الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » أريق ثغرك أم ينت الزراجين

عدد الابيات : 30

طباعة

أَريقُ ثَغْرِكِ أمْ ينتُ الزَّراجين

وَعَرْفُ نَشْرِكِ أم مِسْكٌ بدارينِ

ولحظُكِ الغَنِجُ السحّارُ أم قَدَرٌ

أم ذو الفَقَارِ مَضَى في يومِ صفين

وثغرُكِ الشَّنِبُ الوضّاحُ أم بَرَدٌ

أم بارقٌ من رِضَاكِ اليوم يثنيني

إذا بدا ليَ دُرٌّ منهُ مُنْتَظِمٌ

نَثَرْتُ لؤلؤَ دمعي غيرَ مكنون

وماءُ خَدِّكِ أمْ خَمْرٌ بكأسِ مها

يروقُ في حُسْنِ إشراقٍ وتلوين

وَقدُّك الناعمُ الريَّانُ أمْ غُصُنٌ

يميسُ ليناً على كثبانِ يَبْرين

إذا انثنى وَهَفا مرُّ النسيمِ به

فأينَ منه قضيبُ البانِ في اللين

جسمٌ براهُ الإله حينَ صوَّرَه

منْ ماءِ لؤلؤة والناس من طين

وحاشَ للهِ أن يُعْزى إلى بشرٍ

أوْ أنْ يُضافَ لحسنِ الخُرَّدِ العِين

أضْحَتْ يدُ الحُسْنِ في ديباجِ وجْنَتِهِ

تُنَمْنِمُ السّحْرَ منها في أفاين

وَفَتحَتْ إذ جرى ماءُ الشباب بها

ورْدَ المحاسنِ أَو وردَ البساتين

واهاً لقلبيْ وقد أودتْ به حُرَقٌ

من شادنٍ غَنِج بالوصلِ ضِنّين

يُديرُ لي مُقَلاً مَرْضى بِلا سَقمٍ

يُمِيتُني تارةً فِيها ويُحْييني

نَفْسي الفداءُ له منْ كلِّ نائبةٍ

وإنْ يكنْ هُوَ منها لا يُفَدّيني

لا حظَّ منهُ سِوَى عَيْنِ مُسَهَّدَةٍ

عَبْرَى وَشَوْقٍ إلى كَفيْهِ يُخْديني

أُعَلْلُ النَّفْسَ فيه بالمُنَى خُدَعاً

وإن يكنْ في هواهُ ليس يُجْديني

كم عاذلٍ رامَ عَذْلي فيهِ قلتُ له

لا تَعْذُلَنّي فإنَّ العَذْلَ يُغْريني

قالوا ضَلَلْتَ طَرِيقَ الرُّشْدِ قلتُ لهم

يهنيكمُ الرشدُ إنَّ الغيَّ يَهْنيني

حَسْبي هواهُ ولا أبْغِي به بَدَلاً

فقمتُ منهُ بحظٍّ غيرِ مَغْبُون

واللهِ لا ضِقْتُ ذَرْعاً ما حَييتُ به

فخلِّني اليومَ يَبْريني وَيُضْنيني

كم زفرةٍ تَسْتَعيرُ النارُ وَقْدَتَها

ولوعةٍ طَيَّ أضْلاعي تُناجيني

وَبَرْحِ بثٍّ ووجدٍ مُؤْلمٍ وجوًى

بينَ الحَشَا ليس يَبْلى وهو يُبْليني

هوىً تعسفتُ منهُ كلَّ مُهْلِكَةٍ

وَظَلْتث أخبطُ في أهوالهِ الجون

وَخُضْتُ منهُ غمارَ الموتِ مُقْتَحِماً

وقلتُ فيه لِلَوعَاتِ الأسى بِيني

ما بالُ دضمْعِي مُطيعاً في هَواه وما

لِحُسْنِ صَبْريَ فيهِ لا يُوَاتيني

كأنَّ دمعيْ وقد غَصَّتْ مسارِبُهُ

شجوٌ تَضايَقَ في أحشاء محزون

إيهٍ أبا قاسمٍ ما لي ظمئتُ وفي

كفّيك ريّيَ أنْ لو شِئْتَ تُرويني

وما يَصُدُّكَ عنْ أشواقِ مُكْتَئِبٍ

مُغرىً بحبكَ صبٍّ فيك مَفْتون

كنْ كيفَ شئتَ فحسبي لا أَحولُ وإن

لم أُمسِ منكَ على قُرْب وتمكين

أنتَ الحياةُ ومالي عنكَ منْصَرَفٌ

وأنت حظّيَ من دنيا ومِنْ دين

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التطيلي الأعمى

avatar

التطيلي الأعمى حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Al-Tutili@

111

قصيدة

117

متابعين

أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون ...

المزيد عن التطيلي الأعمى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة