمسان من كاس وحامل كاس

عدد الابيات : 49

طباعة

شمسان من كاسٍ وحاملِ كاسِ

أزرى قياسُهما بكلِّ قياس

يتنسَّمان معَ النسيمِ لطافةً

ويُنافِسَانِ المِسكَ في الأنفاس

يا أيها الغصنُ الذي تُشْتَقُّ من

حركاتِهِ حركاتُ غُصْنِ الآس

لا تسقني صرْفَ المُدَامِ كفَاكَها

ما قد سُقِيتُ بعينِ بعض الناس

أطعمتُ نفسي في هواكَ وإِنما

طمَعُ المحبِّ مُعَلَّقٌ بالياس

وأنا الفداءُ لناعسِ الألحاظِ لم

تُكْحَلُ مآقي عينِهِ بنعاس

بدرٌ ولكن ليس بدرَ دُجُنَّةٍ

ظبيٌ ولكنْ ليسَ ظبيَ كِناس

لولا الحياءُ لظلَّ يلثمُ طاسَهُ

إذ كان يُبْصِرُ وجْهَهُ في الطاس

أنا إِنْ تخرَّمَتِ الحوادثُ شِرَّتي

فمضى حِرَاني واضمحلَّ شماسي

وتلوَّنَتْ أيامُ هذا الدهرِ لي

لما نظرتُ إلى تلوُّنِ راسي

وقرأتُ من خَطِّ المشيب بعارضي

سَطْراً يخالفُ أَسطُرَ القرطاس

فلربَّما قد قادني لينُ الصِّبا

وألانَ لي قلبَ الزمانِ القاسي

وقبستُ نيرانَ الخدود بِشَرْبةٍ

هي في الدجى عِوَضٌ من المقباس

كان الهوى بالرَّقتين فبعتُهُ

حلباً على سْومٍ به ومِكاس

ما في الهنيّ وقد خلَتْ أَيَّامُهُ

بدلاً ببابليَّ ولا بطياس

وإذا التفتَّ إلى الفراتِ فإنما

هو نقطةٌ من راحةِ العباس

المبتني بنيانَ مجدٍ ما له

غيرُ النجومِ الزُّهْرِ من آساس

واللابسُ الشرفُ الذي أَضحى به

متفرّداً من دونِ كلِّ لباس

غَرْسُ الإمارةُ غَرْسُهُ

إن العلى عاديَّةُ الأغراس

وكَيَغْلَغِيُّ المجدِ يُلْقى مجْدُه

ثَبْتَ الدعائمِ مُحْصَدَ الأمراس

من ذا كأحمدَ أو كإبراهيمَ أو

كأبيهما لمنابرٍ وكراسي

قومٌ إذا ما قيسَ مُحْدَثُ عِزِّهِمْ

بقديمه جَرياً على مقياس

أضحتْ قصورُ الشامِ أخياساً لهم

فحَذارِ إن الأُسْدَ في الأخياس

الموردين على الفرات خيولَهُمْ

فحِمى الأُرُنْطِ إلى حِمى باناس

متعارضاتٍ في الصهيلِ تعارضاً

يحكي ارتجاسَ العارضِ الرجَّاس

دُلُفاً إلى الأَبطالِ في يومِ الوغى

صُدُفاً عن الأعزالِ والأنكاس

من كل داجي اللونِ إلا غُرَّةٌ

عادتْ دجاهُ عداوةَ النبراس

يطأ الصَّفا فيثيرُ نقعاً في الصفا

ويخالُ متْنَ الجُرْزِ متْنَ دهاس

لله ما العباسُ من آسٍ إذا

كَلْمُ الحوادثِ حارَ فيه الآسي

فردُ الكيانِ من رحمةٍ

تَسَعُ الأنامَ وقلبه منْ باس

ويهولُنا رعْدُ السحابِ وبَرْقُهُ

معَ ما لنا من الإيناس

مَلِكٌ إذا قَسَطَ الزَّمانُ سما له

فأراهُ كيف الوزنُ بالقِسْطَاس

أعدى على صَرْفِ الليالي المعتدي

وألانَ مع طَبْعِ الزمانِ القاسي

المُنْزِلُ الإِفلاسَ عن يدِ مجتدٍ

مذ كان كان مطِيَّةَ الإِفلاس

يوماه ذا عيدٌ وذا عُرْسٌ وإن

جلاَّ عن الأعيادِ والأعراس

يأبى الحجابَ وليس يُحْجَبُ بِشْرُهُ

عن أعينِ النُّدَماءِ والجلاَّس

ويضيءُ في ظُلَمِ الخطوبِ ولو غَدَتْ

مصبوغةَ الجَنَباتِ والأنْقَاس

روحي فداؤكَ أيّ فارسِ مأزِقٍ

تُلْقى إِليه أعِنَّةُ الأفراس

كم فتكةٍ لك في ندىً أو في وغىً

أعْيَتْ على البَرَّاضِ والجسَّاس

ومواقفٍ بين القواضبِ والقنا

بِرِضى أُناسٍ أَو بِسُخْطِ أُناس

تُوفي بمسمومِ الشُّواظِ مُكَرَّمٍ

عن أن يُشابَ شواظُهُ بِنُحاس

متلقياً ترسَ الكميّ بضربةٍ

تُلْقي الكميَّ وراءَ صفِّ تراس

إذ لا كؤوسَ سوى الأسنّةِ والظُّبا

والقومُ من ساقٍ بها أو حاس

يهني الإمارةَ إِذ حوى أقطارَها

طَوْدٌ تلوذُ به الإِمارةُ راس

إن تُنسَ مَكْرُمَةٌ يُجدِّدْ ذكرِها

خِرْقٌ لما أَنْسَى المكارَم ناس

شاكي السلاح منَ النزاهةِ دارعٌ

حالي الطِّباعِ من المروَّةِ كاس

ما إن تزالُ به العلى مَعْمورةً

حين العُلى كالأَربُعِ الأدراس

يُعْييك أَن تلقاهُ إلا مُؤثراً

مُتَرَفِّعاً عن أَن يقالَ مُواس

وَتَفاضُلُ الأقوامِ في أخلاقهم

يُنبيك كيف تَفاضُلَ الأجناس

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الصنوبري

avatar

الصنوبري حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsanubri@

693

قصيدة

1

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي، أبو بكر، المعروف بالصنوبري. شاعر اقتصر أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة. تنقل بين ...

المزيد عن الصنوبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة