الديوان » العصر المملوكي » النبهاني العماني » قفا بلوى الأرائك من سحام

عدد الابيات : 63

طباعة

قفا بلوى الأرائك من سُحَامِ

نحيّي دار راية بالسلامِ

وعُوجا نسفح العبرات فيها

وإن لم نشفِ تبريح الغرام

وهل يبكي المعالَم غيرُ صَبٍ

هَيُومٍ بالتذكُّر مستهامِ

وقفتُ بدار رايةَ ذاتَ يومٍ

أخاطبها فتبخل بالكلامِ

وكيف يردُّ رْجعَ القول رَبعٌ

لرايةَ دارسٌ نأتي المقامِ

تبدَّل بالظباء من الغواني

ومن حُمر القلائصِ بالنَّعامِ

وكلّ مسفَّع الخدَّين دفءُ

أحمّ العينِ مطَّرد الحَوامي

لرايةَ وهي بَهكنةٌ شموعٌ

رخيمُ الدَّلِ جَمَّاءُ العظامِ

منعمةٌ ممنّعةٌ رَدَاحٌ

تجاذبها الروادفُ في القيامِ

كأنَّ جبينها صبحٌ منيرٌ

تمزقَ عنه جلبابُ الظلامِ

وتبسمُ عن عِذابٍ ناصعاتٍ

محلاَّةِ المراكز بالوشامِ

كأنَّ رضُابها شُهدٌ زُلالٌ

يُعَلُّ بقهوةٍ صِرفٍ مُدامِ

تُواصلني فيُعجبها وصالي

ولم تجنح هناكَ إلى مَلامِ

إلى أن جَدَّ جِدَّ البَين فينا

فبدَّد شملنا بعد التئام

وزمُّوا للفراق مزَّملاتٍ

ذعاليباً تَقاذفُ بالموامي

هجائنَ من سَراةِ بني غُريرٍ

تمرُّ مؤخراً مرَّ الجَهامِ

ورُبَّ أمَقَّ منخرق الحواشي

بعيدِ الماءِ لُفّعَ بالقَتامِ

طويتُ بعيسَجورٍ عَنتريسٍ

سِناد الظهرِ لاصقةِ السّنامِ

أمونٍ حرةٍ عَوجاء حرفٍ

تجاذبُ في السُّرى ثنيَ الزمامِ

كأنَّ بها إذا وعرت جنوناً

وطارَ بخطمها قَزَعُ اللغامِ

وماءٍ آجنٍ مُرٍ سدامٍ

لبستُ لوِرده ثوبَ الظلامِ

صَرىً تعوي الذئابُ بعَقوتيْه

طوى ذلاً يُرمَقُ بالطعامِ

وقد أغدو بأشقرَ أعوجيٍ

يسجّم ركضُه أيَّ انسجامِ

أزَجَّ أقبَّ أسْوق مستجادٍ

أخوضُ به لُهاماً في لهامِ

وربَّتما نقعتُ صّدى بقلبي

برمحِ سمهريٍ أو حُسام

أنا قَرمُ الملوك فهل مُبارٍ

بعزٍ أو مرامٍ أو مُسامِ

أنا صقر الملوك فهل مضاهٍ

ببأسٍ أو مُلاقٍ أو مُرامِ

أنا ليثُ الليوثِ إذا السَّواعي

تَنَاقلُ فوق أجسامٍ وهامٍ

أنا المسكني إذا ما الحربُ شبَّت

وبُرقعت الغزالةُ بالقَتامِ

أنا الموتُ الذي لا بدَّ منه

فسائلْ بي تنبأُ بالحِمام

كريمٌ وابن فيَّاضٍ كريمٍ

سليلُ أفاضلٍ غُرٍ كرام

وقد أهبُ الحياةَ لربّ ذنبٍ

بعفوي والمنيةَ بانتقامِ

إذا نظمت ملوكُ الأرض عِقداً

فإني أيُّ واسطةِ النّظامِ

أو افتخرَ الملوكُ بيوم فَخرٍ

فإني قرمُ أملاكٍ عِظام

وإن ذُكر الملوكُ غداةَ رَوْعٍ

فإني نِعم خَوَّاضُ اللُّهامِ

وإن حَمدَ الملوكُ فتىً بجودٍ

فإني نِعم فضَّاحُ الغَمام

وإن نام الملوكُ عن المعالي

سهرتُ فلم أهَوم بالمنام

وأبذلُ ما احتويت لكسب حمدٍ

ولا آسي على فقدِ الحُطامِ

تصفَّحْ كل ذي تاجٍ وتختٍ

وكل أغرَّ بذْاخٍ المَقامِ

فهل من سيّدٍ بطلٍ مجيدٍ

يقوم بيوم مُعضلةٍ مقَامي

فتىً يقري الصَّوارم وهو طاوٍ

ويروي السَّمهرَّيةَ وهو ظامي

رويداً معشرَ الأملاك إني

لمُصْبحُكم بكاسات الحمامِ

ذروا سُكني الحصون وإن تعالت

فغايُ بنائها للإنهدامِ

أقودُ الخيلَ لاحقةَ كُلاها

نَقاذفُ بالغَطارفة الكرامِ

عليها كلٌّ أروعَ يعرُبيٍ

مهيبِ البأس مِتلاف السّوامِ

فربَّ غضنفرٍ قرمِ كميٍ

مِحشَّ الحربِ شرّيبِ المُدامِ

أقمت الطير أضيافاً عليهِ

تُنازع منه مضبوعَ الحِمام

ويوم الظَّفر وهو أشدُّ يوماً

به عُرف الكرامُ من اللئام

وقد جاءتْ عُمان تقودُ جيشاً

إلى حربي كمُلتطم الُّلهامِ

وأحجمتِ الفوارسُ من نزارٍ

وقحطانٍ وهم أُسد الضّرامِ

فجئت مجرّداً إذ ذاك سيفي

أنادي أين ذو البأس المحامي

فلمَّا عاين الأعداء شخصي

وقد دبَّ الرّدى بشَبا ُحسامي

على نهدٍ أقَبَّ أزجَّ شهمٍ

ظليميّ الشَّظا ملءِ الحزام

رأوا مَوتاً يلوح بكفِ موتٍ

على قَدَرٍ أتيحَ على الأنامِ

ولمَّا لم يجد إلا حِماماً

أو الهربَ الأمَرَّ من الحمامِ

تَولَّت تتَّقي بالفرّ بأسي

كما فرْت مُذَعَّرةُ النَّعامِ

ولمَّا آض عزُّ القوم ذُلاً

وأصلد زندُهم بعد اضطرامِ

عفوتُ وكان مني العفو خُلقاً

وذلك خلُقُ مِفضالٍ هُمامِ

أنا ابنُ السَّابقينَ إلى المعالي

وأعيانِ الأفاضلِ والكرامِ

أبيدُ المالَ كي أحوي ثناءً

وأشرقُ كلَّ فجٍ بالقتامِ

وأعطي الخيلَ والأدَم المَهارى

ولم أجنحْ هنالك للملام

وقد أيقنتُ أنَّ الحمدَ يبقى

ولكن لا بقاءُ للحُطامِ

ولا كالشكرِ يحويه جَوادٌ

بمالٍ لا يخلَّدُ بالدَّوامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن النبهاني العماني

avatar

النبهاني العماني حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Omani-Nabhani@

76

قصيدة

18

متابعين

سليمان بن سليمان النبهاني. ملك شاعر، من بني نبهان (ملوك عُمان)، خرج على الإمام أبي الحسن بن عبد السلام النزوي. واستولى على عُمان (بعد ذهاب دولة آبائه النبهانيين) وحكمها مدة ...

المزيد عن النبهاني العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة