الديوان » اليمن » إبراهيم الحضرمي » ألا ويك تيهي إذ عليك عقود

عدد الابيات : 55

طباعة

ألا ويك تيهي إذ عليك عقود

وميدي حياء فالخرود تميد

فلو عنك ألقين المقانع أشرقت

لخدك أنوار لهن وقود

لبانك برَّاق وخدك زاهر

وأنفك كالسيف الصقيل رؤود

وجعدك لو لم تلبسي الحلي والحلى

لغطاك حتى لا يراك حسود

تكامل فيك الحسن والحسن عاطف

على العقلا يسبيهم ويصيد

فها أنا ذا مع ما أحاول وامق

محب لربات الحجال ودود

فلا تحسبي هجرتك خمسة أشهر

إلى مائة أني عليك حقود

هجرتك هجران المدلّ فوسعي

علي فإن الحل منك أريد

وتااللّه ما أعرضت إعراض مبغض

ولا عاق قلبي عن هواك صدود

ولكن كذا من حاول الحرب لم يمل

لباه ولو مالت إليه خدود

لك العهد إمَّا بعد أظهر أنني

أزور وأقضي حقكم وأعود

على أن عهدي لا يرثُّ وموثقي

وثيق وأما موعدي فأكيد

ألم تنظريني يا ابنة الخير أنتمي

لشرق وغرب والأنام قعود

وفيت بعهدي والأرازل ما وفوا

بعهد وما للأرزلين عهود

عجب لهم إذ دبروا كيف دبروا

وما وردتهم بالسيوف جنود

لقد خضعوا قبل اللقاء وأهطعوا

كما هطعت قبل العذاب ثمود

عجبت لدهر أهله أهل غفلة

سواء عليهم يقضة ورقود

مدحت فما اهتز واذممت فأعرضوا

سكتُّ فناموا والإله شهيد

رضوا بمحل الذل حلاً وإنما

يذل قليل الاحتيال بليد

وصرت فتي سمحاً بدنياي مخبتاً

شحيحاً على ديني وعنه أذود

وقلبي وعزمي صارمان وصعدتي

وسيفي رقيق الشفرتين جديد

فلا متُّ إلا والقنا متحطّم

لدي وحولي للنسور وفود

عدمت مفاجاة الفتى بين نسوة

يظل على وجهي لهن نهود

فيا أسفاً من لي بقوم أعزة

يكون لهم تحت السيوف ورود

ويا أسفاً حتى متى تشرب الظبى

دم الهام أو تلقى التراب خدود

متى ما سقت قيعان واد من الدما

ظبى البيض لم يلبث بهن عنيد

هما السيف والسوط اللذان هما الدوا

فإني حمول للدواء جليد

وأين ومن ذا ثم يحمي وهل بقى

ألا لا بلى واللّه عاد سعيد

سعيد بأرض غير أرضي وإنني

به واثق بعد الإله شديد

سعيد سخا بالمال للوفيد رغبة

وقال صلوني بعدها فأزيد

سعيد غريب في البرية واحد

وأولاده شمَّ الأنوف أسود

فمن مبلغ عني سعيداً وولده

يلجّ به حسن الثنا ويعود

أبا القاسم اسمع لاعدمتك قصتي

لتعجب من أمري وأنت رشيد

طلبت بوادي حضرموت فلم أجد

بها أحداً ينكي العدا ويكيد

فسرت عماناً قلت علي أجد بها

شراة تسامي والمكان بعيد

فجادوا ببذل المال دون نفوسهم

وعدت حميداً والامام حميد

وما ثقتي أن قمت إن زارعقوتي

وقمت بثقل الخطب وهو بليد

وسرت على نهج الشراة محكماً

بجيشي ورايات لهن بنود

فلما رآى أهل الضلال شرارتي

تزيد حياة والضلال يبيد

بدا لهم أن ينكثوا فتسللوا

لواذاً وعال المسلمين خمود

فحسبك نوراً أخمدوه وإنهم

بنا لعلى ما يفعلون شهود

وما نقموا مني سوى أن همتي

عن الإثم والحجر الأثيم تحيد

رأوني فتى لا ألبس الحق باطلاً

ولا أتبع الضَّلال حيث يريد

فطارت لخوف اللّه عني عقولهم

فهاهم لهم جمع عليه حقود

تلاءمت الأضداد من أجل خيفتي

ضراراً وما التامت علي حشود

فلو طمع الأشرار مني بهفوة

إلى الظلم قالوا ما سواك يسود

فكيف وأصل الظلم عجز وفزعة

دناة يراني اللّه فيه أقود

أذلّ وديني خالص هكذا ولا

أعزّ وديني تزدهيه قرود

إذا لم أجد ماء طهوراً مطهراً

قراحاً كفاني للصلاة صعيد

وإن مد لي جهد البلاء حباله

وطال فصبري للبلاء مديد

وأما فؤادي للأياس فطارد

فما دمت حياً فالأياس طريد

فنفسك طيب يا ابن صلت فإنني

أموت وعزمي في الجهاد جديد

وأنت فدم دم للمهيمنين ناصراً

وثق أنه بالنصر سوف يجود

كما نصر المختار أحمد بعد ما

جفى ورمي بالفرث وهو وحيد

فصلى عليه اللّه ما لاح بارق

وما همهمت في المعصرات رعود

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الحضرمي

avatar

إبراهيم الحضرمي حساب موثق

اليمن

poet-Ibrahim-Al-Hadrami@

63

قصيدة

317

متابعين

إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي. من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل. ...

المزيد عن إبراهيم الحضرمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة