الديوان » السودان » محمد عبد الباري » النسخة الثانية من الغريب

يا من عرفتُكَ
بالتماسُكِ مولعا
حريّةُ الجدرانِ أن تتصدّعا
.
ضاق المدى المكتوبُ باسمكَ
فلتكن أنتَ التشظي فيه كي يتوسعا
.
لك أنْ تدوّيَ غاضباً من عالمٍ أخفاكَ وليكن الدويَّ المفزعا
.
لك أنْ تعاودَ أنتَ تفجيرَ الطبيعة
إن بها فضّلتَ أن تتطبعا
.
أنْ تستقيلَ من التطابق:
نزعةً رأت الظلالُ لمثلها أن تنزعا
.
أن تخلعَ الوادي المليء تواضعاً
أن تلبسَ الجبلَ المليء ترفعا
.
وتحرّكَ الزلزالَ
صوبَ الثابتِ الشبحيّ في الأيام
كي يتزعزعا
.
وتزيلَ عنك من المياه سكونَها
وتفضّها مستنقعاً
مستنقعا
.
وترّدَ ميراثَ النسيم لأهله الفقراءِ كي ترثَ الرياحَ الأربعا
***
يا عاتباً جداً على الطرقات إذ أخذتكَ منك
مودِّعا ومودَّعا
.
هو أنتَ من أسرى لشيءٍ لم يكن أبداً
وأنسابَ الفراغِ تَتَبّعا
.
متداخلاً فيك الهدوءُ المنتمي لأسى الحقيقةِ بالهدوءِ المدّعى:
.
شاهدتَ عمركَ
وهو يُرفع رايةً بيضاءَ
كم نزفتْ لكيلا تُرفعا
.
سُرقت خصوصيّاتُ وجهكَ كلُها
وتُركتَ ما بين الوجوه موزّعا
.
ومُنحتَ حين مُنحتَ
قفلاً لا فمًا متكلما
وسلاسلاً لا أضلعا
.
وأُصبتَ وحدكَ بالرجوعِ
فلم تزل كالذكرياتِ تودُّ أن تُسترجعا
.
أُبعدتَ من سربِ الحمام مُطَمْأناً
وأُضفتَ في سربِ الحمام مُروَّعا
.
ودُفنتَ في الغيبِ الذي لا لن يُرى أبدا
وفي السر الذي لن يُسمعا
.
وحُرمتَ من ثقةِ الينابيع التي بين الصخور تجاسرتْ أن تنبعا
.
وجُعلتَ تخسر ُ ثم تخسرُ
حدَّ أن أصبحتَ في فنّ الخسارةِ مرجعا
***
يا صاحبَ الساعاتِ
صوتُ فنائها يدعوك
فلتذهب إليها مسرعا
.
قبل انتهاءِ الماء أعلنه انقلابَ الماء
كي يلد المصبُّ المنبعا
.
قاومْ ضبابَ الروحِ فيكَ
وقل له لابدّ عني الآن أن تتقشعا
.
قشّر تجاعيدَ النهار ليزدهي وجهاً
وحكَّ الليلَ حتى يلمعا
.
وأزلْ حدودكَ عن حدودك
كن هوىً في ممكنٍ للمستحيلِ تطلّعا
.
فيما يخصُ شخوصكَ العشرين
دع منها المفاجئ يطرد المتوقعا
.
وأضفْ إليكَ من الزوايا حدّةً
حتى يصيرَ الدائريّ ُ
مربّعا
.
واقتل رضاكَ
وبالتحرر من أسى هذا الرضا لا تنسَ أن تستمتعا
.
فبغير هذا الأحمرِ الثوريّ في عينيك َ
لن تجد القصيدةُ مطلعا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد عبد الباري

avatar

محمد عبد الباري حساب موثق

السودان

poet-mohamed-abdel-bari@

25

قصيدة

627

متابعين

شاعر سوداني ولد في الرياض وتلقى فيها دراسته حتى الثانوية ثم اكمل دراسته الجامعية في الجامعة الاردنية . امتلك ناصية اللغة و البلاغة فشكلها لوحات نابضة بالجمال والحياة يميل في شعره ...

المزيد عن محمد عبد الباري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة