يا من عرفتُكَ بالتماسُكِ مولعا حريّةُ الجدرانِ أن تتصدّعا . ضاق المدى المكتوبُ باسمكَ فلتكن أنتَ التشظي فيه كي يتوسعا . لك أنْ تدوّيَ غاضباً من عالمٍ أخفاكَ وليكن الدويَّ المفزعا . لك أنْ تعاودَ أنتَ تفجيرَ الطبيعة إن بها فضّلتَ أن تتطبعا . أنْ تستقيلَ من التطابق: نزعةً رأت الظلالُ لمثلها أن تنزعا . أن تخلعَ الوادي المليء تواضعاً أن تلبسَ الجبلَ المليء ترفعا . وتحرّكَ الزلزالَ صوبَ الثابتِ الشبحيّ في الأيام كي يتزعزعا . وتزيلَ عنك من المياه سكونَها وتفضّها مستنقعاً مستنقعا . وترّدَ ميراثَ النسيم لأهله الفقراءِ كي ترثَ الرياحَ الأربعا *** يا عاتباً جداً على الطرقات إذ أخذتكَ منك مودِّعا ومودَّعا . هو أنتَ من أسرى لشيءٍ لم يكن أبداً وأنسابَ الفراغِ تَتَبّعا . متداخلاً فيك الهدوءُ المنتمي لأسى الحقيقةِ بالهدوءِ المدّعى: . شاهدتَ عمركَ وهو يُرفع رايةً بيضاءَ كم نزفتْ لكيلا تُرفعا . سُرقت خصوصيّاتُ وجهكَ كلُها وتُركتَ ما بين الوجوه موزّعا . ومُنحتَ حين مُنحتَ قفلاً لا فمًا متكلما وسلاسلاً لا أضلعا . وأُصبتَ وحدكَ بالرجوعِ فلم تزل كالذكرياتِ تودُّ أن تُسترجعا . أُبعدتَ من سربِ الحمام مُطَمْأناً وأُضفتَ في سربِ الحمام مُروَّعا . ودُفنتَ في الغيبِ الذي لا لن يُرى أبدا وفي السر الذي لن يُسمعا . وحُرمتَ من ثقةِ الينابيع التي بين الصخور تجاسرتْ أن تنبعا . وجُعلتَ تخسر ُ ثم تخسرُ حدَّ أن أصبحتَ في فنّ الخسارةِ مرجعا *** يا صاحبَ الساعاتِ صوتُ فنائها يدعوك فلتذهب إليها مسرعا . قبل انتهاءِ الماء أعلنه انقلابَ الماء كي يلد المصبُّ المنبعا . قاومْ ضبابَ الروحِ فيكَ وقل له لابدّ عني الآن أن تتقشعا . قشّر تجاعيدَ النهار ليزدهي وجهاً وحكَّ الليلَ حتى يلمعا . وأزلْ حدودكَ عن حدودك كن هوىً في ممكنٍ للمستحيلِ تطلّعا . فيما يخصُ شخوصكَ العشرين دع منها المفاجئ يطرد المتوقعا . وأضفْ إليكَ من الزوايا حدّةً حتى يصيرَ الدائريّ ُ مربّعا . واقتل رضاكَ وبالتحرر من أسى هذا الرضا لا تنسَ أن تستمتعا . فبغير هذا الأحمرِ الثوريّ في عينيك َ لن تجد القصيدةُ مطلعا
شاعر سوداني ولد في الرياض وتلقى فيها دراسته حتى الثانوية ثم اكمل دراسته الجامعية في الجامعة الاردنية .
امتلك ناصية اللغة و البلاغة فشكلها لوحات نابضة بالجمال والحياة
يميل في شعره ...