ارحمي شباکنا الأبکَمَ يوماً.. وافتحيه کفاه معقودان عن عامين .. لم يلعب نسيم الصبح فيه شفتاهُ أطبِقَتَا علی آهاته الخرساء. وارحمي غرفتنا .. قد دبّ في أحجارها صوتُ بکاء حسرتي!! جَفّ الندی وأعتَلّت الألوانُ في الأشياء، فسدت بغرفتنا البقايا الباقياتُ من الهواء تعفنت أنفاسُنا، وتعفنت بقعٌ من القيء علی حيطانها شُلَّت خُيوطُ النور في أرکانها فارحميني .. وافتحي الشباك .. أخشي أن أموت قبل أن أسمع ريحاً أن تتکلم بالصدی من لغَط الماشين بين الطرقات بعبير الماء والطينِ إذا دبَّ حياةً في النبات افتحي الشباك .. أخشي أن أموت قبل أن أنظر أسرابَ الطيور العائدة ..
ولد الشاعر محمد عفيفي مطر في قرية رملة الأنجب بمحافظة المنوفية في عام 1935م، وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة، وعمل مدرسًا،ويعتبر محمد عفيفى مطر من أبرز شعراء جيل الستينات ...