الديوان » العصر المملوكي » النبهاني العماني » لي في الفصاحة حكمة وبيان

عدد الابيات : 60

طباعة

لي في الفصاحة حكمةٌ وبيانُ

وبلاغة لم يحوِها لقمانُ

ما الغرُّ مثلُ معاجم أيامهُ

ومحبَّك عرفت بهِ الأزمانُ

مارستُ أحداث الزمان ومارست

مني محكاً لم يبِدِه قرانُ

كم قد عرفتُ الأمر قبل وقوعه

فكذاك جاءَ وهكذا الأذهانُ

مازلت أزجرُ طَرف كل مغَّيبٍ

حتى يلوحَ بوفقهِ العنوانُ

وأرى على صفحات وجه مخاطبي

ما قدْ تضمنَّه لي الكتمانُ

والألمعيُّ جرى بمقلةِ قلبهِ

مالستقبلتهُ بخطبه الأحيانُ

وإذا دياجي الخطْب أسدل ثوُبها

أطلعت فجراً منه ليس يرانُ

جرّبت من ريب الزمان وصرفهِ

ما لم يجرب مثله سلطانُ

قلبت ناصبة الخطوب وخضت في

بحر التجارب والهجان هجانُ

وعَمَرت صدعةَ كل شر مضمرٍ

حتى أضاء بأفقهِ التّبيانُ

شيَم خُصصتُ بهنّ مُذ أنا يافع

من قادرٍ لم يخلُ منهُ مكانُ

فإذا قرضت فما زهير وطرفة

وإذا نطقت فما الفتى سحبانُ

ولقد جرَين على لساني وُثَّباً

جري الأتيّ رمت به الأقرانُ

والعقلُ رأس الفضل غيرُ مشارك

وبه لعمرك يُعرف الرحمانُ

لا تحسُدنَّ أخا البلادة عظمةً

فالعقلُ يغني عنكَ لا الجثمانُ

والعقلُ بَعل للحياةِ ومنهما

نُتجَ الجمال ووُلد الإيمانُ

ولطالما منعَ الكريمَ حياؤهُ

عَّما يرومُ بفعله الإنسانُ

فاحفظ حياءك لا تبّددْ ماءَهُ

إنَّ المريقَ لمائه خَسرانُ

ذلَّ امرءُ غبط الذليل بنعمةٍ

أخواه فيها ذلة وهوانُ

لا تغبطنَّ سوى شجاعٍ باسل

خضعتْ لشدَّةِ بأسه الشجعانُ

أو مُنعِمٍ بارى الرياحَ مواهباً

ولديه ذُمَّ العارض الهَّتانُ

لا حمْدَ إلا لامرئ متطولٍ

بذلَ اللُّها والعرضُ منه مصانُ

وإذا الكريمُ كبت به أيامه

رفضته رفضَ الاجرب الإِخوانُ

والناس اعوان القويّ لذاته

وهمُ عليه إذا هوى اعوانُ

والمرتدي بالَّلومِ لم يرجح له

في الحمد لو ملك الورى ميزانُ

لا تشمتنَّ رديَّ قومٍ غالهم

صرف الردى وكما تدينُ تدانُ

لا يخدعنك للعذول خضوعُه

فخضوعه لمكيدةٍ برهانُ

لو أظفرته يد المقادر لمحةً

بكَ لو يردَّ مراسه الإحسانُ

واعذُر إذا اعتذر الصديقُ لزلةٍ

فقبول عذرِ أخي الوَفا إيمانُ

واخفِضْ جناحكَ للرَّعية لاطفاً

بهمْ يعنكَ بلطفه الدَّيانُ

وارمِ الطغاةَ بدردبيسٍ صَّمةٍ

لم يلقَ منها عن أولاك عيانُ

ما قادرٌ من لم يعنه جنانه

ما ناكص من لم يجبه جبانُ

واغزُ العدوَّ فما غُزي في دارهم

قومٌ فقامَ لعزِّهم أركانُ

وإذا الفتى لم يغزُ يوماً خصمه

يُغزى ويهدم حوضُه ويهانُ

لم تحوِ حقَّكَ بالمزاحِ فإنما

بالجَدِّ يحوي حقه الطعَّانُ

وإذا تدانى الجحفلان فلا تكن

دَهشاً يرتعُك للسَّعير دخانُ

وإذا ضربت فعضَّ عضَّةَ كادمٍ

ليفي عليك السيف وهو جبانُ

وإذا طعنتَ فألقِ نفسكَ عندها

حتى يثورَ بطعنها الخُرصانُ

وإذا تقاربتِ الكماة فلا تخمْ

قدَماً فيقدم مثله الأقرانُ

إن الذي يلقاك مثلك فارساً

أو راحلاً ومعَ السَّنان سنانُ

قَلْقِلْ حسامك قبل أن تستلَّهُ

في الغمد كي يتنبَّهَ الوسنانُ

واغضضْ بطرفك بعدما ترمي به

أقصى الكتيبةَ فالكميُّ معان

واضْربْ إذا أمكنت هَبراً راسيا

فالهَبر لا تثبت له الأبدان

واطعن إذا ما شئت شَزراً نافذاً

فالشَّزر أنجح إِذ يعدُّ طعانُ

واكفُف جيوشك ثم إن يتنازعوا

أمْراً فيذهب أمرهم ويهانوا

وإذا أماتوا في الوغى أصواتهم

لم يفشلوا وبذا أتى القرآنُ

واعلم بأنَّ النصر يبعثه الذي

سجدت له في لجّها الحيتانُ

يا خائضَ الغمَرات اعمل بالذي

قد قلته تخضعْ لك الفرسانُ

وأنا ابن نبهان بن كيكرب بن َمن

راش الأنامَ ومن له الإِحسانُ

أغشى الوقيعة وهي بكر عابس

واعلُّ والحرب الزَّبون عَوانُ

ومدجَّج شهمِ الجنان تركتُه

ملقىً تنازع شلوه العِقبانُ

وفوارس ثُبتِ القلوب هزمتها

فكأنها بفرارِها الظلمانُ

ومواهبٍ تجْلي الهُمومَ وهبَتهُا

إذْ لا يُقال سِوايَ جادَ فُلانُ

من مَعْشَر سُدلِ الاكفّ تنالهم

خِططَ الفَخار أبوهم قَحْطانُ

نَهَب الجِيادَ على الثَّناءِ لِعِلمِنا

أنَّ الثَّناءَ لخيلنا اثمانُ

مَنْ ذالهَ العزُّ المُؤثَّل غَيرنا

أمْ مَنْ لَه الأتخات والتيجان

فَلنَا المَمالك والمراتِب والعُلى

والفَضل قدْ عَلمتْ بنا عدنان

كرماً ارثنا للفخارِ مظفَّرٌ

وبنى لنا درج العلى نبهانُ

واخصنا ذو التاج حمير تاجَه

دون الملوك ونجلُه كهلانُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن النبهاني العماني

avatar

النبهاني العماني حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Omani-Nabhani@

76

قصيدة

18

متابعين

سليمان بن سليمان النبهاني. ملك شاعر، من بني نبهان (ملوك عُمان)، خرج على الإمام أبي الحسن بن عبد السلام النزوي. واستولى على عُمان (بعد ذهاب دولة آبائه النبهانيين) وحكمها مدة ...

المزيد عن النبهاني العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة