الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » خلد الله عدل هذا الزمان

عدد الابيات : 47

طباعة

خَلَّدَ اللَّه عَدلَ هَذا الزّمان

وَحَباهُ دَوم اللّيالي الحِسانِ

وَأَنارَ الأَيّامَ فيهِ دَواماً

بِوَزيرٍ لَقَد خَلا عَن مداني

عابِد اللَّه شَمس كلِّ وَزيرٍ

في سَما المَجدِ نالَ أَرفَع شَانِ

بَحر حكمٍ يَموجُ بِالعَدلِ دَوماً

وَبِهِ التّقوى وَالهدى جارِيانِ

هَدَمَ الجورَ مِن أَساسِ بِناه

إِذ تَوَخّى إِزالةَ العُدوانِ

وَاِنتَضى سَيفَ العَدلِ سَلّاً عَلَيهِ

فَاِغتَدى مِنهُ هادم البُنيانِ

بَعدَ عَدل الأَشجِّ ما إِن سَمِعنا

جاءَ عَدلٌ كَعَدلِ ذا في زَمانِ

قامَ بِالحَقِّ في الرّعيّةِ يَمحو

باطِلاً كانَ قَبل هَذا الأوانِ

لا يرى عَن أُمورِهم خدنَ شُغل

فَهوَ عَنها لعِطفهِ غَير ثانِ

قامَ فيهِم بِشَرعِ خَيرِ نَبيٍّ

أَشرف الرّسلِ رَحمة الرّحمانِ

أَيَّد الدّين دينَ خَيرِ رَسولٍ

مُخلِص القَصدِ كامل الإِيمانِ

قَمَعَ الكفرَ مُضعِفاً لقواه

بِزَوالِ الفُجورِ وَالطّغيانِ

بَحر حِلمٍ تَدفَّقَ الحِلمُ مِنهُ

وَهوَ بِالحِلم دائِمُ الهَيَجانِ

نَقَلتهُ الرّكبان إِذ فيهِ سارَت

فَفَشا في الآفاقِ وَالأَكوانِ

فَلَهُ اللَّه مِن حَليمٍ مَهيب

لا يرى وَهوَ اللّيث بِالحردانِ

لَم يَكُن يَستَفِزُّهُ غَضب إل

لا لِمَولاهُ الواحد الدّيّانِ

فَكَأنَّ النّبِي أَوصاهُ لَمّا

قالَ لا تَغضَب أَوّلاً وبثاني

مُزنة البَذلِ غَيثُها البَذلُ سَحّا

إِذْ هَمَتْه أَربى عَلى الطوفانِ

بَحر جودٍ نعم وَفي راحَتيهِ

دونَ مينٍ عَينانِ نَضّاخَتانِ

يا لَهُ اللَّه مِن وَزيرٍ فَخيمٍ

قَدَّمتهُ أَماجِدُ الأَقرانِ

قَد عَلا صَهوةَ المَعالي بِمَجدٍ

فيهِ فَخراً نَحَت إِلى الطيَرانِ

ما لَهُ بِالتيجانِ في الدَّهرِ فَخرٌ

إِنّما فيهِ مَفخرُ التيجانِ

إِنّما فَخرُهُ بِعِلمٍ وَحِلم

وَبِعدلٍ في القاصي ثمّ الدّاني

وَمخاف مِنَ الجَليلِ تَعالى

وَصَلاحٍ وَطاعَة الرّحمانِ

وَبِزُهدٍ فيما بِأَيدي البَرايا

وَعَفافٍ مُشاهَدٍ بِالعَيانِ

رَجل الدّنيا واحِد الدّهرِ فَرداً

بِحَميدِ الخصالِ ثمَّ المَعاني

وَبِعَزم وَهِمّة فيهِ تَعلو

وَسَمت تَرتَقي عَلى كيوانِ

وَمَضاءٍ فيما أَرادَ بِحَزمٍ

وَبِرأيٍ في غايَةِ الإِتقانِ

وَبِرفقٍ وَفي لَطيفِ طِباعٍ

وَمَزايا شَريفَةٍ وَحِسانِ

وَسَجايا كَريمة وَكمَال

وَجَمال بِهيبة مُزدانِ

وَكَلامٍ تَخالهُ درَّ عقدٍ

لَم تَنَل مِثلهُ نُحور الغَواني

وَبِصيتٍ بَينَ الأَنامِ حَميدٍ

مِثل مِسكٍ في سائِرِ البُلدانِ

وَبِذِكرٍ بِالخَيرِ في كلِّ حين

وَثَناءٍ يَتلوهُ كلُّ لِسانِ

وَبِخوضٍ مِنَ الوَغى بِبحور

ماجَ فيها ضَياغِمُ الشّجعانِ

لَو تَبدّى يَجول فيها لَوَلَّت

مِنهُ رُعباً ضياثِمُ الفُرسانِ

وَتَألَّوْا مُعَقِّدينَ يَميناً

أَنَّهم لَم يَأتوا إِلى مَيدانِ

كَم وَزير بِالسّيفِ يُبدي اِفتِخاراً

وَبِهِ فَخر الرّمحِ وَالهندُواني

أَيُّها الأَمجَدُ السُّمْيدع مَنْ مِنْ

ذَروَةِ المَجدِ حلَّ أَسنى مَكانِ

لا بَرِحتَ الزّمانَ شَمسَ تعالٍ

تَعتَلي لِلسّماك وَالزّبرقانِ

بِسعودٍ تنال دَومَ خُلودٍ

وَلَها فيكَ الدّهرَ حُسنُ اِقتِرانِ

هاكَ خِدنَ الإِحسان بكراً رداحاً

بِنتَ فِكرٍ تَفوقُ حورَ الجِنانِ

فَاِلتفِت نَحوَها بِعَينِ قَبولٍ

ذا لَدَيها مِن غايَةِ الإِحسانِ

وَدُمِ الدَّهرَ لا تُضام بِضَيمٍ

بِضَمانٍ مِن ربِّنا وَأَمانِ

ما تَحلَّى بِحليةِ الزّهرِ رَوضٌ

ما تَثَنَّت عَرائسُ الأَغصانِ

ما غَدا الفَتحُ داعِياً لَكَ بِالنص

رِ وَعمرٌ يَطولُ طولَ الزّمانِ

وَاِعتدال المزاجِ في كلِّ حينٍ

وَبلوغِ المُرادِ طبق الأَماني

ما بَدا قائِلاً بِإِخلاصِ قَلبٍ

خَلَّد اللَّه عَدل هَذا الزّمانِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة